سياسة عربية

زعيم الاستقلال سيستقيل بعد خسارته أمام ابن كيران (فيديو)

حميد شباط أمين عام حزب الاستقلال وعد بالاستقالة في حالة عدم فوزه في الانتخابات ـ أرشيفية
حميد شباط أمين عام حزب الاستقلال وعد بالاستقالة في حالة عدم فوزه في الانتخابات ـ أرشيفية
فجرت اللجنة التنفيذية (أعلى هيئة تنفيذية) لحزب الاستقلال (المعارض) قنبلة من العيار الثقيل، حينما أعلنت أن أمين عام الحزب والعمدة السابق لمدينة فاس، حميد شباط، سيقدم استقالته في الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني (برلمان الحزب) الذي سيعقد الشهر المقبل، كما فتحت الباب لعقد مؤتمر استثنائي للحزب في بداية 2016.  

اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال استمر يومي الجمعة والسبت، جاء لمناقشة تداعيات نتائج انتخابات 4 أيلول /سبتمبر، التي تراجع فيها الحزب مقابل تقدم واضح لحزب العدالة والتنمية.

مصدر قيادي في حزب الإستقلال، اعتبر أن "الحزب قرر بعد لقاء لجنته التنفيذية الطويلة والنقاشات المعمقة، طرح جميع خيارات الحزب على أنظار المجلس الوطني في دورته التي قررنا أيضا الدعوة إليها لنضع الإخوان أمام جميع الإحتمالات".

وتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح لـ"عربي21"، أن "الخيارات سيكون من بينها تقديم الأمين العام للحزب استقالته بين يدي المجلس الوطني، امتثالا منه لوعد قطعه على نفسه، وأمام الاستقلاليين".

وأضاف أن الإستقالة سيحسم فيها برلمان الحزب، كما أنه سيناقش قضية مستقبل مواقف الحزب، إما الإستمرار في المعارضة أو الإنتقال إلى مساندة الحكومة، وعلى كل حال فالأمر موكول للمجلس الوطني فهو صاحب السلطة".

واعتبر أن مساندة حكومة عبد الإله بنكيران نقديا أو البقاء في معارضتها، "سيكون على جدول أعمال المجلس الوطني المقبل، الذي حدد له موعد 17 أكتوبر المقبل".

وأفاد أن "التحالفات وتقييم الإنتخابات الجماعية والجهوية كلها مواضيع مطروحة على طاولة نقاش المجلس الوطني".

وتلقى حزب الإستقلال صفعتين قاسيتين في هذه الإنتخابات، الأولى عندما احتل الحزب مرتبة ثالثة، مسبوقا بحزب العدالة والتنمية، في وقت كان يراهن فيه الحصول على المرتبة الأولى، و من ثم الضغط على حزب العدالة والتنمية من أجل انتخابات سابقة لأوانها.

الصفعة الثانية، كانت من خلال خسارة الحزب مدينة فاس، التي كانت تعتبر قلعة حزب الاستقلال التاريخية، والتي بسط الحزب يده على تسييرها منذ 1993، قبل أن يتلقى هزيمة كبيرة من طرف حزب العدالة والتنمية، الذي حصد 75% من أصوات الناخبين بالمدينة.

إلى ذلك قالت اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال في بيان أصدرته السبت، أن "جميع الخيارات التي سبق للمجلس الوطني أن حسم فيها، تظل قائمة إلى أن يقرر ما يخالف ذلك".

وأضاف بيان الحزب الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه، "بخصوص المسلسل الإنتخابي قررت قيادة الحزب إنجاز تقييم شامل يستند إلى نقد ذاتي يشمل الجوانب الموضوعية والذاتية و يقترح المخارج و الحلول للتعامل مع المستقبل المنظور".

وتابع "كما ناقشت اللجنة التنفيذية ما سبق للأخ الأمين العام أن تحدث عنه في شأن تقديم استقالته من الأمانة العامة للحزب، وقررت قيادة الحزب طبقا لمنطوق مقتضيات النظام الأساسي للحزب دعوة المجلس الوطني للحزب إلى عقد دورته العادية في 17 أكتوبر 2015".

وكان حميد شباط قد وضع نفسه في موقف محرج، إن لم يف بوعد التزم به أمام ملايين المغاربة، خلال حلوله ضيفا على برنامج "ضيف الأولى"، حين أكد طموحه لتصدر الانتخابات، وقوله: "إذا لم آت في المرتبة الأولى سأوقع استقالتي وأقدمها، لأن الحزب قام بالمؤتمر والتغيير من أجل تحقيق المرتبة الأولى".

وأضاف شباط في هذا السياق: "من الناحية التنظيمية، والاستعدادات على المستوى الوطني، الحزب سيكون الأول في الإنتخابات الجماعية والجهوية"، مضيفا: "إذا لم نحصل على هذه المرتبة سأقدم استقالتي من الأمانة العامة لحزب الاستقلال".

وسجل الحزب أن جدول أعمال لقاء برلمان الحزب، يتضمن تقييم المسلسل الإنتخابي وانتخاب اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام للحزب الذي يجب أن ينعقد في مطلع السنة المقبلة".

 كما قررت اللجنة التنفيذية أن يبقى اجتماعها مفتوحا للتعامل في حينه مع ما قد يستجد من تطورات".

وأكدت "اللجنة التنفيذية في هذا الشأن أن الخيارات التي سبق للمجلس الوطني أن حسم فيها تظل قائمة وسائدة إلى أن يقرر المجلس الوطني ما يخالف ذلك".

من جهة ثانية دخل حزب الاستقلال في استعداداته لمؤتمره المقبل، حيث قررت قيادته دعوة المجلس الوطني لانتخاب اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام، الذي يجب أن ينعقد مطلع السنة المقبلة، مشيرة إلى أن جدول أعمال دورة "برلمان الحزب" ستخصص كذلك لتقييم المسلسل الإنتخابي.

حزب الإستقلال يعد أكبر حزب معارض في المغرب، للحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية ورئيسها عبد الإله ابن كيران، وهو أقدم حزب سياسي في البلاد، ومنه خرجت أحزاب الحركة الوطنية، وهو حزب تشكل في 1934 وناضل ضد الاحتلال الفرنسي.

                              
التعليقات (0)