سياسة عربية

سبع ملاحظات على احتفال السيسي بذكرى 30 يونيو

تركز الحفل على عنصرين أساسيين، مهاجمة جماعة الإخوان المسلمين، وتمجيد قائد الانقلاب- أرشيفية
تركز الحفل على عنصرين أساسيين، مهاجمة جماعة الإخوان المسلمين، وتمجيد قائد الانقلاب- أرشيفية
أثار إحياء النظام المصري للذكرى الثالثة لتظاهرات 30 يونيو، والحفل الفني الذي أقيم بدار الأوبرا وحضره عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب، العديد من التساؤلات والملاحظات.

وكان أول هذه الملاحظات أن الحفل أقيم أمس الأحد الذي يوافق يوم 3 تموز/ يوليو ذكرى الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي، ولم ينظم يوم الخميس الماضي الذي يوافق 30 يونيو ذكرى التظاهرات المعارضة للرئيس التي مهدت الطريق للانقلاب!
 
وأعلن السيسي، في يوم 3 تموز/ يوليو 2013، وكان وزيرا للدفاع وقتئذ، الإطاحة بالرئيس المنتخب وتعطيل العمل بدستور 2012، قبل أن يستولي على الحكم بشكل رسمي بعد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فاز فيها بنسبة 96%.
 
الاحتفال بيونيو وتجاهل يناير

ومن الملاحظات أيضا أن نظام السيسي احتفل بالذكرى الثالثة "لثورة 30 يونيو"، كما يسميها، لكنه في المقابل، تجاهل الاحتفال بالذكرى الخامسة "لثورة 25 يناير"، واكتفى السيسي بكلمة مسجلة أذاعها التلفزيون شدد فيها على أنه لن يسمح بقيام أي ثورات جديدة في البلاد حفاظا على أمن مصر واستقرارها.
 
كما منحت الحكومة العاملين في الدولة إجازة رسمية باعتبار يوم 25 كانون الثاني/ يناير يوافق ذكرى الثورة وكذلك عيد الشرطة، في حين اعتبرت 30 تموز/ يونيو يوم عطلة رسمية، وفتحت المتاحف والمواقع الأثرية بالمجان، وأقامت احتفالا فنيا حضره السيسي وهو ما لم يحدث في 25 يناير.
 
تشديدات أمنية
 
وشهدت منطقة وسط القاهرة مساء الأحد تشديدات أمنية مكثفة، وتم إغلاق العديد من الشوارع الرئيسية استعدادا لمرور موكب السيسي الذي وصل في النهاية عبر طائرة مروحية هبطت في النادي الأهلي الذي يبعد أمتارا قليلة عن دار الأوبرا.
 
واشتكى كثير ممن حضروا الاحتفال من أنهم انتظروا لأكثر من ثلاث ساعات داخل الأوبرا لحين حضور السيسي دون أن يتمكنوا من التحرك خارج قاعة الاحتفال بداعي الإجراءات الأمنية.
 
وزير الأوقاف يخلع زيه الأزهري
 
ولأول مرة منذ توليه منصبه في عام 2013، ظهر محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بدون الزي الأزهري التقليدي، حيث ارتدى بدلا من ذلك بذلة غربية كاملة، حتى إن كثيرا من الحضور ومن بينهم رئيس الوزراء شريف إسماعيل لم يتعرفوا عليه بسهولة، بحسب تقارير صحفية.
 
ويبدو أن جمعة تخلى عن مظهره كرجل دين بعد أن وجد أنه لا يتناسب مع هذا الحفل الفني الذي يتضمن بين فقراته رقصات غناء واستعراضات ورقص باليه!
 
مهاجمة الإخوان وتمجيد السيسي
 
وتركز الحفل على عنصرين أساسيين، مهاجمة جماعة الإخوان المسلمين، وتمجيد قائد الانقلاب، حيث كانت شاشة عملاقة في خلفية المسرح تعرض صورا لعبد الفتاح السيسي طوال فقرات الحفل.
 
وعرض في الاحتفال فيلم تسجيلي بعنوان "لحظات فارقة" اتهم الإخوان بالوصول للسلطة بطرق ملتوية، وأنها أفرجت عن الإرهابيين الذين يقاتلون الجيش المصري في سيناء الآن، كما شهد الحفل عرضا راقصا بعنوان "أنا المصري" جسد نجاح الشعب المصري في الثورة على جماعة الإخوان التي حاولت أن تسجن المصريين في الجهل والظلام لكنهم تحرروا من قيدهم وخرجوا للنور.
 
الإله حورس بيكلمني زي مصر
 
وفي ختام الحفل، لم يضع قائد الانقلاب الفرصة، كعادته، وألقى كلمة كرر فيها تحذيراته من المؤامرات التي تحاك بالمصريين من قوى الشر.
 
وقال السيسي: "وأنا جاي الاحتفال ده مصر قالت لي لازم تبلغ الرسالة دي للمصريين، وأكدت علي، وأنا بابلغهالكو أهه، مصر بتقولكو أنا أمانة في رقبتكم كلكو، حافظو علي، مصر بتقول لكم أوعوا تختلفوا يا مصريين، مفيش سبب يدعونا للاختلاف، أوعوا حد يضحك عليكم ويخدعكم يا مصريين أوعوا حد يضيع بلدكم".
 
وأضاف: "مصر بتقولكم مكاني مش اللي أنا فيه دلوقتي ده، مكاني مش كده.. بقى أنا برضه حجمي كده؟!.. أنا عندكم مش كده أنا متحوجش لحد وانتوا هنا".
 
وبدا أن السيسي لم يكن سعيدا بهذه الذكرى، حيث كانت تعبيرات وجهه عابسة وبدلا من التهنئة بنجاح الدورة، انتقد الشعب وحمله المسؤولية عن تدهور الأوضاع في مصر وتأخرها بين الأمم.
 
واستطرد قائد الانقلاب قائلا: "مصر بتقولكم أنا ما تحوجش.. يعني ما نكلش؟!..آه منكلش.. يعنى ما ننمش!..آه مننمش.. لأجل هيا تاخد مكانها الحقيقي"، مضيفا: "أنا بحلم زيكم ولا مش من حقي أحلم، لسه بدري قوي على الحلم الحقيقي الذي بنتمناه، واللي حققناه ده خطوة من ألف خطوة في طريقنا".
 
بدوره، سخر الناشط السياسي "سامح أبو عرايس" الذي يدعي أن الإله حورس يكلمه، وكتب عبر صفحته على "فيسبوك" معلقا على كلمة السيسي خلال الاحتفال بذكرى 30 يونيو: "بعد كلام السيسي عن أن مصر بتكلمه، اللي يقول بعد كده أني مجنون علشان بقول أن الإله حورس بيكلمني هيبقى من أهل الشر وهاشتكيه للسيسي!!".
التعليقات (1)
hamasa
الثلاثاء، 05-07-2016 01:37 ص
حسبنا الله ونعم الوكيل فى من اوصلنا لهذه الحالة المذرية لا سياسة ولا اقتصاد ولا حياة اجتماعية معقولة . فعلا ليست هذه مصر التى كنا نريدها . مصر خطفت من العسكر بفكرهم الدموى الفاشى ولن تقوم لها قائمة طالما يحكمها العسكر ابو 50 %