سياسة عربية

مراجعات مع القرضاوي (1).. من كتّاب القرية إلى الأزهر (فيديو)

قال القرضاوي إن حياته كانت عادية - أرشيفية
قال القرضاوي إن حياته كانت عادية - أرشيفية
يشارك رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي مذكراته ومراجعاته خلال سنين عمره لأول مرة، في برنامج حواري متلفز، يناقش عبره العديد من الملفات الجدلية ويستعرض محطات مهمة في حياته بدءا من دراسته ولقائه بحسن البنا وحتى تناوله تاريخ الحركة الإسلامية في المنطقة العربية، وذلك خلال شهر رمضان على مدار ثلاثين حلقة.

في الحلقة الأولى، تحدث الشيخ القرضاوي في حواره مع المفكر الإسلامي عزام التميمي، عن كتاب القرضاوي "ابن القرية والكتّاب"، الذي تناول فيه سيرته الذاتية وتاريخ مصر وتاريخ الشرق الأوسط في ذلك الوقت، اجتماعيا وسياسيا.

وقد قال التميمي عن الكتاب إنه "يجب على كل مهتم بالدعوة الإسلامية أن يطلع عليه ويراجعه"، ثم تطرق إلى تساؤل حول وصف القرضاوي في كتابه لحال قريته التي ولد فيها "صفط تراب".

عزوفه عن كتابة سيرته

وقال القرضاوي إنه كتب كتابه "ابن القرية والكتاب" في أربعة أجزاء بناء على توصية عدد من أصدقائه، وأوضح أنه كان مقررا ألا يكتب سيرته لأن لديه تخوفا دينيا من كتابة سيرته، خوفا من أن يمدح نفسه ويزكيها، لافتا إلى أنه ليس سياسيا وحياته حياة عادية ليس بها مطبات أو مفاجآت تلفت الأنظار.

وأشار إلى أن أستاذ الأدب العربي جابر قميحة أصر عليه أن يكتب؛ لأنه مهما كتب أي شخص عنه لن يكتب مثلما يكتب القرضاوي عن نفسه وبقلمه.

نشأته يتيما في كنف عمه

وتناول القرضاوي بداية نشأته يتيما بعد وفاة والده في الثانية من عمره، وتفاصيل حياة والدته قبل زواجها بأبيه، وإخوته من أبيه وأمه، وعن أصل عائلته "القرضاوي" نسبة إلى بلدة "القرضة" قرب كفر الشيخ، كما تحدث عن جده وعمه أحمد الذي نشأ في كنفه.

حفظه القرآن بعمر 9 سنوات

وتحدث القرضاوي عن توقه للأزهر الذي قال إنه يضرب به المثل، متابعا حديثه عن بداية دراسته في الكتّاب على يد الشيخ حامد أبو زويل، وكان أول طالب يذهب إلى الكتّاب يوميا، حيث أُعجب العريف (المعلم) بقدرته على الحفظ والتعلم، إذ حفظ القرآن وعمره تسع سنوات وبضعة أشهر، في حين كان مواظبا أيضا على الذهاب إلى المدرسة.

وانتقل القرضاوي إلى حديثه عن دراسته بالمعهد الديني في طنطا، مشيرا إلى أن خريجي الأزهر لم يكونوا على ما يرام لأن الدين لم يكن مقررا أساسيا في المدارس. وتحدث عن حصوله على المركز الأول على مستوى المحافظة في حفظ القرآن، وحصوله على جائزة قدرها جنيه وربع، وذلك قبل التحاقه بالأزهر.

معارضة أسرته

وتناول القرضاوي إلحاح أسرته عليه لتعلم حرفة أو فتح دكان، نظرا لحال طلاب الأزهر حينئذ، وأنهم يجلسون على المقاهي والمصاطب بعد تخرجهم. لكن شيخا مجهولا مر على القرضاوي وعمه أثناء جلوسهما في الحقل، أقنع عمه بإرساله للأزهر، حيث اختبر القرضاوي في القرآن وقال لعمه إن "هذا لا بد من تعليمه في الأزهر".

وفاة والدته وتأثره بدعائها له

وتابع القرضاوي في حديثه عن وفاة والدته في العام الأول من دخوله إلى الأزهر، وهو العام ذاته الذي قابل فيه حسن البنا، مستذكرا دعوة والدته له بتأثر: "ربي يجعل في وجهك جوهرة وفي فمك سكرة ويحبب فيك الحصى والأراضي ويحبب فيك الرب في عرشه والجندي في فرشه".

لقاؤه بحسن البنا في عمر 15 عاما

وعن مؤسس جماعة المسلمين، حسن البنا، قال القرضاوي إنه جاء إلى طنطا، حيث رافق القرضاوي ابن عمه لحضور إحدى نداوته في دار الإخوان في طنطا. ووصف الاحتفاء بالبنا وإلقاء الأشعار والنثر أمامه، مضيفا أن حسن البنا في ذلك اللقاء تناول العبر والعظات من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. وقال: "أُعجبت بكلامه وحفظته كله، وحين خروجنا سألني المرافقون لي هل عرفت ماذا قال حسن البنا، فقلت نعم لقد قال كذا وكذا وأعدت لهم الخطبة كاملة وكان عمري حينذاك 15 سنة".

انضمامه إلى الإخوان

وقال: "في الصف الرابع الابتدائي قالوا لي لماذا لا تنضم إلى الإخوان؟ تعال معنا إلى حفل يوم الأربعاء وألقِ فيه قصيدة، وقد نظمت قصيدة قافية شهيرة وقتها هزت المدينة حينها، وقدموا لي طلب انضمام رسمي وأصبحت من الإخوان، وبعدها أصبحت عضوا في قسم الطلاب، وفي قسم نشر الدعوة أرسلوني إلى عدة بلدان".

وأشار القرضاوي إلى أنه أصبح يذهب إلى ندوات البنا في البلدات والمدن القريبة منه، وقال إنه "كان خطيبا معلما يلقي خطبا جوهرية تستطيع أن تمسك بأطرافها، يملؤها بالحكم والأشعار والآيات القرآنية".

وسنتابع معكم في "عربي21" رحلة القرضاوي مع حسن البنا في الحلقة المقبلة.



جدير بالذكر أن برنامج " مراجعات" يعد واحدا من أشهر البرامج الحوارية العربية، حيث استضاف على مدار السنوات الماضية عددا من قادة الفكر والرأي والسياسة، فضلا عن أن أغلب ضيوفه هم من رموز التيار الإسلامي في العالم العربي، فيما يُعده ويُقدمه الإعلامي والأكاديمي المختص في الفكر السياسي الإسلامي الدكتور عزام التميمي الذي يُعتبر أحد المفكرين الإسلاميين في العالم والمتخصصين في القضايا المتعلقة بالحركات الإسلامية.
التعليقات (0)