ملفات وتقارير

هل رسمت إسرائيل معادلة جديدة في غزة بعد تصعيدها الأخير؟

محللون لم يستبعدوا أن تلجأ المقاومة للرد خارج قطاع غزة- عربي21

وضعت إسرائيل المقاومة الفلسطينية في موقف حرج، عقب القصف الأخير الذي استهدف نفقا هجوميا في منطقة حدودية شرق قطاع غزة، وتسبب باستشهاد 7 مقاومين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وفقدان عدد آخر. فبين السكوت على الحدث والرد عليه، أُدخلت المقاومة في اختبار صعب قد يمثل نقطة تحول في الصراع مع الاحتلال، سعيا لفرض وقائع جديدة على الأرض.


ويرى المتخصص في الشأن الإسرائيلي حسن عبده أن التوازن القائم بين إسرائيل والمقاومة غزة يحكم طبيعة العلاقة بين الطرفين، فالهدوء يقابله هدوء، مستبعدا في الوقت ذاته أن تكون إسرائيل بتصعيدها الأخير تهدف إلى فرض معادلات جديدة على الأرض تضمن محدودية أو انعدام الرد على أي عدوان جديد.


وقال عبده في حديث لـ"عربي21"، "إسرائيل نصبت كمينا أمنيا وسياسيا مدروسا بعناية، بحيث لا تتحمل أي مسؤولية من الناحية القانونية، فمن الناحية الأمنية قامت بتفجير النفق من الجانب الإسرائيلي، وزعمت أن العمل دفاعي يهدف إلى إزالة الخطر المحتمل على الإسرائيليين".


ومن الناحية السياسية أضاف: "إسرائيل حاولت أن تستفيد من الحدث للحيلولة  دون تسليم المعابر للسلطة الفلسطينية المقررة اليوم، التي تعني إنهاء المرحلة الأولى من اتفاق المصالحة". 

وتابع: "تسليم المعابر في غزة يعني أن الولاية القانونية للسلطة قد تمت على كامل قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وبالتالي إسرائيل كانت تريد قطع الطريق على عملية الربط  بين الضفة غزة، فهي مستفيدة من حالة الانقسام والفصل الذي كان هدفا لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون".

 

اقرأ أيضا: 7 شهداء من السرايا والقسام بتفجير الاحتلال نفقا مع غزة (صور)

 

وأكد عبده أن إسرائيل متضررة من اتفاق المصالحة، ولذلك فهي تريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بكل السبل والوسائل قائلا: "الانقسام الفلسطيني مصلحة إسرائيلية عليا".

من جهته قال المحلل السياسي هاني حبيب، إن هناك ضغوطا مورست على حركة الجهاد الإسلامي من أجل ضبط النفس وعدم الرد على العدوان الأخير.


وأضاف حبيب في حديث لـ"عربي21" أن ضغوطا مصرية ومن أطراف أخرى محلية وخارجية دفعت حركة الجهاد للاستجابة وتفويت الفرصة على الاحتلال، منعا للتصعيد في هذا الوقت الدقيق.


وعن الرد على العدوان الأخير، لم يستبعد المحلل السياسي أن تلجأ المقاومة للرد خارج قطاع غزة، سواء في الضفة الغربية أو القدس خروجا من الوضع الاستثنائي في غزة، مستدركا: "لكن لا أحد يضمن طبيعة الرد الإسرائيلي أيضا، فربما يكون في غزة مجددا".


وحول انتهاج إسرائيل أسلوب جديد ومحاولتها فرض وقائع جديدة على الأرض في المواجهة قال: "إسرائيل دائما ما تقوم بضربات على ضوء مصالحها، وهي كانت ولا تزال تمسك بأوراق اللعب في الساحة الفلسطينية وتملك المبادرة دائما".

 

اقرأ أيضا: كيف تقرأ الفصائل الفلسطينية الرد على التصعيد الإسرائيلي؟

بدوره رأى الخبير في الشؤون الإسرائيلية عبد الناصر عيسى أن من مصلحة "إسرائيل" تكمن في خلق تصعيد محدود ومسقوف بزمن لا يتعدى الساعات، أو ما يطلق عليه عسكريا "التحكم في التصعيد" بهدف دفع المقاومة إلى استيعاب الضربة ومن ثم المضي قدما نحو الهدوء.


وأشار عيسى في تحليل اطلعت عليه "عربي21" أن الحدث الأخير الحدث أثبت أن الجيش الإسرائيلي ما زال هو صاحب المبادرة في المنطقة، رغم حرصه على التهدئة، التي هي مصلحة لغزة أيضا في هذا التوقيت بالذات.


ورأى عيسى أن على الفصائل الفلسطينية تقع مسؤولية تطوير استراتيجية مشتركة لمواجهة لعبة التصعيد الإسرائيلي، متوقعا أن يتكرر ويستمر العدوان وبمبررات وذرائع مختلفة، ما بين الفترة والأخرى.