صحافة دولية

صحف فرنسية تشير لترامب: هل أخطأت السعودية باختيار العدو؟

من المسؤول عن تفجير الأزمة؟ - أ ف ب
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن أبرز الأسباب التي دفعت بالمملكة العربية السعودية إلى قطع علاقاتها مع قطر، بعد مرور أسبوعين فقط على القمة التي عُقدت في الرياض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا الحدث يعد بمثابة الأزمة الأكثر حدة داخل مجلس التعاون الخليجي العربي منذ تأسيسه سنة 1981، على الرغم من أنها ليست الأولى في تاريخ المجلس.

وأشارت الصحيفة إلى أن التصريحات المنسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، التي نشرت بعد اختراق وكالة الأنباء القطرية في 24 أيار/ مايو الماضي، مثلت الشرارة التي أججت نار الأزمة.

وأوردت الصحيفة أن السياسة التي تبنتها قطر، خاصة منذ انطلاق الربيع العربي، لطالما واجهت انتقادات لاذعة وشرسة من قبل السعودية والإمارات.

وبينت الصحيفة أن مقاطعة قطر تعد بمثابة تصفية للحسابات داخل مجلس التعاون الخليجي العربي، خاصة من قبل أبوظبي تجاه الدوحة، كما أن المسألة تتعلق أساسا "بترويض" قطر وضمها إلى "معسكر المؤيدين للسعودية". وعوضا عن مواجهة أعدائه المتمثلين في إيران وتنظيم الدولة، يفضل معسكر السعودية في الوقت الراهن مهاجمة أطراف منافسة.
     
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة "ماريان" الفرنسية تقريرا؛ سلطت من خلاله الضوء على سعي السعودية إلى تلميع صورتها فيما يتعلق بدعم الإرهاب على حساب قطر.

وذكرت الصحيفة أن قطع السعودية لعلاقاتها مع قطر يعتبر أمرا مثيرا للسخرية، نظرا للاتهامات السابقة للسعوديين بـ"دعم الإرهاب".

ونسبت الصحيفة إلى ما قالت إنها إحدى الرسائل المسربة من البريد الإلكتروني للمرشحة الأمريكية الديمقراطية السابقة، هيلاري كلينتون، التي تم الكشف عنها خلال الخريف الماضي. وبينت الرسالة التي تحمل تاريخ 14 آب/ أغسطس سنة 2014، أن كلينتون أشارت بوضوح إلى الدور الذي لعبته كل من قطر والسعودية في توسيع تنظيم الدولة لنطاقه.

وأضافت الصحيفة أن الاتهامات الموجهة للسعودية بشأن دعمها للإرهاب ليست وليدة الأمس. ففي سنة 2009، نشر موقع ويكيليكس وثيقة أشار من خلالها إلى أن "السعودية تمثل مصدر دعم مادي للقاعدة وطالبان، ومنظمة "لشكر طيبة" الباكستانية، إلى جانب منظمات إرهابية أخرى". علاوة على ذلك، كشف المتورط في التحضيرات لهجمات 11 أيلول/سبتمبر، زكريا موسوي، أثناء التحقيق معه أن "القاعدة كانت تتلقى مساعدات مالية من قبل أفراد الأسرة المالكة السعودية"، وفق الصحيفة.

أما صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية؛ فقد نشرت مقال رأي لرئيس تحريرها، فرنسوا كليمنسو، طرح من خلاله تساؤلا حول ما إذا كانت السعودية قد أخطأت العدو باستهدافها لقطر.

وقال كليمنسو إنه يجب عدم الاستهانة بما يحدث حاليا في منطقة الشرق الأوسط، حيث إن السعودية، سارت على خطى دونالد ترامب، عندما صنفت تنظيم الدولة وإيران في الخانة ذاتها.

ونوه فرنسوا كليمنسو إلى أن الدوحة تسعى للتقرب من طهران؛ نظرا لقناعتها بأن الحرب بين السعودية وإيران لن يتمخض عنها شيء، بالإضافة إلى أن "الإيديولوجية التي يتبناها دونالد ترامب من خلال المزج بين إيران وتنظيم الدولة، تعد عبثية ولن تزيد سوى الطين بلة. وبالتالي، لسائل أن يسأل: هل أخطأت السعودية في اختيارها العدو عبر قطع علاقاتها مع قطر؟"، وفق تعبير الكاتب.

وأوضح كليمنسو أن دونالد ترامب هو من ارتكب خطأ حين ظن أن السعودية تمثل الدولة الوحيدة الجديرة بالثقة في منطقة الشرق الأوسط. خلافا لذلك، تجنب سلفه باراك أوباما الوقوع في فخ إذلال إيران، حيث إنه آمن بضرورة إعادة العلاقات مع هذه القوة العظمى ما أن تتخلص من برنامجها النووي، وهو ما لا يتعارض مع الإبقاء على علاقة متوازنة مع السعودية.

ذكر كليمنسو أن السياسة القطرية، التي اتسمت بمنافسة السعودية بأخذها لزمام المبادرة خلال الأزمات، قد جلبت لها المتاعب.