اشتبكت القوات
العراقية مع مقاتلين من
تنظيم الدولة يتحصنون في المدينة القديمة بالموصل، الأربعاء، بعد أكثر من 36 ساعة من إعلان رئيس الوزراء حيدر
العبادي النصر على التنظيم في معقلهم بالعراق.
وقال أحمد الجبوري، العقيد في قيادة "عمليات نينوى"، إن تنظيم الدولة شن هجوما عنيفا فجر اليوم، على قرية "الجرن"، مستخدما 30 مركبة.
وأفاد بأن "الحشد العشائري (قوات سنية موالية للحكومة) تمكن من صد الهجوم، وإحراق 7 مركبات للتنظيم، وقتل 13 من عناصره".
وأوضح أن القتال ما زال مستمرا في منطقة "مقالع جياع" على مقربة من القرية، بعد وصول تعزيزات عسكرية من
الجيش العراقي لصد الهجوم الذي شنه التنظيم عبر المناطق الصحراوية في قضاء "الحضر" جنوب غربي
الموصل.
وأكد المصدر ذاته أن التنظيم لم يتمكن من دخول القرية، وأن أبناء العشائر تمكنوا من صد الهجوم.
ومثل إعلان العبادي النصر على التنظيم المتشدد في الموصل، يوم الاثنين، أكبر هزيمة للتنظيم منذ إعلان قيام دولة الخلافة قبل ثلاث سنوات لكن لا تزال هناك جيوب غير مؤمنة في الموصل ولحقت أضرار كبيرة بالمدينة بعد قتال دام نحو تسعة أشهر.
وفر نحو 900 ألف شخص من القتال يقيم نحو ثلثهم في مخيمات خارج المدينة ولجأ الباقون إلى منازل أقارب وأصدقاء في أحياء أخرى. وعاد النشاط سريعا للموصل وبدأ العمل بالفعل على إصلاح التلفيات التي لحقت بالمنازل والبنية التحتية.
لكن اثنين من السكان المقيمين على الضفة الأخرى من نهر دجلة قالا إن القوات العراقية تبادلت إطلاق النار مع مقاتلين في آخر حصونهم قبيل منتصف الليل وفي الساعات الأولى من صباح اليوم.
وقال سكان بالهاتف إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش مشطت المدينة القديمة وتصاعدت أعمدة دخان من انفجارات لم يتضح ما إذا كانت تفجيرات محكومة أم قنابل فجرها أعضاء التنظيم.
وقال فهد غانم (45 عاما): "مازلنا نعيش في أجواء الحرب رغم إعلان النصر قبل يومين".
"عمليات تطهير"
أرجع مسؤول بالجيش العراقي النشاط إلى "عمليات تطهير".
وقال إن مقاتلي التنظيم يختبئون في أماكن مختلفة وأضاف: "يختفون من مكان ويظهرون في مكان آخر فنستهدفهم".
ورفض أن يدلي بتقديرات عن أعداد المتشددين أو المدنيين المتواجدين بالمنطقة لكن قائد القوات الأمريكية بالعراق قال، أمس الثلاثاء، إن عدد المقاتلين المتبقين في الموصل ربما يصل إلى مئتين.
وقال اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند للصحفيين: "هناك مخابئ جرى تجاوزها. لم نقم بتطهير كل مبنى في هذه المدينة التي تعادل مساحتها مساحة فيلادلفيا. يتعين عمل ذلك وهناك أيضا عبوات ناسفة بدائية الصنع مخبأة".
وتابع: "مازال من المتوقع سقوط ضحايا بين أفراد قوات الأمن العراقية مع مضيهم قدما في تأمين الموصل".
ووصلت تعزيزات إلى جنوب المدينة لمساعدة القوات العراقية على إخراج أفراد تنظيم الدولة الإسلامية المسلحين بالرشاشات وقذائف المورتر من قرية إمام غربي. وسيطر المتشددون على 75 بالمائة من مساحة القرية.
والهجوم الذي شنه المتشددون على قرية إمام غربي الأسبوع الماضي هو من نوع الهجمات المتوقع أن يشنها التنظيم الآن مع استعادة القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة سيطرتها على المدن التي استولى عليها المتشددون في هجوم خاطف عام 2014.
وقالت مصادر عسكرية إن هجوما منفصلا على قافلة من حرس الحدود في محافظة الأنبار قرب الحدود السورية أسفر عن مقتل جنديين وإصابة أربعة أمس الثلاثاء.