سياسة عربية

صحفي لبناني: عرض حزب الله للحريري.. الاستسلام مقابل العفو

الصحفي اللبناني حذر الحريري من العودة إلى شعارات بائدة- أرشيفية
الصحفي اللبناني حذر الحريري من العودة إلى شعارات بائدة- أرشيفية
قال الصحفي الكاتب الشيعي اللبناني المعارض لحزب الله علي الأمين، الاثنين، إن "سعد الحريري ملاحق بتهم عديدة في دولة حزب الله، هذه الدولة التي لا تريد انتخاب رئيس لكنها تريد أن تلقي بهذه المسؤولية على سواها"، متسائلا: "هل الحريري مستعد لتحمل تبعات الفراغ الدستوري؟ وهل من مكان له في هذه الدولة؟".

وأضاف الصحفي في مقال نشره على موقع "جنوبية"، تحت عنوان "استسلم وسنمنحك العفو"، أن "الدولة هي حزب الله، وعلى الرئيس سعد الحريري في قوانين هذه الدولة أن يدخل الدولة بالقدم اليمنى أولا. أن يقدم فروض الولاء والطاعة وأن يتنحى جانبا، إلى حين يقرر حزب الله أن يوكله بمهمة يرتئيها". 

وأردف: "حتى رئاسة الحكومة ليست من الحقوق المكتسبة له. وهو من يقرر رئاسة الحكومة لاحقا، أي بعد الانتخابات النيابية التي لن تكون نتائجها إلاّ لصالحه، مهما كان النظام الانتخابي، فإنها ستكون تحت سيطرة حزب الله وتوجيهاته".

وبحسب الأمين، فإن "الأرجح أن ثمّة حاجة لرئيس حكومة يدير العملية الانتخابية، وهذا لا يليق بالرئيس سعد الحريري، كما يتنطح قائلا أحد القريبين من حزب الله". وفي إشارة عفوية يتابع: "ربما هناك من يستحق أن يدير العملية الانتخابية، ولاحقا نرى ماذا ستفرز الانتخابات".

ودعا الصحفي اللبناني "سعد الحريري إلى أن يزيل أيّ شبهة عن حزب الله بأنه هو الذي عطّل الانتخابات الرئاسية طيلة أكثر من عامين، بل عليه أن يتلوَ فعل الندامة على كل هذا الزمن الذي مضى ولم ينتبه إلى أهمية انتخاب العماد ميشال عون، وأن يقول للبنانيين بالفمّ الملآن إنّي أعتذر منكم على ما سببته لدولتكم من خسائر غياب الجنرال عون عن قصر بعبدا منذ العام 2014 حتى اليوم".

ودعا الأمين، الحريري إلى أن "يكتفي بترتيب شؤون طائفته لاحقا، فهذه الطائفة تحتاج إلى مزيد من التحسينات والتخفيف من غلواء التطرف، وعلى الرئيس الحريري أن يعمل بكدّ ونشاط لمنع الأصوات المنكدة عليه وعلى هذه الطائفة المهذبة وعلى حزب الله". 

وحذر الصحفي اللبناني، الحريري من "العودة إلى شعارات بائدة كالعبور إلى الدولة أو ما شابه من شعارات السيادة والسلاح غير الشرعي، أو المطالبة بسحب مقاتلي حزب الله من سوريا وغيرها. هذه من الشؤون الإقليمية التي لا يجوز للحريري ولا لغيره من اللبنانيين أن يتنطحوا لها".

وقد يخطر في بال الحريري في لحظة ما أن لا ينتخب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لا مشكلة في ذلك لننتظر الانتخابات النيابية وسيكتشف أنّ ما كان في يده قبل الانتخابات لم يعد في يده بعدها. هو خسر كثيرا من الحلفاء إمّا بإرادته أو هم من تخلوا عنه، منذ ظنّ أنّ المرشح سليمان فرنجية يمكن أن يكون شريكا أو حليفا مسيحيا بديلا"، على حد تعبير الأمين.

واستدرك: "لكن ذلك لم يكن على قدر المتوقع، فما قدّمه الرئيس الحريري من تنازل لحزب الله عبر تبني فرنجية، بدا بلا ثمن وخطوة لم يعرها حزب الله أي اهتمام. بل فقط تسجيل خسارة إضافية للحريري دفعت حزب الله للقول: "برافو اخترتم في النهاية مرشحنا، لكن لم تحزر يا دولة الرئيس، تحتاج بعد إلى مزيد من الامتحانات ولكن إياك أن تعد نفسك بمكاسب، نحن نقرر لك ما تستحق وما لا تستحق".
 
"وتعلم يا ابن رفيق الحريري، أنّنا في زمن حماية الأقليات، وتعلم أنّنا هذه القوة التي يحتاجها الغرب اليوم لحماية هؤلاء المساكين من المسيحيين والدروز العلويين، نعطيك فرصة الانضمام لمن نحميهم وإن كان بعضهم لا يريدنا لكننا أصحاب قلوب كبيرة ومحبة ونستوعب من لا يدرك مصلحته، الانتخابات النيابية المقبلة لم تعد مواجهة بين مشروع سلاح حزب الله ومشروع الدولة"، بحسب تعبيره.

وأضاف أن "الانتخابات المقبلة ستكون هذه المرة كما نشتهيها نحن وغيرنا من حلفائك القدامى في الداخل والخارج، بين سلاح حزب الله الإقليمي الذي يحمي الأقليات وبين داعش وحاضنتها السنية. هل تشك في ذلك؟".

وقال الأمين: "لك الحق أن تشك فأنت راهنت على عناوين خاسرة فلا الدولة التي شئت وشاء غيرك قامت، ولا سلاحنا انكفأ وانتهى، بل تمدد وصار حاجة للعدو والصديق. ما بالك لا تصدق؟ انظر حولك، هل تعتقد أنّ كراهية الكثير من السوريين تزعجنا؟ أبدا يا سعد، إنّها تجلب لنا تعاطفا. أوَ لسنا من تلك الأقليات التي تلهب عقل الغرب وتجعله مرغما على دعمنا وتأييدنا؟".

واختتم الصحفي اللبناني المعارض لحزب الله مقاله بالقول: "مشروعنا مهما كان اسمه يا شيخ سعد هو الذي انتصر. لك مكان فيه اليوم فعجّل قبل أن يأتي موسم الانتخابات النيابية الذي ربما لن نجد حينها حاجة لك. فالواقفون من أتباعك على أبوابنا كثر".
التعليقات (0)