سياسة دولية

التايلانديون يرتدون السواد حدادا على ملكهم

تمنع مظاهر الاحتفال والابتهاج في تايلاند لثلاثين يوما - أ ف ب
تمنع مظاهر الاحتفال والابتهاج في تايلاند لثلاثين يوما - أ ف ب
ارتدى ملايين التايلانديين ملابس سوداء الجمعة حدادا على ملكهم الذي تفتح وفاته صفحة من الغموض في مملكة اعتلى عرشها سبعين عاما.

وقبل ساعات من الموكب الجنائزي الذي يتوقع أن يحضره آلاف الأشخاص لنقل جثمان الملك بوميبول ادوليادي من مستشفى سيريراج إلى القصر الكبير، طغى الأبيض والأسود لونا الحداد في آسيا، على كل تايلاند، من ممارسي رياضة الجري إلى الموظفين المتوجهين إلى مكاتبهم.

وبعد ذلك، سيترأس ولي العهد ماها فاجيرالونغكورن المراسم البوذية "لغسل" جثمان والده، المرحلة الأولى من سلسلة شعائر تستمر أشهرا لأعضاء الأسرة الملكية.

وكانت السنوات العشر الأخيرة من حكم بوميبول أدوليادي اتسمت باضطرابات سياسية كبيرة، تواجه فيها النخب المتشددة المؤيدة للملكية (أو "الصفر" لون الملكية) وأنصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا (رمزهم اللون الأحمر). ووقع الانقلاب في أيار/مايو 2014 باسم إنقاذ النظام الملكي من قبل الجيش.  

وطلب ولي العهد ماها فاجيرالونكورن الذي يفترض أن يخلف والده منحه "بعض الوقت" كي يستعد لتولي العرش. وقال رئيس الوزراء الجنرال برايوت شان-أو-شا للصحفيين إن "ولي العهد استقبلني (...) وطلب منحه بعض الوقت ليستعد قبل إعلانه ملكا".

ورأى المؤرخ المتخصص بتايلاند ديفيد ستريكفوس أن هذه المهلة التي طلبها الأمير، تشكل "أساسا خروجا عن ما كان يمكن أن يكون خلافة طبيعية".

وتبث محطات التلفزيون التايلاندية الجمعة برنامجا واحدا بالأبيض والأسود تعبيرا عن الحزن، بما في ذلك شبكات التلفزيون الدولية مثل الـ"بي بي سي" و"سي أن أن".

وأعلنت الحكومة التايلاندية الجمعة يوم حداد للموظفين، وطلبت مجددا من قطاع "الترفيه" وقف كل نشاطاته لثلاثين يوما في البلاد، التي تشهد عاصمتها عادة حياة ليلية نشيطة.

 وفي الإعلام السمعي البصري، علقت البرامج ولا تبث إلا أخبار الملكية والأفلام الوثائقية التي تمجد الملك.

وأخيرا بدأت بورصة تايلاند جلستها الجمعة على ارتفاع نسبته 3,5 بالمائة بعد أيام من التراجع.


أوباما ينعى "صديقا مقربا"

وأشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بذكرى أدوليادي واصفا إياه بأنه "صديق مقرب للولايات المتحدة" وشريك لها.

ووجه أوباما تحية إلى الملك الراحل باعتباره "مدافعا دون كلل عن تطور بلاده" كما جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض.

وقال أوباما إن ملك تايلاند "كان صديقا مقربا للولايات المتحدة وشريكا قيما للعديد من الرؤساء الأمريكيين".

وأضاف: "لقد حظيت بشرف لقاء" الملك خلال زيارة تايلاند العام 2012 وأتذكر "أناقته ووديته وتعاطفه الشديد مع الشعب التايلاندي".

من جهته ذكر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بيان بأن ملك تايلاند هو "العاهل الوحيد في التاريخ الذي ولد في الولايات المتحدة"، وبأن ساحة في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس تحمل اسمه.

وأشاد كيري بالعلاقة الخاصة "التي نسجها بين شعبينا".

يشار إلى أنه توجد بين الولايات المتحدة وتايلاند معاهدة تحالف عسكري منذ الحرب الباردة، لكن العلاقات بينهما شهدت فتورا منذ الانقلاب الذي وقع في بانكوك عام 2014، حيث تطالب واشنطن باستمرار إعادة إطلاق عملية ديمقراطية.
0
التعليقات (0)