سياسة عربية

كاتب شيعي لبناني لجمهور حزب الله: أوقفوا نهر دمائكم

الكاتب اللبناني الشيعي عماد قمحية - أرشيفية
الكاتب اللبناني الشيعي عماد قمحية - أرشيفية
وجه كاتب لبناني ينتمي للطائفة الشيعية، رسالة إلى جمهور حزب الله، دعاه إلى إعطاء النصيحة لقيادة الحزب، بالتوقف عن هدر أيّ نقطة دم جديدة، في زمن التسويات الكبرى، وفق تعبيره.

كما دعا الكاتب عماد قميحة جمهور حزب الله إلى إعادة النظر بشعارات الحزب ومناقشة ونقد تجربته ومسيرته.

واستهل الكاتب قميحة في رسالته التي عبر عنها في مقال نشر على موقع "جنوبية" اللبناني الإخباري، مخاطبا جمهور حزب الله قائلا: "أعرف تماما مدى التعلق والحب الذي تكنّونه لقيادة حزب الله وعلى رأسهم سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله، وأعرف أيضا أنّ قيادة الحزب لا تريد بكم أو باللبنانيين إلا الخير الذي تشخصه هي، الذي تعتبر أنّ فيه سعادتكم بالدنيا والآخرة، وأنّ هذه القيادة لا تألو أيّ جهد يمكن أن يساهم في رفعة شأنكم وتأمين متطلباتكم الحياتية، وهي حريصة كل الحرص بألا ترمي شبابنا في التهلكة أو أن تتساهل، لا سمح الله، بقطرة دم واحدة من دمائكم، إلا من أجل أهداف سامية تراها هي أنها تستحق بذل الدماء والأرواح في سبيلها".

ورأى الكاتب أنّ "هناك مسؤولية شرعية ووطنية هي برقبة كل واحد منكم على حدة، وأنّ كلّ واحد فيكم هو مسؤول أيضا أمام الله وأمام التاريخ بأن يكون لديه وجهة نظر أو ملاحظة أو أمر بمعروف يأمر به حتى القيادة، فلا يكفي هنا هذا الاطمئنان لحسن نوايا القيادة، أو حتى اليقين بها لتنزاح المسؤولية عن كاهل أحدكم ورميها على أكتاف القيمين وأولي الأم".

ولفت قميحة في رسالته إلى الاتفاق النووي الإيراني، قائلا: "لقد حصل في 2 نيسان الماضي أن توصلت الجمهورية الإسلامية والدول الكبرى وعلى رأسهم أمريكا إلى اتفاق تاريخي بينهم، والحمد لله أن قيادة الجمهورية الإيرانية قد وفقت إلى ما فيه مصلحة شعبها وجمهورها، الذي لا نكن له إلا كل الخير، وأخذت خيارها التاريخي هذا بالمصالحة مع المجتمع الدولي لما رأت فيه خير شعبها وناسها، ولا يسعنا في هذا المجال إلا أن نبارك لهم هذه الخطوة الجبارة التي سوف تطوي عقودا من الصراع والاشتباك، الذي تحملنا نحن شيعة لبنان حصة كبيرة منه، وساهمنا بالكثير الكثير من دمائنا وجهودنا من أجل الوصول إلى هذه الخاتمة السعيدة، عبر التعاون المشترك بيننا وبين إيران، لما فيه مصلحة مشتركة لا لبس فيها ، فحررنا أرضنا وجنوبنا الحبيب بفضل مساعدتهم، وكذلك هم قد حسنوا من شروط اتفاقهم بفضل الاعتماد على قوتنا كحلفاء لهم".

ورأى أن هذا الحدث التاريخي الكبير والتحول العظيم، لا بدّ أن "يلقي بظلاله على ساحتنا وبين ظهرانينا وفي بلدنا أيضا، فكما كنا خلال أيام الصراع شركاء حقيقيين، كذلك يجب أن نكون أيام الرخاء شركاء حقيقيين".

وواصل الناشط اللبناني بقوله: "وبالتالي فإنّ هذا التحول العظيم والإيجابي قد لا تستطيع قيادة حزب الله في لبنان أن تسير به وأن تخطو أولى خطواته، ليس بسبب عدم قناعتها به أو عدم استساغتها له، أو لعدم الرغبة، لا سمح الله، منها بإنهاء حالة المعاناة والتضحيات عندكم، وإنما بسبب ما يستوجبه هذا التحول الكبير من التخلي عن الكثير الكثير من الأدبيات التي طالما صدحت بها قيادتكم، والاستغناء عن الكثير الكثير من الشعارات التي أسست فيكم لثقافة تخدم تلك المرحلة البائدة".

ونوه الكاتب بناء على ما سبق، إلى أن "قيادة حزب الله هي في وضع محرج جدا معكم، وبمكان لا تحسد عليه أمامكم، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار المعلومات التي تقول إنّ قيادة حزب الله لم تكن تتوقع حصول هذا الاتفاق المبارك".

ويعتقد الإعلامي اللبناني أنّ "السيد حسن نصرالله هو الآن في أمسّ الحاجة إلى مساعدتكم ومدّ يد العون له، وإعانته من أجل العبور الآمن إلى المرحلة الجديدة، عبر خلق رأي عام يساهم في التخفيف من وطأة القرارات الجديدة التي يجب أن تؤخذ وفق المتغيرات الحاصلة". 
 
وتوصل الكاتب عبر مخاطبة جمهور حزب الله إلى أنه "من غير المنطقي أن تسير إيران والمنطقة معها نحو تسويات بدأت إرهاصاتها بالظهور في اليمن والعراق، وسوف تصل حتما إلى سوريا ولبنان، في وقت نحن لا نزال نشيّع شبابنا كل يوم، فإذا كان السكوت منكم عن كل هذه التضحيات والدماء هو أمر مفهوم قبل الاتفاق النووي الإيراني الغربي، فإنّ السكوت الآن لا معنى له ولا مبرّر، وقد لا يوضع في خانة الطاعة".

وختم الكاتب عماد قميحة رسالته إلى جمهور حزب الله، معتقدا أن "التكليف الشرعي الآن، هو مساعدة القيادة عبر أمرها بالمعروف والتجرؤ على إعطاء النصيحة بالتوقف عن هدر أيّ نقطة دم جديدة قد تسقط، في زمن التسويات الكبرى".
التعليقات (1)
رياض بركات
الخميس، 20-08-2015 11:35 م
لعنة الله عليك ايها العميل الفاسق الذي لا تساوي مستوى شفرة على الارض في زمن التسويات للكبار