سياسة عربية

خبراء: اختطاف الطائرة قضى على ما تبقى من السياحة بمصر

بعد حادثة تفجير الطائرة الروسية.. اختطاف الطائرة المصرية قضى على ما تبقى من السياحة - أ ف ب
بعد حادثة تفجير الطائرة الروسية.. اختطاف الطائرة المصرية قضى على ما تبقى من السياحة - أ ف ب
أكد خبراء في مجال السياحة أن حادث اختطاف الطائرة المصرية، الثلاثاء، سيقضي على ما تبقى من آمال في إحياء قطاع السياحة المصرية المتردي منذ عدة سنوات.

وقالو إن هذا الحادث سيجهض جهود الحكومة المصرية لزيادة أعداد السياح، بعد تزايد المخاوف من ضعف الإجراءات المتبعة في المطارات المصرية ووجود اختراقات أمنية تهدد أرواح المسافرين.

وكانت قوات الأمن القبرصية قد ألقت القبض يوم الثلاثاء على رجل خطف طائرة مصرية بعد إقلاعها من مطار برج العرب بالإسكندرية وأجبر قائدها على الهبوط في مطار لارناكا القبرصي بدلا من مطار القاهرة.

ضعيفة وسيئة


وفي أول تأثير سلبي لحادث اختطاف الطائرة على السياحة المصرية، أعلنت روسيا الثلاثاء، أن استئناف الرحلات الجوية مع مصر أصبح أمرا غير مقبول، ولا يمكن الحديث بشأنه بعد تعرض طائرة مصر للطيران للاختطاف من مطار برج العرب.

وقال النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي "فرانس كلينتسيفتش"، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "بعد حادث اختطاف الطائرة، أصبح الحديث عن بدء محادثات لاستعادة الرحلات الجوية مع مصر غير مقبول وغير وارد بشكل قطعي، فمن الواضح الآن أنهم مصر غير مستعدين لضمان سلامة سياحنا".

وأضاف كلينتسيفتش: "الأولوية المطلقة يجب أن تعطى للأمور الأمنية، موضحا أن إنعاش الحركة الجوية بين مصر وروسيا يمكن أن يحدث فقط عندما يتم ضمان سلامة السياح الروس بشكل جاد، وحتى الآن فمن الواضح أن الوضع هناك ليس كذلك".

وقال نائب رئيس لجنة مجلس النواب للشؤون الدولية، "ليونيد كلاشنيكوف"، إن الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية ضعيفة وسيئة، محذرا من أن المشكلات الأمنية في المطارات يمكن أن تقطع مصر عن العالم الخارجي. 

وكانت روسيا قد أعلنت في مطلع نوفمبر الماضي تعليق الرحلات الجوية مع مصر، بعد تفجير طائرة ركاب روسية فوق سيناء، بعيد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصا.

محاولات لتقليل الخسائر


وأصدرت وزارة السياحة بيانا، الثلاثاء، بشأن اختطاف طائرة مصر للطيران، أعلنت فيه أن الوزير يحيى راشد عقد اجتماعا الثلاثاء مع شركة الدعاية الدولية "جيه دبليو تي" التي تعاقدت معها الحكومة للترويج للسياحة المصرية؛ لتقييم الوضع الحالي، والاتفاق على كيفية معالجة تداعيات حادث اختطاف الطائرة. 

وطلب راشد من الشركة التواصل مع منظمي الرحلات في الدول الغربية، ووضع خطة فورية للتعامل مع وسائل الإعلام الدولية، وتوضيح حقيقة حادث الاختطاف.

وأشارت الوزارة في بيانها، الذي تلقت "عربي21" نسخة منه، إلى أن الحكومة المصرية تعدّ أمن والمسافرين وسلامتهم أهم أولوياتها دائما، مؤكدة أن الإجراءات الأمنية في مطار برج العرب كانت على أعلى درجات الكفاءة والحذر.

وأعربت الوزارة عن تقديرها البالغ لطاقم الطائرة الذي تعامل بحرفية شديدة واقتدار مع الموقف، ووضع سلامة الركاب كأولوية قصوى، وبما يتفق مع المعايير الدولية للطيران".

أين الأمن ياناس؟ 

وقال رئيس جمعية مستثمري جنوب سيناء، هشام علي، في تصريحات صحفية إن تداعيات الحادث ستظهر خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى اعتقاده بأن يثير هذا الحادث المزيد من المخاوف في أذهان السائحين، خاصة بعد الهجمات الإرهابية التي ضربت مطار بروكسل الأسبوع الماضي. 

من جانبه، أكد رجل الأعمال كامل أبو علي، أن اختطاف الطائرة المصرية سيكون له أثر سلبي للغاية على ما تبقى من حركة السياحة المصرية خلال الفترة المقبلة، مطالبا الحكومة بتكثيف حملاتها الترويجية في الدول المصدرة للسياحة المصرية وتحسين الصورة الذهنية لمصر.

وطالب أبو علي الحكومة بالإسراع في تأسيس شركة متخصصة لتأمين المطارات يشرف عليها خبراء أجانب، حتى تعطي مصر مصداقية أمام العالم، وتؤكد أن الدولة جادة في تنفيذ عمليات تأمين السياح والمسافرين بشكل كامل.

وانتقد صلاح عبد المعبود، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور السلفي، ضعف الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية التي تسببت في اختطاف الطائرة المصرية، وتساءل عبر "توتير" قائلا: "أين الأمن ياناس؟ هل السياحة ناقصة؟ هل أصبح اختراق المطارات سهلا لهذه الدرجة؟!".

وقال باسم حلقة، الخبير السياحي: "إن هذه الحادثة رسخت في أذهان السياح أن إجراءات التأمين في المطارات المصرية غير كافية، متوقعا أن يكون لهذا الحادث تأثير كارثي على الحركة السياحية المتدهورة أصلا منذ خمس سنوات تقريبا".
التعليقات (0)