صحافة دولية

واشنطن بوست: حملة قيادة المرأة السعودية بين تأييد وسخرية

واشنطن بوست: ليست هناك معارضة لقيادة النساء للسيارت من العائلة المالكة في السعودية - أرشيفية
واشنطن بوست: ليست هناك معارضة لقيادة النساء للسيارت من العائلة المالكة في السعودية - أرشيفية
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لآدم تيلر، حول حملة هاشتاغ (#سأقود_سيارتي_15_يونيو)، الذي حصل على عشرات آلاف الإشارات إليه بحسب "بي بي سي" العربي.

ويشير التقرير إلى أن هذا الهاشتاغ وفر فرصة للنساء السعوديات للتعبير عن رغبتهن في القيادة، وفرصة للرجال للتعبير عن تأييدهم لهن.

ويورد الكاتب إحدى هذه التغريدات، التي كانت على النحو الآتي: 


Sahar ‎@sam_2586
#سأقود_سيارتي_15_يونيو
هي وحدة من الثنتين يا نسوق أو الدولة توفر لنا مواصلات خاصة بالمرأة وبأسعار مخفضة.
3:30 PM - 8 May 2016

وتستدرك الصحيفة بأن الهاشتاغ جذب أولئك الذين يرون في قيادة المرأة السعودية تعارضا مع القيم المحافظة للمجتمع السعودي، حيث كانت هناك تغريدات ساخرة مثل: 
 
 


ويلفت التقرير إلى أن آخرين نشروا صورا أو مقاطع فيديو، تظهر عدم إتقان النساء للقيادة مثل:
Joseph Bin Sa66aM ‏@Sa66am  May 10View translation
#سأقود_سيارتي_15_يونيو هالة الدوسري
 


ويذكر تيلر أن الدكتور محمد البراك علّق على قيام موقع فضائية MBC بعمل استفتاء حول موضوع قيادة المرأة للسيارة، قائلا إنه عندما تبين أن معظم المشاركين في الاستفتاء عارضوا قيادة المرأة، قام الموقع بحذفه.
 
   

وتفيد الصحيفة بأن الحملات المؤيدة لقيادة المرأة السعودية للسيارة على الإنترنت بدأت منذ عام 2011 على الأقل، حيث تشكلت مجموعة على "فيسبوك" دعت النساء للقيادة في 17 حزيران، وبعد اعتقال الناشطة التي شكلت المجموعة منال الشريف، قامت عشرات النساء السعوديات بقيادة السيارات في الشوارع، ونشرن مقاطع فيديو وصورا تبين ذلك، وتم القيام بعدة حملات مشابهة منذ ذلك الحين.

ويبين التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أنه عادة ما تجد النساء أنفسهن قادرات على القيادة في هذه المناسبات، دون أن يتعرض لهن أحد، مستدركة بأنه حكم على إحدى النساء وتدعى شيماء جستانية بالجلد 10 جلدات، بعد أن قامت بقيادة سيارتها في 2011، وتم تأجيل عقوبتها عدة مرات، ثم أسقطت العقوبة. 

وينوه الكاتب إلى أن معظم النساء اللواتي يقمن بالقيادة، يستخدمن منطقة قانونية غير واضحة لتبرير ما يقمن به، حيث إن قيادة النساء للسيارات ليست ممنوعة قانونيا في السعودية، لكن النساء لا يستطعن الحصول على رخص قيادة: "وفي المناطق النائية يقمن بالقيادة بانتظام دون رخص"، مشيرا إلى أن الناشطين يقولون إن معظم المشاركات في تلك النشاطات لديهن رخص قيادة أجنبية. 
 
وبحسب الصحيفة، فإنه ليست هناك معارضة لقيادة النساء للسيارت من العائلة المالكة، حيث إنه في عام 2005 قال الملك آنذاك، الملك عبدالله لـ"باربرا والترز": "سيأتي اليوم الذي تقود فيه النساء السيارات"، كما أن نائب ولي العهد محمد بن سلمان قال لـ "بلومبيرغ نيوز" إنه يعتقد "أن للنساء حقوقا في الإسلام هن بحاجة لتحصيلها بعد"، مشيرة إلى أن هذا الكلام يعد موافقة ضمنية على حق النساء في قيادة السيارات.

ويستدرك التقرير بأنه مع أن السعودية شجعت في السنوات الأخيرة النساء على المشاركة في جوانب كثيرة في المجتمع السعودي، بما في ذلك السياسة والتجارة والتعليم، فإن قيادة السيارات تبقى نقطة خلاف مع المؤسسة الدينية القوية، حيث قال محمد لأحد المراسلين الشهر الماضي إن "المجتمع ليس مقتنعا بقيادة النساء للسيارات"، وهذا يشير إلى أن لا علاقة للمسألة بالدين، بل هي خاصة بالمجتمع.

ويتساءل تيلر: "هل يؤيد المجتمع السعودي قيادة النساء للسيارات؟ يبدو أن الجواب يعتمد على من تسأل، ومع أن استفتاء MBC لا يمكن اعتباره يعكس الواقع، إلا أنه يعني أن هناك على الأقل أقلية صوتها مرتفع تعارض قيادة النساء للسيارات، لكن مؤسسة (غالوب) قامت ببحث عام 2007، وكانت النتيجة أن 66% من النساء و55% من الرجال قالوا بأنه يجب السماح للنساء بقيادة السيارات". 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن استفتاء آخر أجرته مؤسسة "إنترناشيونال ريبابليكان إنستتيوت"، وجد أن أكثر من 52% من النساء يعتقدن أن السماح لهن بقيادة السيارة، لن يغير كثيرا الدور الذي يؤدينه في الحياة العامة.
التعليقات (0)