مدونات

جومانجي العسكر

1300x600
1300x600
خيانة العسكر كلعبة جومانجي كلما ألقي الزهر خرجت من اللعبة لعنة تطارد اللاعبين، هكذا هي حياتنا مع العسكر لعبة ملعونة أُجبرنا كشعب على لعبها بعد أن أتى بها الاحتلال البريطاني قبل خروجه من أرض مصر ورمى هو أول رمية للزهر، فخرج لنا العسكر من اللعبة ليختطفنا داخل سجنه المحاط بالأسوار العالية وعلى مدار 60 سنة، ظلت مصر بشعبها سجناء اللعبة

الرمية الاولى للإنجليز أتت بعبد الناصر:

وكان أول لعنات اللعبة فهو من خان مصر والعرب والمسلمين والقضية الفلسطينية، ناصر الذي تم اختياره بعناية فائقة فهو الشاب المسلم اسما من تربى بحارة اليهود منذ نعومة اظفاره الى أن صار ملازم بالجيش، والذي كان على اتصال بأصدقائه اليهود اثناء حصار الفلوجة في 1948 كما ذكر بكتاب (لعبة الأمم).

أسس العسكر عن طريق عبد الناصر عهود (التنويم الفكري في مصر) عن طريق الخداع ونشر الاكاذيب بواسطة الإعلام الفاسد.

وكانت أول قرارته بعد استيلائه على الحكم فصل السودان عن مصر الوحدة التي دامت عقود، كما أنه حارب الاسلام بكل ضراوة وقد اكد كثيرون أنه ملحد فقال بذلك أنيس منصور بكتابه "عبد الناصر المفتري والمفترى عليه" كما يؤكد ذلك حوار ناصر مع حسن التهامي المذكور بكتاب لعبة الامم (ص 371 – 372).

 لم يترك عبد الناصر مكان يحارب فيه الاسلام ولم يساند تلك الحرب:

- فوقف مع الهند الهندوسية الوثنية ضد باكستان المسلمة.

- وقف مع هيلاسيلاسي إمبراطور الحبشة ضد المسلمين هناك.

 - ساند تيتو ضد المسلمين في يوغسلافيا وسلمه المجاهدين اليوغسلافيين الذين جاهدوا في فلسطين ليعدمهم.

- ساند جوليوس نيريري في تنزانيا في مذابحه ضد المسلمين في زنجبار وتنجانيقا.

- وقف مع الأسقف مكاريوس في قبرص ضد المسلمين الأتراك.

- وفي مصر ارتكب ضد الاخوان المسلمين أبشع المجازر

 
الرمية الثانية أتت بالسادات صهر الانجليز:

الذي أضاع انتصار مصر في 73 الذي حلمت به سنين وأضاع معه القضية الفلسطينية والعرب فشتت شملهم، فبعد حرب 73 لم يكن العالم يستطيع ان يتحمل تبعات اقتصادية وامنية اكثر لهذه الحرب، فكانت الدعوة الامريكية السوفييتية لعقد مؤتمر للسلام في جنيف بأول أكتوبر 1977 يتضمن صيغه خاصة بحل القضية الفلسطينية وانسحاب إسرائيل من الاراضي المحتلة، وكانت هناك تطورات إيجابية على مستوى العالم كله بخصوص الشأن العربي عموما والقضية الفلسطينية خصوصا. (محمد كمال ابراهيم بكتابه السلام الضائع).

- حيث ظهر تقدم ملحوظ في موقف المجموعة الأوروبية عن حق الشعب الفلسطيني في حق تقرير مصيره.

- قررت الامم المتحدة إعادة ادراج القضية الفلسطينية في جدول اعمالها.

- فلماذا قامر السادات بوضع العالم العربي ومستقبل المنطقة بعرض مبادرته الفردية للسلام وتفكيك الترابط العربي الذي كان ممثلا في مؤتمر جنيف للسلام والذي كان سيحضره العرب متحدين؟

- لماذا ترك السادات مؤتمرا برعاية الدولتين العظمتين: أمريكا المساندة لإسرائيل على طول الخط، والاتحاد السوفيتي الذي دعم مصر جزئيا في حربها، واتجه لمؤتمر برعاية أمريكية فقط؟؟ إنها الخيانة لا غير.

الرمية الثالثة أتت بمبارك الكنز الاستراتيجي لليهود:

البداية الحقيقية لدوله الفساد هي بداية الاحتلال الإسرائيلي السلمى لمصر، فمبارك كنز إسرائيل الاستراتيجي كما كانت تلقبه، وعبر رصاصة آتية من الحلم الاسرائيلي من النيل للفرات يجلس مبارك على كرسي حكم مصر الذي اعد له بعناية فائقة ولمدة 30 سنة، ففي عهده بدأت تظهر لنا جليا ما نصت عليه معاهدة العار التي كانت سر قدس الاقداس فلم تعلن بنودها كاملة للشعب الى يومنا هذا:

- تخلت مصر عن دورها في نصره القضية الفلسطينية بحجة معاهدة السلام.

- غض الطرف عن الاستفزازات الاسرائيلية التي تصل الى درجة انتهاك السيادة المصرية بحجة ضبط النفس.

