ملفات وتقارير

5 قادة أقوياء.. هكذا كان مصيرهم بعد "الربيع العربي" (شاهد)

رؤساء أطاحت بهم الثورات الشعبية في بلادهم- أرشيفية

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على مصير خمسة من قادة الدول العربية الأقوياء، بعد "الربيع العربي" في عام 2011، بعد سبع سنوات من تحطيم عربة البائع التونسي الذي أحرق نفسه.

واحد في المنفى الهادئ، وآخر يعيش الآن تحت الإقامة الجبرية ويحاكم، ولا يزال آخر في السلطة في بلد حطمته الحرب، في حين لقي اثنان نهاية عنيفة، وميتة صادمة، هكذا وصفت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، حالة الزعماء الذين طالتهم ما سميت بثورات "الربيع العربي".

ونشرت وسائل الإعلام حول العالم، الاثنين، خبر الرئيس اليمني المخلوع علي صالح، الذي قتل على يد حلفائه الحوثيين، قبل أن يبدل ولاءه ويسعى للتحالف مع السعودية. 

ووصفت الصحيفة الأزمة في اليمن بأنها "حرب أهلية مزقها الصراع الطائفي بالوكالة، بين السعودية وإيران، وموطن ما يسمى أسوأ أزمة إنسانية في الوقت الجاري".

وفي ما يأتي مصير قادة خمس دول؛ مصر وليبيا وسوريا وتونس واليمن، وهي البلدان التي تقع في قلب الانتفاضات الشعبية التي بدأت في عام 2011، بعيدا عن بلد واحد، هو تونس، الذي يشهد مظهرا من مظاهر الديمقراطية التعددية.

الرئيس المخلوع حسني مبارك في مصر

 

 
في شهر شباط/ فبراير 2011، بعد أن أمضى حسني مبارك قرابة الـ30 عاما في السلطة، كان سقوطه وإعلانه الاعتزال يشير إلى تغير سياسي كبير في المنطقة، لا سيما أنه كان يرمز إليه كرجل عربي قوي لا يمكن تعويضه بالنسبة لحلفائه العرب والغربيين. 

ويتعرض مبارك الذي يبلغ من العمر (89 عاما) في الوقت الحالي للسجن والمحاكمة بتهم شملت التآمر لقتل المتظاهرين والفساد.

وعلقت الصحيفة الأمريكية بالقول: "لكن الغضب الشعبي تجاه مبارك قد تلاشى بسبب الانقلاب الذي شهدته مصر، والإطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب ديمقراطيا، محمد مرسي، واستبداله من قبل رجل عسكري قوي، عبد الفتاح السيسي، الذي قاد حملة حادة لقمع معارضي الانقلاب. 

وفي آذار/ مارس الماضي، أطلقت حكومة السيسي سراح مبارك من السجن، على الرغم من أنه لا يزال يخضع للتحقيق في مكافحة الفساد، ولا يمكنه مغادرة مصر. 

وأوضحت أنه يعيش اليوم في قصر تحت حراسة مشددة في القاهرة.
  
معمر القذافي في ليبيا

 

 
كان العقيد معمر القذافي قد أطيح به من السلطة في آب/ أغسطس 2011، بعد ثورة شعبية ساعدتها طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو). 

ووصفته الصحيفة بأنه كان زعيما ملتويا لا يرحم" و"يعتبر نفسه ملك أفريقيا"، ويرتدي لباس البدو، ويحكم ليبيا لأكثر من 40 عاما. 

وقتل القذافي بعد شهرين من الثورة الشعبية، في الـ69 من عمره، على يد الثوار الذين طردوه من مسقط رأسه، سرت، ووضعوا جثته في غرفة لتبريد اللحوم في مدينة مصراتة، وعرضوها على الشاشات.

ولا يعرف المكان الذي دفن فيه حتى الآن.

الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في تونس

 

 
يعد زين العابدين بن علي الذي يبلغ من العمر 81 عاما، أول من تمت الإطاحة بهم من الحكام الذي وصفتهم الصحيفة بالمستبدين العرب، وكان يتمتع بحياة فخمة وباذخة. 

وبعد اندلاع الثورة في تونس عقب شرارة الربيع العربي التي أطلقها محمد البوعزيزي، الذي أحرق نفسه بعد أن تمت مصادرة عربته لبيع الفواكه من السلطات، لقي بن علي غضبا شعبيا جراء سياساته ووضع اقتصاد البلد المتردي، في حين أن الأخير يعيش حياة باذخة. 

وفر بن علي من تونس مع عائلته في كانون الثاني/ يناير 2011 إلى المملكة العربية السعودية، حيث سمحت لهم الحكومة هناك بالعيش بهدوء، ورفضوا الطلبات التونسية بتسليمه.

الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في اليمن

 

 
وبحسب "نيويورك تايمز"، كان الرئيس علي صالح، يعدّ واحدا من أكثر الطغاة استبدادا في العالم العربي، وتنحى في أوائل عام 2012، وبلده يعد الأكثر فقرا في الشرق الأوسط. 

وظل شخصية سياسية قوية رغم استقالته التي أجبر عليها بعد ثورة شعبية، ثم تحالف في وقت لاحق مع الحوثيين، الذين يقاتلون تحالفا عسكريا بقيادة السعودية، منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

وقتل علي صالح الذي يبلغ من العمر 75 عاما أمس الاثنين، في صنعاء، عاصمة اليمن، بعد أن قيل إنه قد غير ولاءه إلى السعودية التي تقاتل حلفاءه الحوثيين، ما عدّ "خيانة" بالنسبة للجماعة التي تتلقى الدعم من إيران.

بشار الأسد في سوريا

 

 
ظل الرئيس بشار الأسد (52 عاما) في السلطة رغم الانتفاضة الشعبية العارمة ضده عام 2011، وقاد بلاده إلى حرب أهلية خلقت أزمة لاجئين غير مسبوقة.

وبمساعدة حلفائه الروس والإيرانيين، استعادت قواته مساحات واسعة من سوريا، كان قد فقدها على يد المعارضة السورية وتنظيم الدولة وتنظيمات أخرى دخلت إلى الحرب، وصارت طرفا مهما فيها. 

ولكن بعد تمسكه بالسلطة أصبحت بلاده في حالة خراب، وتتجاوز تكاليف إعادة البناء بحسب تقديرات الأمم المتحدة 250 مليار دولار. 

ولا تزال المفاوضات جارية لإنهاء حالة الحرب، دون وضوح بشأن دور الأسد في مستقبل سوريا.