مقابلات

"عربي21" تحاور قياديا بـ"زنكي" عن ملحمة حلب والاقتتال الداخلي

رفض عبد الرزاق الحديث عن الخطوة التالية لدرع الفرات بعد معركة الباب - أرشيفية
رفض عبد الرزاق الحديث عن الخطوة التالية لدرع الفرات بعد معركة الباب - أرشيفية
لا تزال الأوضاع العسكرية والإنسانية في مدينة حلب المحاصرة شمال البلاد، تتصدر واجهة الأحداث الميدانية، في ظل مواصلة طائرات النظام والطائرات الروسية قصفها العنيف على أحياء حلب الشرقية المحاصرة.

والحملة الجوية المستمرة منذ أشهر، تصاعدت وتيرتها قبل أكثر من أسبوع تقريبا، وبلغت حصيلتها أكثر من 2000 غارة جوية وأكثر من 6000 قذيفة مدفعية، أسفرت وبشكل ممنهج، كما تقول منظمات حقوقية ودولية، عن خروج غالبية مراكز الدفاع المدني والمشافي الميدانية عن الخدمة، وفق إحصائيات فريق الدفاع المدني العامل في مدينة حلب.

وبينما تتواصل الغارات الجوية على أحياء المدينة، تشهد بعض جبهات أطراف المدينة، معارك تحاول قوات النظام والمليشيا المساندة لها؛ استغلال الغطاء الجوي الروسي، ومحاولة التقدم على جبهة الشيخ سعيد الاستراتيجية، جنوب شرق المدينة.

وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم حركة نور الدين الزنكي، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، في مقابلة خاصة مع "عربي21: "يقوم سلاح الجو الروسي والسوري بتدمير كامل لحلب ومحاولة قتل المدنيين بهدف إخضاع الثوار الصامدين في حلب المحاصرة، يترافق ذلك مع محاولات واستماتة من مليشيات النظام ومرتزقته التقدم على أكثر من محور، خاصة الجنوبي والشرقي، لتوسعة نطاق السيطرة على مدخل حلب الجنوبي، ومن الشرق لتقطيع أوصال حلب المحررة".

وأشار إلى استهداف أحياء المدينة وريفها بغاز الكلور السام من قبل الطيران الحربي، نافيا في هذا الخصوص "الادعاءات" التي تروج لها روسيا، حول استخدام الثوار غازات سامة، وقال إن "النظام وروسيا وحدهما من يمتلكون الأسلحة الكيميائية ووسائط الاستخدام ومختبرات التعبئة".

وأضاف:" نحن نطالب بلجنة تحقيق دوليه حول كافة الاستخدامات للأسلحة الكيميائية وكافة الأسلحة المحرمة، ونحن لدينا أدلة دامغه عن استخدام النظام لهذه الأسلحة، على مناطق المدنيين وعلى رؤوس الأطفال والنساء".

ميدانياً، وحول أهمية جبهة الشيخ سعيد التي تشهد محاولات متكررة من قوات النظام ومن يساندها للسيطرة عليها، قال النقيب عبد الرزاق: "بالنسبة لجبهة الشيخ سعيد، فهي تعتبر بوابة حلب الجنوبية، ومنطقة انطلاق باتجاه الريف الجنوبي، وهي خط دفاع محكم ومنطقة انطلاق هامة للهجوم".

وحول أسباب توقف المعركة لفك الحصار الأحياء الشرقية من مدينة حلب، خاصة بعد إعلان فصائل المعارضة المرحلة الثانية من "ملحمة حلبة  الكبرى"، أوضح المتحدث باسم حركة نور الدين زنكي، أن "المعارك بالنسبة للثوار تتحكم فيها أحيانا ظروف المعركة، ويمكن أن تتوقف لكن لم تنته المعركة".

ضغوط دولية

وأضاف: "نحن نخطط ونعمل ضمن إمكانيات محدودة بالسلاح والعتاد، في ظل منع وصول أي سلاح نوعي لأيدي الثوار؛ يمكّنهم من الدفاع عن أنفسهم وتحرير أرضهم، أيضا تحت وابل النار الذي تسقطه طائرات العدو الروسي المجرم بتغطية عالمية منقطعة النظير، لم تحدث في أي مكان بالعالم سوى سوريا"، على حد تعبيره.

وحول ما إذا كانت هناك أي ضغوط دولية تمارس على الثوار لوقف المعارك نحو حلب، قال عبد الرزاق: "نحن في الثورة بشكل طبيعي نعيش ضغوطا، وذلك بمنع وصول السلاح والسكوت عن جرائم الحرب المنظمة التي يرتكبها المحتل الروسي والنظام المجرم وإيران ومرتزقتها من لبنان والعراق".

وتابع قائلا لـ"عربي21": "نحن ليس لدينا خيار سوى المتابعة في العمل لتحقيق اهداف شعبنا بإسقاط المجرم والوصول إلى سوريا الحرة".

اندماجات الفصائل

وبالتزامن مع ما تمر به مدينة حلب السورية من أحداث متسارعة، تسعى الفصائل لتعزيز صفوفها، من خلال اندماجات وتشكيلات عسكرية، كان آخرها تشكيل "مجلس قيادة حلب"، بالإضافة لاندماج عدد من الألوية العسكرية مع حركة نور الدين الزنكي.

