تمت صباح الثلاثاء؛ صفقة لتبادل للأسرى بين وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة، جرى بموجبها تبادل ثمانية أسرى لدى كلا الطرفين في مدينة تل براك في
الحسكة، شمال شرق
سوريا.
وكشف مصدر خاص لـ"
عربي21"؛ أن عملية تبادل
الأسرى تمت فجرا في إحدى قرى تل براك بريف الحسكة الشرقي، وذلك بعد مشاورات استمرت لأيام توصل خلالها الطرفان لاتفاق، بمساعدة وسطاء من العشائر العربية والكردية في المنطقة.
وبحسب المصدر، فقد تم الإفراج عن ثمانية أشخاص من
تنظيم الدولة، بينهم مهاجرين يحملون جنسية أجنبية ومدنيين كانوا معتقلين لدى القوات الكردية بتهمة التعاون مع التنظيم.
وفي المقابل، أطلق تنظيم الدولة سراح ثمانية أشخاص من
الأكراد، بينهم المصور الصحفي "مسعود عقبل"، العامل في شبكة "روداو" الإخبارية الكردية، الذي كان معتقلا لدى التنظيم منذ 16 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن "غالبية أسرى تنظيم الدولة لدى الوحدات الكردية تم القبض عليهم خلال المعارك الأخيرة في محافظة الحسكة، بعد طرد التنظيم منها مؤخرا".
وأكد المصدر أنه لا يزال بعض الأسرى والموقوفين محتجزين لدى الطرفين، وأن من بين الموقوفين مراسل قناة "رواد"، فرهاد حمو، بعد اختطافه بريف القامشلي قبل تسعة أشهر.
وأشار المصدر إلى أن "هدف وحدات حماية الشعب الكردية في المرحلة الراهنة هو إطلاق سراح أكبر عدد من المعتقلين المدنيين، خصوصا أن التنظيم يقوم باعتقالهم من أجل الضغط علينا"، حسب قوله، مضيفا: "التنظيم ينتقم من خسائره في الكثير من الأحيان بتصفية المدنيين الذين يعتقلهم".
من جانبه، قال يوسف عواس، وهو أحد المفرج عنهم، لـ "
عربي21"، إنه لم يتوقع الخروج من سجن تنظيم الدولة، "قد تعرضت لشتى أنواع التعذيب والإهانة" في سجون التنظيم، بحسب قوله.
وأضاف عواس أنه رأى عشرات النساء والشبان المعتقلين، وهم يعاملون معاملة سيئة لا تمت للإنسانية والإسلام بشيء، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن التنظيم يسعى لتحطيم معنويات المعتقلين داخل سجونه، وذلك بتهديدهم بالموت داخل السجون، ووصفهم بالتكفيريين والعملاء، بسبب تأييدهم للوحدات الكردية، ومساعدتها في السيطرة على المنطقة، "حسبما يقول التنظيم".
وأكد الناشط الميداني ياسر العواد؛ أن التنظيم رفض خلال الفترة السابقة محاولات قوات حماية الشعب الكردية لعقد صفقات تبادل أسرى لعناصره من "الأنصار" (السوريين)، على عكس ما كان يقوم به من مبادرات لإطلاق سراح عناصره "المهاجرين" (الأجانب) الذين قبضت عليهم وحدات الحماية.
وأوضح العواد أن ضغط عائلات الأسرى على التنظيم، وحالة التململ نتيجة الخسائر المتكررة، دفع التنظيم إلى تقديم بادرة حسن نية لهم من خلال إطلاق سراح عدد من عناصره، بحسب تقديره.