سياسة دولية

ميركل ترحب بإمكانية تشكيل ائتلاف موسع لإعلان حكومتها

ميركل ترحب باحتمال تشكيل إئتلاف موسع مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي- أ ف ب

رحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، السبت، بالمحادثات التي تستهدف تشكيل "ائتلاف موسع" مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي ودافعت عن سجل حكومات سابقة تشكلت على هذا الأساس وقالت إنها حققت نجاحا ملحوظا.


وكانت ظلال من الشك قد خيمت على الولاية الرابعة لميركل بعد أن انسحب حزب الديمقراطيين الأحرار الموالي لقطاع الأعمال من محادثات تشكيل ائتلاف ثلاثي مع تكتلها المحافظ وحزب الخضر، الأحد الماضي، ما تسبب في أزمة سياسية في الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا.


لكن الحزب الديمقراطي الاشتراكي أعاد النظر أمس الجمعة في قرار سابق له ووافق على إجراء محادثات مع ميركل مما طرح احتمالات لتشكيل "ائتلاف موسع" جديد على غرار نفس الائتلاف الذي حكم البلاد للأعوام الأربعة الماضية أو تشكيل حكومة أقلية.


تأمل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخروج في أسرع وقت من الأزمة السياسية التي أنتجتها الانتخابات التشريعية الأخيرة في أيلول/سبتمبر الماضي بسعيها إلى تشكيل تحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي يبقيها على رأس الحكومة.


وبعد شهرين من الانتخابات التشريعية، ورغم فشل المفاوضات الشاقة مع الليبراليين والخضر، تبدو ميركل مصرة على تشكيل حكومة "سريعا جدا" من اجل تفادي إجراء انتخابات مبكرة محفوفة بالمخاطر.


وقالت ميركل في خطاب ألقته أمام ممثلين إقليميين لحزبها، الاتحاد المسيحي الديمقراطي، في كولنغسبورن في شمال شرق البلاد، إن "أوروبا تحتاج إلى ألمانيا قوية (...) لذلك يُستحسن أن يكون تشكيل الحكومة سريعا جدا، ليس فقط حكومة تصرّف الأعمال".


ويخشى الاتحاد الأوروبي أزمة سياسية في ألمانيا في وقت تنتظرها استحقاقات عدة وخصوصا مفاوضات بريكست.


كذلك فإن الأزمة الألمانية تعرقل مشاريع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أجل إصلاح منطقة اليورو.


دعوة غير مباشرة 


ووجهت ميركل، السبت، دعوة غير مباشرة إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي شكلت معه حكومتين من 2005 حتى 2009 ومن 2013 حتى 2017، باعتبارها أن المحادثات مع هذا الحزب يجب أن تكون "مبنية على الاحترام المتبادل"، مشددة على ضرورة التوصل إلى "تسوية".


ويتوقع أن يلتقي الرئيس الاشتراكي الديمقراطي فرانك فالتر شتاينماير الخميس ميركل ورئيس الاتحاد المسيحي الاجتماعي، حليف الاتحاد المسيحي الديمقراطي البافاري، هورست سيهوفر ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، رئيس البرلمان الأوروبي السابق، مارتن شولتز.


إلا أن ميركل حاولت التقليل من أهمية اللقاء المرتقب بقولها: "لا أعلم كيف ستتطور الأمور في الأيام المقبلة".


ويبدو أن السبب في ذلك هو أن التحالف مع الاشتراكيين الديمقراطيين ليس محسوما، لأن شولتز يعارضه وقد قبل به بعد ضغوط مارستها كوادر في الحزب.


وفي أي حال فإن أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يطرح على المحازبين للتصويت عليه وبالتالي فإن النتيجة تبقى غير محسومة.


ويرى العديد من الكوادر في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي مني بهزيمة كبيرة في الانتخابات التي أجريت في 24 أيلول/سبتمبر، أن الحزب دفع ثمن تحالفه مع حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي.


لكن ومع فشل المحادثات الشاقة بين المحافظين والليبراليين والخضر، أصبح مفتاح الخروج من الأزمة السياسية وتفادي إجراء انتخابات مبكرة، غير مسبوقة في البلاد منذ انتهاء الحرب، بيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي.


ويدفع الرئيس الألماني الاشتراكيين الديمقراطيين باتجاه التوصل إلى تسوية.


ويصر الرئيس، وهو اشتراكي ديمقراطي ووزير خارجية سابق في حكومة ميركل، على تفادي انتخابات جديدة داعيا جميع الأحزاب إلى إبداء انفتاح.


كذلك فإن المستشارة، التي تقوم حكومتها منذ تشرين الأول/أكتوبر بتصريف الأعمال، تريد تفادي الانتخابات المبكرة والتي يبدو، إن جرت، أن نتائجها لن تختلف كثيرا عن نتائج انتخابات أيلول/سبتمبر.


قلق وانزعاج 


قد يكون المستفيد من الانتخابات المبكرة هو حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، والذي يثير صعود شعبيته قلقا وانزعاجا، عبر استمالته مزيدا من أصوات المحافظين.


وعبرت ميركل مرة جديدة عن معارضتها تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة وقالت: "أرى أن الدعوة إلى انتخابات جديدة خطأ كبير. لقد حصلنا على تفويض" من الناخبين.


ومن شأن التحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن يمنح المستشارة غالبية مريحة في البوندستاغ (مجلس النواب) مع 399 صوتا (245 لتحالف الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي، و153 للاشتراكيين الديمقراطيين) من أصل 709 أصوات.


وكان شولتز أعلن أن الألمان رفضوا بوضوح هذين الحزبين في انتخابات 24 أيلول/سبتمبر. وقد مني كل من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي بهزيمة كبيرة في هذه الانتخابات.


وكتبت صحيفة در شبيغل الألمانية في أحدى افتتاحياتها: "كلا، ليس مجددا، أربع سنوات من التحالف الكبير!"، معتبرة أن هذين الحزبين لا يملكان أي رؤية مستقبلية لألمانيا.