وفي هذا السياق، أكد عبد الرزاق أن "تشكيل مجلس قيادة في حلب هام لتنسيق العمل والاستفادة من كافة الجهود في الزمان والمكان، فوضع حلب لا يسمح بمزيد من الفوضى والعمل غير المنظم، والمجلس خطوة هامة في طريق الثورة الصحيح"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه "بالنسبة للاندماجات في حركة الزنكي؛ فكانت واسعه في الفترة الأخيرة، وأعطت روحا جديدة للحركة، وإمكانيات أكبر بالأفراد والعتاد، لتغطي عمل الحركة الواسع في كافة جبهات حلب وريفها".

درع الفرات

وعن جبهات ريف حلب الشمالي في مواجهة تنظيم الدولة، وتحديدا عملية "درع الفرات" التي تدعمها تركيا، ودور حركة الزنكي فيها، قال المتحدث باسم الحركة: "وصلنا الى تخوم مدينة الباب (بريف حلب الشرقي)، هدف معركتنا الرئيسي، وربما بعد أيام يرفع راية الثورة في ريف حلب الشرقي والشمالي الشرقي كاملا، وحركة الزنكي هي عصب رئيسي في درع الفرات وركن أساسي من أركانه، فلا يمكن الحديث عن حلب وريف حلب دون حركة الزنكي"، مؤكداً أنها "القوة الأساسية في الشمال السوري"، على حد قوله.

وأشار إلى أن عملية درع الفرات "كانت لتحرير الريف الحلبي من داعش وفي تطورات المعركة حصلت مواجهات مع وحدات حماية الشعب الكردية"، لكنه رفض التحديد الوجهة التالية لدرع الفرات، وعما إذا كانت العملية ستتجه لفك الحصار عن شرق حلب، بعد السيطرة على الباب وطرد تنظيم الدولة منها.

الاقتتال الداخلي

وتحدث عبد الرزاق عن الاقتتال الداخلي بين الفصائل في حلب، والذي كانت حركة نور الدين زنكي طرفاً فيه، وقال في مقابلته مع "عربي21": "نحن وقعنا في عدة مشاكل مرغمين؛ لأننا لا نقبل أن نقف متفرجين حيال أي اعتداء بين فصائل الثورة، وتدخُلُنا كقوة ثالثة لم يعجب المفسدين، وأرادوا زجنا في قلب الاقتتال؛ لتشتيت جهودنا عن معاركنا الساسية الواسعة التي نخوضها في حلب وريفها. ونحن نحيل كل الخلافات إلى محاكم مختصة، ولا نقبل أن تكون هناك عداوة بيننا وبين أي فصيل، بل هناك حق وباطل، والمحكمة هي من يحدد ذلك"، كما قال.

واتهم المتحدث باسم حركة نور الدين زنكي "أشخاصا معروفين بفسادهم وخلفهم مجموعات تقطن في أوروبا وتركيا"، بأنهم "يقودون حربا الكترونية ضد الحركة، ولكن الصورة على الأرض مختلفةـ فمن هو على الأرض يعلم من يقاتل ومن يضحي لأجل سوريا والشعب السوري".

وأشار إلى أن "النظام يحاول الاستفادة من خلافات الفصائل، ونحن فوتنا الفرصة عليه بإعلان مجلس عسكري في حلب، وإحالتنا خلافاتنا في الشمال إلى محاكم محايدة شرعية".

مبادرة ديمستورا

وعن رأيه بالطرح الذي قدمه المبعوث الدولي إلى سوريا، ستافان ديمستورا، بخصوص إدارة ذاتية لحلب والمباحثات الروسية التركية بخصوص ذلك، قال النقيب عبد السلام عبد الرزاق: "نحن نتكلم عما يحدث على الأرض، ودي ميستورا ليس طرفا محايدا، ولم يطرح حلا، لا الآن ولا في السابق، من شأنه إيقاف قتل المدنيين وتدمير حلب، فديمستورا يقدم طروحات ويعلم أنها بعيدة عن التطبيق، ليسمح للنظام وروسيا بالتوغل في الدم السوري خاصه في حلب"، وفق قوله.

وطالب عبد الرزاق "الدول التي تدعي صداقتها للشعب السوري؛ بالضغط سياسيا على روسيا لوقف إجرامها، والضغط باتجاه وصول سلاح نوعي للشعب السوري، كي يستطيع (الشعب السوري) الدفاع عن نفسه أمام كل شذاذ الآفاق، الذين قدموا لقتل أطفالنا واحتلال أرضنا"، على حد وصفه.

أوباما وترامب

وحول انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة، وماذا تتوقع المعارضة السورية من الإدارة الأمريكية الجديدة بخصوص الملف السوري، قال عبد الرزاق: "إدارة إوباما كانت سلبية تجاه الثورة السورية، ونأمل ان تكون الإدارة القادمة أفضل، على الأقل إنسانيا، لوقف قتل أطفال سوريا".
التعليقات (0)