تحدثت مصادر ميدانية في
القلمون، بريف دمشق الشمالي، عن إطلاق القيادة العسكرية الروسية في
سوريا، عروضا موجهة إلى الفصائل المقاتلة والمدنيين من أبناء بلدات المنطقة، تهدف لإغرائهم، بواسطة رجال أعمال موالين للنظام السوري، بالانتساب والتطوع ضمن مجموعات مسلحة تابعة للقوات الروسية، بحوافز ومرتبات وضمانات أخرى.
وقال الناشط الإعلامي أحمد اليبرودي، في حديث لـ"عربي21"، إن القوات الروسية أطلقت نظام "
مصالحة" في القلمون، حيث قدمت عروضا لكل كتائب الثوار، فضلا عن المدنيين ممن تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، وقادرين على حمل السلاح.
وبموجب العرض الذي نقله رجل الأعمال جورج الحسواني، الذي يحمل الجنسيتين السورية والروسية، تتعهد القوات الروسية بالعفو الكامل عن التهم كافة الموجهة من النظام السوري، بشرط انضمامهم للقوات الروسية العاملة في منطقة القلمون.
لكن اليبرودي رأى أن هذه المصالحات الروسية تستهدف "جمع المرتزقة للقتال ضمن صفوف قوات حكومة طهران على الأراضي السورية، مقابل مرتب شهري يقدر بحوالي 60 ألف ليرة سورية، أي ما يقارب 150 دولارا أمريكيا، قابل للزيادة حتى 1500 دولار بما يتناسب مع القدرة القتالية والخبرة العسكرية للشخص"، مؤكدا أن هذا المشروع يمر حاليا بمرحلة المفاوضات.
وأشار اليبرودي إلى أن هناك بعض التجاوب ممن وصفهم بـ"شبيحة" المنطقة من بعض أهالي القلمون، المنتسبين بالأساس إلى مليشيات الدفاع الوطني أو الحرس الجمهوري، حيث ترك عدد من هؤلاء مواقعهم وسجلوا أسماءهم لدى الحسواني.
ويشار إلى أن الحسواني، المدرج على قوائم العقوبات الأمريكية والأوروبية بسبب دوره في دعم النظام السوري، ورد اسمه كمسؤول عن عقد صفقات شراء النفط من تنظيم الدولة لصالح النظام.
وبحسب معلومات أولية، فإن المتطوعين السوريين سوف يتلقون تدريباتهم من مستشارين وضباط روس، ضمن معسكرات تدريب في ريف دمشق الغربي، على بعد خمسة كيلومترات من مركز العاصمة دمشق، وذلك بالقرب من أحد التجمعات السكنية التي خصصت مؤخرا للمجندين والضباط المبعوثين من إيران.
ونشرت صفحات موالية للنظام السوري، يديرها متطوعون ضمن قواته، صورا لمجموعة من القادة العسكريين، قالوا إنهم من الضباط الروس ومعهم بعض المقربين من النظام، في مدينة التل بريف دمشق، وهي المدينة التي سبق أن عقدت هدنة مع النظام.
وأكد مصدر عسكري لـ"عربي21" أن أحد المرافقين للوفد الروسي، هو أمين شعبة الحزب في مدينة التل ورئيس بلديتها، المعروف بـ"أبو ناظم"، وهو من أبناء بلدة حفير الفوقا في القلمون، والمعروف بولائه للنظام السوري، حيث يعتبر المحرك الأساسي في تشجيع شبان القلمون على التطوع ضمن صفوف مليشيات الدفاع الوطني، بعد إغرائهم بالمكاسب المادية والمعنوية، كما كان ذراعا لفروع المخابرات في بلدة حفير الفوقا، حيث عمد إلى تخويف الأهالي وإجبارهم على تسليم أبنائهم من المطلوبين للخدمة العسكرية، للزج بهم في جبهات القتال.