صحافة دولية

أوبزيرفر: حملة وطنية لمواجهة العنصرية والتطرف في بريطانيا

أوبزيرفر: جرائم الكراهية زادت خمسة أضعاف منذ الاستفتاء - أرشيفية
أوبزيرفر: جرائم الكراهية زادت خمسة أضعاف منذ الاستفتاء - أرشيفية
ذكرت صحيفة "أوبزيرفر" أن الحملة المضادة للفاشية "هوب نت هيت" (أمل لا كراهية)، قررت القيام بحملة على مستوى البلاد؛ لمواجهة تداعيات المواقف العنصرية لما بعد الاستفتاء

ويشير التقرير إلى أن الحملة ستعقد 100 لقاء، تدعو فيها إلى وحدة المجتمع في أنحاء البلاد، حيث أطلقت هاشتاغ "# مورإنكومون إنشييتف" (#مبادرة ما يجمعنا)، وحصلت المبادرة على دعم من المال الذي جمع باسم البرلمانية العمالية الراحلة جو كوكس، التي قتلها متطرف أمام مكتبها في يوركشاير، لافتا إلى أنه تم جمع 1.5 مليون جنيه إسترليني من 44 ألف متبرع، منذ وفاة كوكس. 

وتلفت الصحيفة إلى أن الحملة تتزامن مع أدلة تشير إلى أن اليمين المتطرف وجد شرعية في التصويت على الخروج، حيث قالت منظمة "تيل ماما"، التي تجمع أدلة على هجمات كراهية ضد المسلمين، إنها سجلت 66 حادثا معاديا للمسلمين في الأسبوع الماضي. 

وينقل التقرير عن منظم حملة "هوب نت فير" في يوركشاير نيك ستفنز، قوله إن الحملة ضرورية في المناطق التقليدية لحزب العمال، حيث تم نشر رسالة معادية للأجانب من حزب الاستقلال اليمني، الذي يتزعمه نايجل فاراج، ويضيف ستفنز: "إن الحملة هي محاولة لتغيير الخطاب السلبي الرهيب إلى التضامن والاحتفال ببريطانيا، وتوجيه التيار ضد العنصرية والكراهية للأجانب الجارية الآن". 

وتذكر الصحيفة أن منظمة "لندن سيتزن" ستقوم بحملة منفصلة، تنظم فيها 30 لقاء حول العاصمة يوم غد، حيث سيقوم ناشطو المنظمة بالوقوف أمام محطات المواصلات؛ لإخبار المواطنين بكيفية الإبلاغ عن حوادث عنصرية. 

ويورد التقرير أن حملة "هوب نت فير" تركز على منطقة روذيرام في يوركشاير، التي كشف فيها عن شبكة لانتهاك الأحداث جنسيا، بالإضافة إلى أن اليمين المتطرف يحاول إثارة العنف ضد المسلمين، مشيرا إلى أن فترة الـ 18 شهرا الماضية شهدت أكثر من 15 تظاهرة قام بها اليمين المتطرفـ،، منها تظاهرات قام بها ما يعرف بـ"إنكلش ديفنس ليغ"(مجلس الدفاع الإنجليزي)، و"إنغلش فيرست" (بريطانيا أولا)، وجماعة النازيين الجدد "ناشونال فرنت" (الجبهة القومية)، وجماعة محلية تطلق على نفسها "نورث إيست إنفدلز" (كفار شمال- شرق)، كما سيعود الحزب المعادي للمسلمين "بيغدا يوكي" بزعامة رئيس مجلس الدفاع الإنجليزي السابق تومي روبنسون. 

ويقول ستفنز للصحيفة إن "هذه التظاهرات تتسبب في خسائر مالية واجتماعية، حيث إنه في الأيام التي يقوم بها اليمين المتطرف بالتوغل في روذيرام، فإننا نرى شجار الأولاد في المدارس، والناس في الشوارع، وحوادث مروعة"، ويضيف أنه بعد الاستفتاء، اتصلت به منظمتان من ليدز وشيفيلد، وسألتاه عن الكيفية التي يجب التصدي فيها لليمين المتطرف. 

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن 25 منظمة متطرفة تنشط الآن في بريطانيا، حيث ظهرت جماعة جديدة مكونة من أعضاء في الجبهة القومية، والجبهة القومية الشمالية، الذين أعلنوا عن جماعة جديدة هي "نورثيرن ناشوناليست" (القوميون الشماليون). 

وتورد الصحيفة نقلا عن ماثيو كولينز من منظمة "هوب نت هيت"، قوله إنها "حرب عنصرية جديدة، حيث يراها النازيون الجدد حربا عنصرية، أما مجلس الدفاع الإنجليزي وبريطانيا فينظران إليها على أنها حرب دينية"، مشيرا إلى أن كل جماعة لديها 500 عنصر، ويحضر تجمعاتها احيانا ألفي شخص.

زيادة معدلات الكراهية

وينوه التقرير إلى أن معدلات جرائم الكراهية زادت خمسة أضعاف عن معدلها العادي، حيث سجلت منظمة "سيتزن يوكي"، التي تقوم بنشر حس المواطنة في إنجلترا وويلز، مئات الحوادث العنصرية في أنحاء البلاد، منذ الاستفتاء.  

