صحافة دولية

التايمز: استقبال فاتر للسيسي وسياساته تفرخ العنف

التايمز: تقييد السيسي للمعارضة يخلق جيل السخط القادم - أرشيفية
التايمز: تقييد السيسي للمعارضة يخلق جيل السخط القادم - أرشيفية
غطى الإعلان البريطاني عن فعل إرهابي ممكن لحادث تحطم الطائرة الروسية على زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي جاء إلى بريطانيا ليؤكد عزمه على مواصلة قتال الإرهاب. 

وتقول صحيفة "التايمز" البريطانية في افتتاحيتها: "وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى لندن هذا
الأسبوع بنية الترويج لمصر، كونها حليفا للغرب في الأزمات التي تمر بالشرق الأوسط. وبدلا من ذلك، فقد تعثر في خلاف دبلوماسي مع بريطانيا، حول سبب انفجار الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء".

وتضيف الصحيفة: "لم تتميز الزيارة بالابتسامات ومصافحة قوية للأيدي، ولكنها تميزت بنوع من الغضب البارد. وتزعم مصر بأن بريطانيا عرفت التورط الإرهابي في تحطم الطائرة، لكنها فشلت في تمرير المعلومات وبشكل سريع. وسارعت بإلغاء الرحلات التجارية لوجهة السياح البريطانيين الرئيسية إلى شرم الشيخ، وأرسلت فريقا أمنيا إلى المطار هناك". 

وتشير الافتتاحية إلى أن القاهرة ترى أن التحرك البريطاني لا يحترم مصر، ووصفته بـ"المتعجل وغير الضروري". وفي الوقت الذي تحاول فيه مصر تشجيع الاستثمار البريطاني، فإن الحكومة وجهت ضربة قوية لأهم مصدر للعائدات المصرية، وهو السياحة.

وتجد الصحيفة أن "تأخر بريطانيا بتحذير مصر لم يقصد منه التوبيخ، بقدر ما كان مجرد التباس؛ ولهذا فإن قرار الحكومة تحذير البريطانيين بعدم السفر إلى سيناء مبرر؛ فالمنطقة خطيرة".

وترى الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، أن "تحطم الطائرة وبطريقة مروعة جلب معه الرسالة الرئيسية للرئيس المصري، التي تقول إن على القاهرة أن تكون شريكا كاملا في الحرب على الإرهاب. فقد انتقل المتشددون إلى سيناء لملء الفراغ بعد الثورة المصرية عام 2011. وتم استخدام طرق التهريب التقليدية فيها لتخزين الأسلحة من ليبيا والسودان. وبدء حركة تمرد حولت منطقة شمال سيناء إلى قاعدة لضرب كل من مصر وإسرائيل. ولا يمكن للدولة المصرية ترك منطقة واسعة في أيد معادية، ولا يمكن للغرب تجاهل مخاطرها أيضا".

وتبين الصحيفة أن هناك نقاشا قويا للتعاون مع مصر، ليس في سيناء، ولكن في ليبيا المنهارة. وتقول الصحيفة إن "من مصلحة بريطانيا العليا أن تساعد على جلب الاستقرار لهذه المناطق المضطربة، وليس منع تدفق المهاجرين. ولكن يجب ألا يتعامى تعاملنا مع الحكومة المصرية عن الانتهاكات التي تمارسها ضد حقوق الإنسان".

وتلفت الافتتاحية هنا إلى أرقام منظمة "هيومان رايتس ووتش"، التي قالت إن السلطات المصرية سجنت وحاكمت أو احتجزت 41 ألفا على الأقل في الفترة  ما بين تموز/ يوليو 2013 ونيسان/ إبريل 2014. والسبب الرئيسي لاحتجازهم هو مزاعم تأييدهم للإخوان المسلمين، وتم رمي المعارضة العلمانية في السجن أيضا بالإضافة إلى الصحفيين. وصدرت أحكام الإعدام على مئات الناشطين المعادين للنظام. وناقش الرئيس في لقاء يوم أمس قائلا إن الإجراءات المشددة كانت ضرورية لوقف الإرهاب.

وتعلق الصحيفة: "لا أحد ينكر معاناة مصر من مشكلة إرهابية، لكن تقييد السيسي للمعارضة، وتردده في التسريع بعمليات الإصلاح، يخلقان جيل السخط القادم".

وتفيد الافتتاحية بأن "بريطانيا تريد مصر مستقرة، لا تقوم فقط على تكميم النقد، ولكن التحول باتجاه ديمقراطية واثقة من نفسها. وألا تستمع القاهرة لهذا النقد من السعودية، التي تدفع المال لها، أو من روسيا، ويجب على بريطانيا أن تؤدي دور الصديق الناقد".

وتصف الصحيفة الوضع في لندن بأنها شهدت "أسبوعي الرجل القوي"، حيث سبق السيسي الرئيس الصيني شي ينبنغ ورئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف. ولكل بلد من هذه البلدان سجل سيئ في اضطهاد شعبها، ومع ذلك تمثل كل منها قيمة لبريطانيا. 

وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن "على مصر أن تفهم أن القيمة الاستراتيجية ليست كافية، فعليها أن تظهر التزاما بالحكم العادل يتصدى لمشكلات المجتمع. وفي الوقت الذي يقاتل فيه السيسي الجهاديين، إلا أن سياساته الانقسامية خلقت أرضية لتفريخ سياسة العنف".
التعليقات (0)