- تدمير الجيش المصري وتم ذلك عن طريق المعونة الأمريكية العسكرية (مليار وثلاثمائة وعشرون مليون دولار) كدعم سنوي عسكري والسؤال الذى لم يخطر ببال أحد لماذا تعطينا أمريكا أسلحه بهذا المبلغ تقريباً سنويا، خاصة وأننا أعداء لإسرائيل حتى وإن كنا بحالة سلم؟

 لماذا لم تعترض إسرائيل على هذا الدعم؟

الجواب هو: ان هذا الدعم مشروط بتكهين جميع الأسلحة الروسية والاعتماد الكلي على الاسلحة الامريكية ووقف تنوع التسليح من المصادر المختلفة. والمبكى بهذه المهزلة هي انه ممنوع على مصر تصنيع الأسلحة الحديثة أو قطع الغيار الخاصة بهذه الأسلحة وأن الذخيرة التي يتم صرفها لمصر من أمريكا هي ذخيره التدريب وليست القتال، فكان تحويل نشاط المصانع الحربية من تصنيع قطع غيار وذخيرة الى تصنيع (حلل ومكرونة وصلصة).

- إمداد الدولة الإسرائيلية بالبترول والغاز المطلوب لقيامها وبقائها وقد أتم هذه المطالب بنجاح، فتم تصدير إنتاج مصر من البترول إلى إسرائيل بعشر السعر العالمي، ويصدر الغاز بأقل من ثلث السعر العالمي مع العلم باحتياج مصر لهذا الغاز.

- والأهم سيناء التي ظلت دون إعمار أو تطوير كما تريدها إسرائيل حتى يسهل بسط نفوذها عليها بالوقت المناسب. 

الرمية الرابعة: الثورة والثورة المضادة وعودة حكم العسكر:

فتحت ضغط الحاجة والقهر والاستعباد الذي ضج منه العباد، دخل لاعبون جدد على لعبة جومانجي ثوار شباب ألقوا الزهر فخرجت ثورة أعادت مصر وشعبها المختطف داخل غابة العسكر منذ 60 سنة، ولكن وكما يحدث بأحداث الرواية يخرج مع البطل المختطف في الغابة كل ما واجهه من كوابيس ووحوش على مدار تلك السنوات، فخرج لنا العسكر بوجههم القبيح الحقيقي، وخرجت خفافيش الدولة العميقة بأنيابهم التي استخدموها لمص دمائنا، وخرج تماسيح الإعلام من مائهم الراكد ليحرضوا على قتلنا، وخرج أيضا غولوم.
 
الرمية الخامسة: غولوم العسكر يحكم

 لم تنعم مصر وشعبها بتحررهم من غابة العسكر حتى رمي الزهر مرة أخرى.. رمية لم تعد مصر فقط لغابة العسكر بل وأجلست على حكمها غولوم ذاك القزم اللزج الذي عاش في باطن الأرض مكتفيا ببريق الخاتم يحلم بأن يكون سيد الخواتم، هكذا كان السيسي مختفيا عن العيون يقبع بكهفه الذي وضعته فيه اسرائيل ومعه حلمه أن يكون سيد الخواتم أو الرئيس، الى أن أتوا به في غفلة من الثوار الذين نجحوا في تفتيت صفوفهم، فيقوم بانقلاب على احلام الثورة والشرعية. قام الغولوم أو السيسي بما لم تقم به اللعنات الثلاث السابقة.

- تنازل عن حصة مصر في ماء النيل وحقول الغاز وجزيرتي تيران وصنافير وما خفي كان أعظم.

- صارت مصر متناهية التقزم على الصعيد العربي والافريقي.

 - اما داخليا فقد انهار كل شيء السياحة والصناعة والتجارة والزراعة.

- ديون لم تشهدها مصر كدولة منذ أكثر من 7000 سنة.

- انهيار التعليم والصحة.

- أصبح أكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر.

- وأخيرا موقف مصر من القضية الفلسطينية في مجلس الأمن وسحبها قرار يطالب بوقف الاستيطان.

وما زلنا في اللعبة كل يوم يرمى بالنرد على الجومانجي، فهل نستطيع ان نكسر قواعد اللعبة اللعينة ونخرج إلى النور وإلى الحياة ونصبح سادة قراراتنا وإن نلحق بالركب أم نعيش في غياب الجهل والذل أسرى لعبة العسكر.
التعليقات (2)
محمد الصالح
الأحد، 08-01-2017 08:32 م
سرد تاريخي حقيقي. سلط الضوء على مثير من الزوايا المظلمة
محمد عبد السلام
الثلاثاء، 03-01-2017 06:44 ص
من أروع المقاطع في المقال "الجواب هو: ان هذا الدعم مشروط بتكهين جميع الأسلحة الروسية والاعتماد الكلي على الاسلحة الامريكية ووقف تنوع التسليح من المصادر المختلفة. والمبكى بهذه المهزلة هي انه ممنوع على مصر تصنيع الأسلحة الحديثة أو قطع الغيار الخاصة بهذه الأسلحة وأن الذخيرة التي يتم صرفها لمصر من أمريكا هي ذخيره التدريب وليست القتال، فكان تحويل نشاط المصانع الحربية من تصنيع قطع غيار وذخيرة الى تصنيع (حلل ومكرونة وصلصة)." فقد سألت نفسي مرارا بحرقة وانا في الجيش ايام مبارك لية احنا مبنتدربش تدريب حقيقي لية الاسلحة والاجهزة تعبانة قوي قوي وكأننا بعثنا في عهد ما قبل 73 حقيقي يا سيلين انتي موفقة جدا في مقالك دة أجمل تحية عطرة