نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلها للشؤون السياسية جيم باتريك، يقول فيه إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون سيعلن عن مراجعة لتحسين الفرص للشباب من الأقليات الإثنية، في محاولة منه لمعالجة ظاهرة
التطرف في
بريطانيا.
ويشير التقرير إلى أنه من المزمع أن يلقي رئيس الوزراء خطابا مهما الإثنين، حول التطرف في برمنغهام، ثاني أكبر مدينة بريطانية، التي يعيش فيها عدد كبير من المسلمين.
وتبين الصحيفة أنه سيكشف عن تكليف المسؤولة الحكومية للشؤون الاجتماعية لويس كيسي، مديرة برنامج "ترابولد فاميليز"، الذي يهدف إلى مساعدة العائلات التي تعاني من مشكلات، ببدء دراسة جديدة.
ويكشف باتريك عن أن كاميرون سيصف المعركة مع التطرف على أنها "نضال هذا الجيل"، بينما يطرح طرقا يأمل أن تساعد الحكومة على التعامل مع الجهادية المنتجة محليا. وسيقول إن هذه المعتقدات "المدمرة والمثيرة" تجذب الشباب، كما فعلت الفاشية والشيوعية في الماضي.
ويذكر التقرير أن كاميرون سيحذر من أن تلك المعتقدات "تغرق" الأصوات الإسلامية المعتدلة القوية، حيث سيقول: "أتباع هذا الفكر يطغون على أصوات المسلمين الأخرى في الحوار الإسلامي، وخاصة أصوات أولئك الذين يحاولون الطعن فيه".
وتلفت الصحيفة إلى أنه يعتقد بأن هناك ما يزيد على 700 بريطاني ذهبوا ليحاربوا إلى جانب
تنظيم الدولة في الشرق الأوسط، مات منهم 60 على الأقل، وعاد عدد كبير منهم إلى المملكة المتحدة، حيث يعدهم الأمن البريطاني مصدر تهديد.
ويذكر الكاتب أن كاميرون سيعود من إجازته الصيفية في شهر أيلول/ سبتمبر، ليواجه قرارا يلوح في الأفق فيما يتعلق بالمشاركة في الحرب الأهلية السورية أم لا.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن رئيس الوزراء قد ألمح خلال عطلة نهاية الأسبوع أنه يريد أن يقوم الطيران البريطاني بالانضمام للحملة الدولية الجوية ضد تنظيم الدولة، ورفع وتيرة عملياته.
وتنقل الصحيفة عن كاميرون قوله إن على بريطانيا أكثر من مجرد تقديم الدعم اللوجستي للهجمات الأمريكية، وأضاف لصحافيي (إن بي سي): "يجب علينا تدمير هذه الخلافة، سواء كانت في العراق أو في سوريا".
ويقول باتريك إن الطيران العسكري البريطاني يقوم بطلعات يومية ضد أهداف لتنظيم الدولة في العراق على مدى العام الماضي، ولكن في سوريا يقتصر فعل الطيران البريطاني على تقديم الدعم للطيران الأمريكي، عن طريق التجسس، وإعادة تزويد الطائرات بالوقود في الجو.
ويعزو التقرير السبب في ذلك إلى التصويت في البرلمان عام 2013، حيث قام حزب العمال بإحباط خطط الحكومة للتدخل في الأزمة السورية، وفي وقتها كان كاميرون يسعى لضرب نظام بشار الأسد؛ عقابا له على استخدامه المزعوم للأسلحة الكيماوية.
وتنوه الصحيفة إلى أنه منذ ذلك الحين فقد تزايدت المخاوف الأوروبية من صعود تنظيم الدولة، الذي يسيطر على أجزاء من سوريا والعراق، أكثر من قلقها بسبب الجرائم التي يرتكبها نظام دمشق. مشيرة إلى أن أي قرار لشن الحرب على سوريا سيحتاج تفويضا من البرلمان في الخريف بعد عطلة الصيف.
ويكشف الكاتب عن أنه قد ظهر الأسبوع الماضي أن بعض الطيارين البريطانيين شاركوا في غارات جوية ضد سوريا؛ بسبب تداخل مهماتهم مع الطيارين الأمريكيين والكنديين.
وينقل التقرير عن رئيس الأركان السابق لورد ريتشاردز، قوله لبرنامج "أندرو مار شو" على "بي بي سي" إن السياسيين لم يستيقظوا بعد على حجم العمل العسكري المطلوب. وأضاف أن هناك حاجة لعملية دولية ضخمة يكون لها مركز قيادة وضبط مناسب، مثل ما كان في الحرب العالمية الثانية.
وتابع ريتشاردز بأن القوى الغربية لم تقم إلى الآن بعملية ضرب حقيقية، وإن ما قامت به هو مجرد مراوغة. مبينا أنه يتفق مع رئيس الوزراء بوجود حاجة "للقضاء على الخلافة"، بحسب الصحيفة.
وبحسب الصحيفة، فقد قال زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار الجديد تيم فارون الأحد الماضي إن على بريطانيا أن تخطو بحذر، قبل أن تنزلق إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط. وأضاف أن هناك خطرا بأن يجر كاميرون وأوباما إلى الأخطاء ذاتها، التي وقع فيها توني بلير وجورج بوش، قبل أكثر من عقد من الزمان.
وبكشف باتريك عن أن مهمة كيسي ستكون تفحص الطرق التي تستطيع بها الحكومة رفع السقف للمجتمعات المحرومة والمعزولة، وتوفير فرص أفضل للشباب من الأقليات الإثنية، وستبحث عن طرق لتشجيع الناس على تعلم اللغة الإنجليزية، وتحسين فرص الحصول على وظائف، والتشجيع على اندماج أكبر في المجتمع.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن كاميرون سينتقد أولئك الذين يقولون بأن السبب وراء الإرهاب هو الفقر، حيث سيقول إن كثيرا من الإرهابيين قد أتى من "عائلات ثرية، وكان متعلما في الجامعات الغربية".