مدونات

اللاجئ الفلسطيني.. مفتاح العودة

سامي حمود
سامي حمود
يوافق اليوم 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 الذكرى التاسعة والتسعين لصدور تصريح بلفور أو ما يُسمى بـ"وعد بلفور" المشؤوم، الذي صدر على شكل رسالة وجهّها  وزير خارجية بريطانيا "آرثر جيمس بلفور" بتاريخ 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 1917 إلى اللورد ليونيل "وولتر دي روتشيلد" يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
 
حين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 8 % من مجموع عدد السكان. وقد أرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطاني فلسطين. وقد أطلق المناصرون للقضية الفلسطينية عبارة "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" لوصفهم الوعد.
 
وقد تعهدت الحكومة البريطانية من خلال الوعد بأمرين اثنين: "بذل أفضل المساعي والجهود من أجل إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في أرض فلسطين، وعدم السماح بأي إجراء يلحق الضرر بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين نتيجة إنشاء الكيان الجديد".
 
والجدير ذكره هو عدم التزام الحكومة البريطانية بوعدها تجاه الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني آنذاك، رغم أنه استحالة التوفيق بين الأمرين، إذ كيف بما بُني على الاغتصاب والدّم والنّار أن يكون قادرا على أن يضمن الحقوق المدنية والدينية وهو الذي يسعى دائماً إلى تحقيق أهدافه وغايته في الاستيطان والتهويد؟ وما ترتّب عن حرب عام 1948 من نتائج خطيرة ليس أقلها بروز قضية اللاجئين الفلسطينيين، وهي القضية التي اعتبرت بمرور الزمن بأبعادها السياسية والإنسانية، واحدة من أهم مفاصل الصراع العربي مع العدو الصهيوني.
 
لم يقتصر الأمر عند قضية صدور إعلان "وعد بلفور" كجريمة أخلاقية من قبل بريطانيا تجاه الشعب الفلسطيني، بل مهدّت الحكومة البريطانية الطريق للعصابات الصهيونية لارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين واغتصاب ممتلكاتهم وأراضيهم وطردهم منها. وعند حدوث نكبة فلسطين بتاريخ 15 أيار 1948 وصلت عمليات طرد الفلسطينيين إلى حوالي 900 ألف شخص ليصبحوا لاجئين مشتتين في كل دول العالم منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا.
 
لذلك نرى أن نكبة فلسطين بدأت فعلياً مع صدور إعلان "وعد بلفور" المشؤوم عام 1917، والسبب الرئيسي في احتلال اليهود لأرض فلسطين وطرد شعبها بغطاء دولي، حيث شكّل بداية لمأساة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود طويلة. في المقابل لا يزال الشعب الفلسطيني يقدّم التضحيات الكبيرة من الشهداء والجرحى والأسرى بهدف انتزاع حقوقه وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
 
ويعتبر الشعب الفلسطيني "وعد بلفور" وعدا باطلا وإلى زوال، رغم مرور 99 عاماً على صدوره ورغم مرور أكثر من 68 سنة على احتلال الصهاينة لأرض فلسطين؛ فالحق الفلسطيني يستند إلى تمسك الشعب الفلسطيني بكامل حقوقه والنضال من أجل استعادتها من العدو الصهيوني الغاصب وفي مقدمتها "حق العودة". "حق العودة" هو حق مقدس لا يقبل المقايضة أو المساومة ولا يسقط بتقادم الزمن ولا يستطيع أحد التنازل عنه أو التفريط به لأنه حق لكل لاجئ، فاللاجئ الفلسطيني.. مفتاح العودة.

*مدير منظمة ثابت لحق العودة
التعليقات (0)

خبر عاجل