وتنقل "أوبزيرفر" عن المدير التنفيذي للمنظمة نيل جيمسون، قوله: "إن الحودات العنصرية ليست عنفا جسديا فقط، لكنها عنف كلامي ونظرات معادية، وشعور بعدم الود، وطلب العودة إلى الوطن الأصلي"، حيث عانى 6 موظفين من 35 موظفا أساسيا في المنظمة من حوادث عنصرية، وتقول المسؤولة عن الإعلام شازيا إعجاز: "معظمنا ولد ونشأ هنا". 


وينقل التقرير عن البرفيسورة روث ووداك، مؤلفة كتاب "سياسات الخوف"، قولها إن "مشاعر اللاتسامح والعداء للأجانب والتمييز، التي يعبر عنها في المجتمع، عادت من جديد، وفي بريطانيا، كما هو الحال في مناطق أخرى، فإن الساسة الذين استخدموا خطابا عنصريا مبطنا، بالإضافة إلى الإعلام، هم الذين عبدوا الطريق لهذا كله". 

وتشير الصحيفة إلى أن دراسة أعدتها ووداك وزملاؤها من عام 1996 إلى 2006، كشفت عن الكيفية التي تمت فيها الإشارة إلى طالبي اللجوء والمهاجرين والمهاجرين غير الشرعيين بـ"هم"، حيث قالت إن "على السياسيين معالجة عدم المساواة، وتقديم التعاطف، بدلا من التهديد والغضب والتخويف، وإلا كان من السهل التعبئة ضد كبش الفداء" أي الأجانب. 

استهداف المهاجرين من أمريكا اللاتينية

ويكشف التقرير عن تعرض العمال المهاجرين من أمريكا اللاتينية من حملة الجوازات الإسبانية لانتهاكات، رغم عضوية إسبانيا في الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن غالبية المهاجرين من أمريكا اللاتينية تعمل في قطاع الخدمات والتنظيف.

وتنقل الصحيفة عن المحامية المقيمة في بريطانيا منذ 20 عاما، ماريا غونزاليز-موريللو، التي تعقد مع زميلها جون سامبسون ندوات استشارية أسبوعية في كاتدرائية في جنوب لندن، حيث يستمعان لشكاوى العمال من أمريكا اللاتينية، قولها إن "الكثير من الناس تحدثوا إلينا عن حوادث ذات ملامح عنصرية وكراهية للأجانب"، وتضيف أن "امرأة خفض راتبها، وعندما اشتكت قيل لها إن لم يعجبك الأمر فعودي إلى بلدك، وفي حالة آخرى كان رجل في طريقه للعمل، وينتظر حافلة الليل الساعة الثانية صباحا عندما اقترب منه رجل آخر، وقال له: (ألم تسمع الأخبار؟ كان عليك الرحيل)"، وأشارت إلى "حالة امرأة غير عقد عملها يوم نتائج الاستفتاء بعقد لا يحميها، مع أنها تعمل منذ 6 سنوات في المكان ذاته، وقالت أخرى إنها تحمل الجواز الإسباني، وعادة ما تذهب وصديقاتها إلى ناد ليلي في منطقة واتفورد، وفي نهاية الأسبوع الماضي منعن من ذلك، وسألن: هل هذا له علاقة بالاستفتاء؟، فكان الجواب (نعم)". 

وبحسب التقرير، فإن غونزاليز- موريللو تعرضت لحادث عنصري، عندما كانت في الحافلة مع ابنها، وتحدثت إليه باللغة الإسبانية، فصرخ عليها رجل قائلا: "أيها الأجانب الأوغاد، إنكم تثيرون الضجة دائما"، حيث إنها بعد هذا الحادث لم تعد تتحدث مع ابنها إلا باللغة الإنجليزية عندما يكونان في المواصلات العامة. 

وتورد الصحيفة أن ابن غونزاليز- موريللو، البالغ من العمر 12 عاما، خاطب والدته متسائلا: "ماما، هل سيقومون بترحيلك؟"، وتعلق قائلة: "إن هذا مؤذ ومهين، ولا نعرف إلى أين سيقود هذا الأمر؟"، مشيرة إلى أن الكثير من أصحاب الأجور المتدنية من المهاجرين يضطرون للعمل منذ الساعات المبكرة، ولا يذهبون إلى الخدمات الصحية الوطنية؛ لأنهم لا يستطيعون العيش لو مرضوا. 

وينقل التقرير عن سامبسون، الذي هاجر والداه من ألمانيا، قوله إنه "لا توجد حماية للناس"، لافتا إلى أن هؤلاء لا يستطيعون التقدم بشكاوى أمام المحاكم المتعلقة بالعمل؛ بسبب غياب الدعم القانوني والنقابي، بالإضافة إلى الكلفة العالية. 

وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى قول سامبسون إن "أصحاب الأجور المتدنية ممن عانوا من مشكلات في العمل، من تمييز وسخط وحتى كراهية، يعيشون في وضع حرج، ما نراه ليس قلقا، بل أجواء خوف".
التعليقات (0)