سياسة عربية

بالصور.. هذا ما جرى مع العقيد البرعصي المنشق عن حفتر

انشق البرعصي عن حفتر وأيّد حكومة الوفاق - أرشيفية
انشق البرعصي عن حفتر وأيّد حكومة الوفاق - أرشيفية
كشف مصدر مرافق للعقيد فرج البرعصي، المنشق عن قوات خليفة حفتر، عن إصابة الأخير في الهجوم الذي شنته قوات تابعة لحفتر منتصف الشهر الجاري، وأنه تم بتر إحدى قدميه إثر الحادث.

وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن هجوم حفتر على منزل البرعصي، في مدينة البيضاء بالشرق الليبي، جاء لموقف الأخير من مشروع حفتر، وتأييد البرعصي لحكومة الوفاق الوطني، موضحا أن "اقتحام منزل البرعصي نتج عنه مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين، وسرقة مبلغ 200 ألف دينار ليبي كانت في بيت العقيد"، وفق قوله.

وذكر المصدر أن "البرعصي يوجد الآن في مكان آمن خارج بيته، وربما يترك البلاد قريبا".

وبخصوص موقف قبيلة البراعصة التي ينتمي إليها البرعصي، وهي إحدى أكبر قبائل الشرق الليبي، فأوضح المصدر أنها منقسمة إلى فريقين: "البعض يؤيد حفتر، والجزء الأكبر يقف وراء البرعصي، خاصة أن هناك عددا من أفراد أسرة العقيد محتجزة عند قوات تابعة لحفتر"، حسب قوله.

وجاءت هذه المعلومات التي تكشف لأول مرة عن ضابط كان أحد أذرع حفتر القوية في حربه في الشرق الليبي، لتؤكد ممارسات قوات حفتر ضد كل عسكري ينوي الانشقاق، وهو ما جعله في مواجهة مع عدة قبائل في الشرق الليبي، ومنها قبيلة البراعصة التي وصفت الهجوم على فرج البرعصي، بـ"العمل الإرهابي".

اختطاف ابن شقيق حفتر

وتواردت أنباء مطلع الأسبوع الجاري؛ عن اختطاف بلقاسم، نجل شقيق حفتر، في بنغازي، وأن العملية جاءت كرد فعل لما تعرض له فرج البرعصي، بحسب صحيفة "ليبيا هيرالد" الناطقة بالإنجليزية.

عملية ممنهجة

من جهته، أكد رئيس مركز "اسطرلاب" الليبي (مستقل)، عبد السلام الراجحي، أنه "منذ فترة تمت عملية ممنهجة لاستبعاد عدد من القيادات العسكرية ذات الشخصية القوية، والتي تتعامل مع حفتر بالندية، وخاصة التي لها دعم قبلي قوي، ومنها العقيد فرج البرعصي والعقيد منصور المزيني والفريق سليمان محمود العبيدي والعقيد المهدي البرغثي، وكلهم هربوا من الشرق الليبي إلا البرعصي"، كما قال.

وأضاف لـ"عربي21": "اقتحام مزرعة البرعصي كان هدفه قتل العقيد فرج للقضاء على الشخصية القوية التي تحظى بدعم مدينة مهمة وهي البيضاء، والتي لم يستطع حفتر زيارتها لأكثر من عامين ونصف"، وفق قوله.

واستدرك الراجحي، وهو من أبناء عمومة قبيلة البراعصة، بالقول إنه "من المستبعد أن يحدث اقتتال في بنغازي بين موالين ومنشقين عن حفتر؛ لأنه استطاع خلق شق بين قبيلة العواقير وهي أكبر قوة قبلية مسلحة في بنغازي ومحيطها"، وفق قوله لـ"عربي21".

غضب قبلي

الناشطة والمدونة الليبية من بنغازي، هند باكير، رأت من جانبها؛ أن "الاقتتال في الشرق الليبي بين مؤيدين ومناوئين لحفتر سيقع لا محالة، خاصة أن قبيلة البراعصة بدأت في الحرب المعلنة مع حفتر"، مضيفة: "أعتقد أن لها يدا في اختطاف ابن شقيق حفتر بهدف الانتقام والمقايضة لمحتجزين عند الأخير".

وقال لـ"عربي21": "ربما تشهد المنطقة أيضا غضبا قبليا بعد إبعاد حفتر لقبائل البراعصة والعواقير، وهم من أصول برقاوية (تقصد برقة)، وتمكين قبائل الفرجان وورفلة في المنطقة، وهؤلاء أصولهم من الغرب الليبي، وهو ما أشعر قبائل الشرق بالخطر"، وفق تقديرها.

لكن الإعلامي من بنغازي، عاطف الأطرش، رأى أن "القيادة العامة للجيش (يقصد قوات حفتر)، ارتأت التخلص من فرج البرعصي، باعتباره عبئا عليها أمام المجتمع الدولي، خاصة بالرجوع إلى تصريحاته الأولى خلال تواجده مع حفتر، والتي حرّض فيها على القتل وحرق البيوت، وهو ما قد يرقى إلى جريمة حرب"، وفق قوله لـ"عربي21".



التعليقات (0)