صحافة دولية

ليست حلب.. صور صادمة لمدينة سعودية تحولت لأنقاض (شاهد)

حي في مدينة العوامية تحول إلى أنقاض جراء حملة أمنية (أرشيفية)- تويتر
كشفت صور وفيديوهات صادمة كمية الدمار الذي أصاب بلدة شيعية في السعودية، بعد حصار استمر شهرا كاملا، وفق ما نقله موقع "ميدل إيست آي" الاثنين.

وأفاد تقرير الموقع الذي ترجمته "عربي21"، تزايد المخاوف من تصاعد الهجوم السعودي على مدينة العوامية، حيث تكشف الصور التي بثها النشطاء المحليون والصور الفضائية، مدى الدمار في البلدة الشيعية، في حين أشارت مصادر إلى مقتل 12 شخصا على الأقل.

وتكشف صور الأقمار الصناعية عن وجود أحياء بأكملها في المدينة تحولت إلى أنقاض، لا سيما حي المسورة التاريخي، الذي يشهد اشتباكات بين الجنود السعوديين ومسلحين شيعة في الشوارع الضيقة.

ونقل الموقع عن أحد سكان المدينة سابقا ويدعى أمين نمر، قوله إنه يخشى أن تستعد الحكومة السعودية إلى توسيع هجومها على المنطقة ذات الأغلبية الشيعية.



معركة القطيف

واندلعت التوترات فى المدينة بسبب الخطط التي تم إصدارها لهدم وتجديد المسورة، التي تقول الحكومة إنها تستخدم من مسلحين.

وكانت صحيفة "الشرق الاوسط" الحكومية أعلنت الاثنين، قائمة أصدرتها وزارة الداخلية السعودية، لـ"23 إرهابيا".

من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن سكان محليين قولهم، في وقت سابق، إن ثلاثة من رجال الشرطة وتسعة مدنيين قتلوا في الاشتباكات. وعلى الرغم من صعوبة التحقق من أعداد القتلى، إلا أن الحصيلة التي تناقلها الناشطون تصل إلى 24 شخصا.


وكانت العوامية منذ فترة طويلة نقطة انطلاق للاحتجاجات للأقلية الشيعية في السعودية، وكان رجل الدين نمر النمر، الذي أعدمته الحكومة السعودية في عام 2016، من البلدة ذاتها.

وتواجه الصحف ووكالات الأنباء صعوبة في الحصول على تفاصيل دقيقة عن الأوضاع في القطيف، بسبب القيود الصارمة على التدقيق الإعلامي الذي تفرضه السلطات السعودية.

وذكرت وكالة "رويترز" في وقت سابق من هذا العام، أن وسائل الإعلام الأجنبية لا يمكن أن تزور المنطقة، إلا إذا كان يرافقها مسؤولون حكوميون، بمزاعم أسباب تتعلق بالسلامة.

واتهم ناشطون في المدينة قوات الأمن السعودية بإجبار السكان على مغادرة العوامية، من خلال إطلاق النار عشوائيا على المنازل والسيارات أثناء مواجهتهم للجنود المسلحين في المنطقة.

اقرأ أيضا: السعودية تدمر مدينة شيعية وأهلها يفرون خشية الصدامات

وقالوا إن العديد من المنازل والمحال التجارية تعرضت للحرق أو التضرر بسبب القتال. وانقطعت الكهرباء في معظم أنحاء المدينة، وتضررت المولدات الخاصة، بينما قطعت المياه وخدمات الإطفاء، وتوقف جمع النفايات.


وأدى الافتقار إلى الخدمات إلى قيام مجموعات متطوعة من المجتمع المحلي بجمع القمامة بنفسها.

وتم إجلاء مئات الأشخاص أو إخلاؤهم قسرا من المنازل المحيطة بالمنطقة.

وقال الناشط نمر إن "المسألة أبعد من هدم حي المسورة، ولا أعتقد بأن الأمور ستستقر في المنطقة"، وأضاف: "لا أستطيع التنبؤ بالمستقبل، ولكن يبدو أنه سيكون أسوأ من ذي قبل".

وتعرض عضو مجلس البلدية السابق والمهندس المشرف على مشروع المسورة، نبيه الإبراهيم، لمحاولات اغتيال متكررة في الأشهر الأخيرة، مع بدء تنفيذ الحملة الأمنية في المنطقة.

ووفقا لموقع "العربية"، فقد أصيب الإبراهيم برصاص في الظهر والساق في آذار/ مارس، أما في حزيران/ يونيو فتعرض منزله لهجوم متعمد.

وكان الإبراهيم قد انتقد منذ فترة طويلة ما أسماها "المحافظة الدينية" ويقصد بها العوامية.

وحذر الإبراهيم من أن العوامية كانت "أكثر صرامة وتقلبا" من المدن الأخرى في القطيف، ووصفها مازحا بأنها "الفلوجة".

وكان أيضا ينتقد الشيخ نمر النمر قبل إعدامه، على الرغم من أنه وصفه بأنه "جاري وصديقي".

ونقل الموقع عن أندرو هاموند، وهو مستشار في السياسة في الشرق الأوسط، إن إفراغ العوامية يمكن أن يكون جزءا من استراتيجية لإصدار قانون ديمغرافي.

وقال: "أعتقد أنه سيكون من المنطقي تحليل الأمور بهذه الطريقة بالنسبة للعوامية".

وذهب إلى أن القتال كان بمثابة "تحويل" عن الاضطرابات السياسية في القصر الملكي، بعد أن حل محمد بن سلمان في مكان ولي العهد السابق محمد بن نايف.

وقال: "أعتقد أن هناك بعض المقاومة لتنصيبه، لذلك أعتقد بأن هذا التوتر في العوامية مفيد في الوقت الراهن بالنسبة للنظام".