سياسة عربية

تنظيم الدولة يتوسع في ليبيا.. ومخاوف من انهيار حكومة الوفاق

سيطر عناصر التنظيم لساعات على مبان عدة في وسط صبراتة بينها مديرية الأمن - أرشيفية
سيطر عناصر التنظيم لساعات على مبان عدة في وسط صبراتة بينها مديرية الأمن - أرشيفية
قالت السلطات المحلية، الأربعاء، إن مسلحي تنظيم الدولة دخلوا وسط مدينة صبراتة في غرب ليبيا لفترة قصيرة، وذبحوا 11 من أفراد القوات الأمنية المحلية، وقتلوا ستة آخرين، أثناء اشتباكات ليلية مع ألوية عسكرية محلية، ثم انسحبوا، وسط مخاوف من ألّا ترى حكومة الوفاق النور.

وقال مجلس بلدية صبراتة -في بيان- إن القتال بدأ عندما هاجمت ألوية عسكرية محلية -التي تضم العديد من جماعات المعارضة السابقة، وشاركت في الانتفاضة التي أطاحت بحكم معمر القذافي في عام 2011- ما يشتبه أنها معاقل للدولة على بعد 15 كيلومترا جنوب المدينة.

وجاء في البيان: "استغل عناصر التنظيم الفراغ الأمني الحاصل في وسط المدينة، وانتشروا داخلها، وبفضل الله وجهود الخيرين، تم دحرهم إلى خارج المدينة."

وسيطر عناصر التنظيم لساعات على مبان عدة في وسط صبراتة، بينها مديرية الأمن.

وقال رئيس بلدية صبراتة، حسين الزوادي، إن ستة من أفراد ألوية محلية قتلوا في اشتباكات مساء  الثلاثاء، بينما ذبح 11 آخرون عندما دخل عناصر التنظيم مبنى مديرية الأمن في وسط المدينة، قبل أن تطردهم الألوية.

وكان طاهر الغرابلي، رئيس المجلس العسكري للمدينة، الذي يضم جماعات مسلحة، ويشكل القوة الأمنية الرئيسية في صبراتة، قال في مداخلة تلفزيونية بعيد سيطرة التنظيم على وسط المدينة عند منتصف الليل إن الجهاديين "دخلوا (...) واستولوا على مديرية الأمن وبعض المناطق".

وأضاف: "لديهم خلايا نائمة استغلت الفراغ الأمني"، مضيفا أن عدد مسلحي التنظيم في وسط صبراتة تراوح من 150 إلى 200 مسلح.

القبض على عناصر التنظيم

وفي وقت متأخر الأربعاء، قالت قوة الردع الخاصة، وهي فرقة مسلحة تتمركز في طرابلس ومنوطة بمكافحة الإرهاب، إنها ألقت القبض على ثلاثة من أعضاء تنظيم الدولة في إحدى ضواحي العاصمة، منهم أمير التنظيم في صبراتة، محمد سعد التاجوري، المعروف باسم "أبو سليمان".

وتم إلقاء القبض أيضل على المنسق أحمد دحيم الملقب بـ"أبو حمزة التاجوري" والمكلف بالمهام اللوجستية للتنظيم.

وقال مصدر أمني من مدينة الزنتان الغربية، الأربعاء، إن السلطات وافقت على علاج خمسة أفراد مصابين من الفرق المسلحة في صبراتة، وهو مؤشر على أن الزنتان وصبراتة مستعدتان للتعاون ضد تنظيم الدولة.

وكانت المدينتان على طرفي نقيض في صراع ما بعد القذافي؛ حيث أيدت الزنتان حكومة برلمان طبرق، فيما كانت قوات صبراتة ضمن الأطراف الداعمة لحكومة طرابلس. 

وقال الزوادي، رئيس بلدية صبراتة، إن البلدات المحلية والمدن -بما فيها الزاوية وصرمان- عرضت تقديم الدعم ضد الدولة، وإن صبراتة طلبت من الزنتان وبلدتين أخريين ممرات طرق الإمدادات للمتشددين على طول الطرق الصحراوية.

مئة نائب لحكومة الوفاق 

سياسيا، أصدر مئة نائب ليبي من أعضاء برلمان طبرق بيانا، أعلنوا فيه موافقتهم على التشكيلة الوزارية المقترحة لحكومة الوفاق الوطني وعلى برنامجها الحكومي.

وصدر بيان النواب بعدما عجز البرلمان الليبي الثلاثاء عن التصويت على منح الثقة للحكومة، عقب فشله في تأمين النصاب القانوني للجلسة (99 نائبا).

لكن النواب الموقعين على البيان قالوا إنهم منعوا في جلسة الثلاثاء "بالقوة من إجراء التصويت"، وتعرضوا "للتهديد"؛ لمنع عملية التصويت، مطالبين بنقل جلسة التصويت المقبلة من طبرق في شرق ليبيا إلى مكان آخر.

وتحتاج الحكومة إلى أصوات 99 نائبا للحصول على ثقة المجلس النيابي، بحسب ما تؤكد رئاسة البرلمان.

وفي ليبيا سلطتان تتنازعان الحكم منذ أكثر من عام ونصف، وتدفع الأمم المتحدة -ومعها الدول الكبرى- إلى توحيد هاتين السلطتين في حكومة الوفاق الوطني، على أن تتركز المهمة الرئيسة على مواجهة تصاعد الخطر الجهادي المتمثل في تنظيم الدولة الإسلامية.
التعليقات (0)