منذ انطلاق الانتفاضة
الفلسطينية الثالثة مع بدء الشهر الجاري، ومواقع التواصل الاجتماعي تضج بـ"هاشتاغات" مناصرة لها، وداعية إلى شحذ الهمم وحشد الطاقات لمقاومة المحتل، وتوثيق جرائمه بالكتابة والصوت والصورة، ونشرها بعدة لغات.
ولم يكن الاحتلال الإسرائيلي بعيدا عن متابعة "انتفاضة
مواقع التواصل الاجتماعي" كما أطلق عليها البعض، أو "
انتفاضة الهواتف الذكية" كما وصفها آخرون، ليعلن عن تأسيس وحدة خاصة لتعقب ما أسماها "النوايا الجنائية" في إشارة إلى من ينوون القيام بعمليات ضد جنوده، ويلمحون إلى ذلك، أو يصرحون، في كتاباتهم عبر مواقع التواصل.
وكان العديد من الشهداء الفلسطينيين الذين قاموا بعمليات طعن ضد جنود الاحتلال، قد ألمحوا بالفعل من خلال منشوراتهم في "
تويتر" أو "
فيسبوك" عن رغبتهم في نيل الشهادة، وذلك قبيل قيامهم بعملياتهم، ومنهم الشهيد مهند الحلبي.
ملايين المتابعين
وبحسب المدون والناشط خالد صافي؛ فإن بعض الوسوم مثل (#الانتفاضة_الفلسطينية_الثالثة) و(#الضفة_تنتفض) و(#الانتفاضة_انطلقت)، استطاعت خلال الساعات الأولى من إطلاقها؛ تحقيق أرقام عالية في النشر والتمرير، كاشفا أن عدد التغريدات على الوسوم المعتمدة تجاوزت 20 ألف تغريدة خلال الأيام الأربعة الأولى، وتابعها أكثر من خمسة ملايين من رواد مواقع التواصل حول العالم، معظمهم من الوطن العربي وبعض الدول الأوروبية وأمريكا.
وضجت حسابات النشطاء بالعديد من المقاطع المرئية والصور التي ترصد وتوثق جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، بهدف الكشف عن انتهاكات الاحتلال المستمرة لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى توفير مادة إخبارية لوسائل الإعلام المختلفة من قلب الحدث.
وخلال رصده لتدوينات النشطاء في تعاطيهم مع الأحداث بالضفة والقدس المحتلتين؛ أشار صافي إلى وجود حالة من الذوبان والتماهي الوطني للانتصار للحق الفلسطيني، بعيدا عن القناعات والميول الحزبية، موضحا أن التغريدات في مجملها كانت ممزوجة باسم فلسطين فقط.
وقال لـ
"عربي21" إن "الشهادة لا تعرف تنظيما، فهي تسري في الدم، وتستقر في الروح"، لافتا إلى أن تغليب المصلحة الوطنية من شأنه أن يشحذ "الهمم ويقوي الجبهة الداخلية في مواجهة المحتل".
تطوير الحراك الإلكتروني
من جانبه؛ قال الناشط المجتمعي محمد أبو القمبز، إن "إنجاح الهبة التفاعلية والانتصار المعنوي لأهلنا في القدس والضفة الغربية؛ لا بد أن يتم بحالة من التشبيك والتواصل مع النشطاء المختلفين في الميول، المتوحدين في المبدأ والهم الوطني والخط النضالي".
وأضاف لـ"
عربي21": "من الضروري التنبه للمحتوى المنشور ومدى دقته، للحصول على تفاعل أعلى يكون بمثابة قوة ضاغطة على المحتل".
أما الناشطة الشبابية دعاء عمار؛ فقالت إن زخم التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، يختلف باختلاف التوجهات والأحداث.
وبينت لـ"
عربي21" أن "بعض الحملات تنجح ويتفاعل معها الناس، وبعضها الآخر يفشل، وخاصة في ظل الانشغال العربي بالواقع المرير الذي يمر به"، مؤكدة أن "فضح جرائم الاحتلال بعين الحقيقة ومداد الواقع؛ يحتاج إلى جهود جبارة".
ولفتت إلى ضرورة أن لا يقتصر التواصل على النشر الإلكتروني، "بل يجب أن يتطور ليصبح حراكا على الأرض، ليكون بذلك أكثر جدوى"، مشددة على أهمية أن يكون الخطاب موحدا ومكثفا، ويعتمد على الحقائق، ويراعي اختلاف الجماهير، سواء العربية أو الغربية.