صحافة دولية

"الموندو" تأخذ قراءها في رحلة إلى سنجار.. مدينة الأشباح

سنجار باتت أطلالا - ا ف ب
سنجار باتت أطلالا - ا ف ب
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن مدينة سنجار العراقية، التي تحولت إلى قفار؛ بسبب القصف والاشتباكات التي تعرضت لها منذ استيلاء تنظيم الدولة عليها قبل عامين. 

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن سنجار، عاصمة اليزيديين، ما زالت تحافظ على صومعتها، إلا أنها فقدت المباني المحيطة بها، التي تحولت إلى خراب. كما رسم على الطريق مشهد لطلقات الرصاص الكثيفة والمتناثرة طوال هذه الطريق.

وأشارت الصحيفة إلى أنه عند اقتحام تنظيم الدولة للمدينة في آب/ أغسطس سنة 2014، شُرد حوالي 40 ألف يزيدي من منازلهم، الأمر الذي ضاعف مأساتهم. وبسبب اضطهاد أتباع البغدادي لهم، لجأ عشرات الآلاف من الأشخاص إلى تلة مجاورة، حيث عانوا من الحصار والجوع لعدة أيام.

كما قتل تنظيم الدولة آلافا آخرين ممن ألقى عليهم القبض، وأجبرت الآلاف من النساء على العبودية الجنسية والبيع لمن يدفع أكثر، على حدود سوريا والعراق.

وأضافت الصحيفة أنه بعد 15 شهرا من انضمامها إلى أراضي "الخلافة"، تم تحرير سنجار في تشرين الثاني/ نوفمبر، إلا أن نسبة قليلة فقط وجدت منشآتها الحضرية في سلام، بسبب المناوشات والحرب التي عاشتها المدينة.

ونقلت الصحيفة عن الزعيم المحلي للحزب الديمقراطي الكردستاني، ناصر باشا، قوله، واصفا حالة الخراب التي تشكو منها المدينة، إنه "تم تدمير حوالي 70 بالمئة من منشآت ومباني المدينة بالكامل. كما أن غياب الماء والكهرباء زاد من تدهور الوضع، وتكاد المدينة تخلو من الأثر البشري".

ويواصل: "لقد قام مقاتلو تنظيم الدولة بنشر شبابيك سوق المدينة وأبوابه على حافتي الطريق؛ ليعبروا على انتصارهم بهزيمة اليزيديين. وبالإضافة إلى ذلك، عانت باقي البنية التحتية والمعدات المنزلية من تفجيرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وتحولت إلى أنقاض متناثرة في كل مكان".

كما قالت الصحيفة إنه خلال الفترة التي سيطر فيها تنظيم الدولة على مدينة سنجار، حوّل مقاتلو تنظيم الدولة هذه المنطقة إلى مدينة أنفاق، محاولين تحصين أنفسهم في هذا الموقع الاستراتيجي، وتجنب خطر محاولة استعادة المدينة.

ويقول ناصر باشا في هذا الشأن: "لقد تم العثور على حوالي 72 نفقا تحت الأرض، ويبدو أن الغرض من حفرها هو التنقل بكل أمان من مكان إلى آخر، وحماية أنفسهم من القصف وقوات البشمركة. ويتراوح طول هذه الأنفاق من 100 إلى 150 مترا".

مضيفا: "لقد عثرنا على بعض الغنائم في هذه الأنفاق، لكن لسنا فرحين؛ لأن الخطر ما زال محدقا بمدينة سنجار المدمرة".

كما أوردت الصحيفة قول مسؤول رفيع في قوات البشمركة بأن "الحرب أخّرت عمليات إعادة إعمار المدينة؛ ففي كل مرة يفاجئنا تنظيم الدولة بهجمات الانتحاريين والسيارات المفخخة".

كما بين المسؤول أن المدينة بحاجة إلى التسليح بمساعدة المجتمع الدولي، مؤكدا حرصهم على حماية المدينة وإعادة إعمارها في الوقت ذاته، خاصة أنها تفتقر إلى المدارس أو المؤسسات الأخرى.

وأوردت الصحيفة أنه تمكن حوالي 50 شخصا من العودة إلى الحي القديم، مثل "أسمر" الذي يعيش رفقة زوجته في بيت مستأجر. وفي حديث الصحيفة مع زوجته، قالت المرأة إنه "كان من الصعب العودة ورؤية كل هذا الدمار. كما أن ابنتي لم تتحمل العيش هنا، في ظل غياب الكهرباء وسماع صوت التفجيرات طوال الليل، وعادت إلى أحد مخيمات النازحين".

وبينت الصحيفة أن الزوج بين أنه تمكن من القدوم هنا؛ لأنه أحد جنود القوات الكردية، البشمركة. وفي حديثه حول المستقبل الغامض للمدينة، بين أن مدينته بحاجة إلى حماية دولية، كما أنهم لا يثقون في الأطراف التي تحميهم الآن.

ويواصل: "لقد عانينا من الإبادة الجماعية، ولا أحد تطوع لمساعدتنا أو الإحساس بمعاناتنا. كما أننا لا ننسى تخلي البشمركة عنا عندما هاجم أتباع أبي بكر البغدادي مدينتنا منذ عامين تقريبا".

 كما تحدثت الصحيفة عن غياب الرعاية الطبية في المدينة، الأمر الذي يضطر العديد إلى الانتقال إلى مدينة دهوك لتلقي العلاج. كما تحولت أحد المستشفيات الخاصة إلى خراب بسبب القصف. وزيادة عن ذلك، تعاني عيادات المستشفى من غياب الأطباء.


 




الكاتب: فرانسيسكو كارييون
الصحيفة: الموندو الإسبانية

المصدر:

https://www.elmundo.es/internacional/2016/08/19/57b5f8b1468aeb2a178b4586.html
التعليقات (0)