مقابلات

مدير الشبكة السورية: التحالف اعترف بحالة واحدة لقتل مدنيين بسوريا

فضل عبد الغني
فضل عبد الغني
تعد الشبكة السورية لحقوق الإنسان من المؤسسات الحقوقية الناشطة منذ بداية الاحتجاجات السلمية في سوريا، في آذار/ مارس 2011. والشبكة مسجلة في بريطانيا، وتهدف، بحسب القائمين عليها، إلى توثيق الانتهاكات التي تحصل في سوريا كخطوة لمحاسبة مرتكبيها.

"عربي 21" التقت مدير الشبكة فضل عبد الغني، الذي تحدث عن التقارير التي تصدرها الشبكة لتوثيق الانتهاكات في سوريا، لا سيما على يد النظام السوري وتنظيم الدولة، كما تحدث عما جرى مؤخرا على يد وحدات حماية الشعب الكردي. وأشار عبد الغني الى إقرار التحالف الدولي، لمرة واحدة، باستهداف مدنيين في مدينة حارم بريف إدلب بتاريخ 5 حزيران/ يونيو 2014، لكن التحالف اعترف بمقتل شخصين فقط.

وفيما يلي نص الحوار:

* تحدث نشطاء عن استخدام النظام السوري الألغام البحرية مؤخرا في قصف المدنيين، فهل هناك إحصائيات دقيقة وثقتها الشبكة بهذا الصدد؟

- الألغام البحرية، استخدمها النظام  مرتين فقط، مرة في حلب ومرة في اللاذقية، ولم يكن هناك ضحايا. وبالمقابل، النشطاء هولوا من الموضوع، وقالو إنه ذهب بالضحايا، وأصبح أي سلاح يقولوا عنه أنه لغم بحري، ولكننا لم نوثق سوى هاتين الحالتين فقط، بينما حصدت براميل النظام المتفجرة أكثر من 12194 شخصا جراء إلقاء قرابة 5150 برميلا متفجرا على مختلف المدن السورية، أكثر من 96 في المئة منهم (الضحايا) مدنيون، وذلك اعتبارا من فاتح كانون الثاني/ يناير 2012 وحتى الآن، ولم تختلف منهجية ووتيرة النظام في استخدامه البراميل ضد المدنيين بعد صدور قرار مجلس الأمن في 22 شباط/ فبراير 2014.

* ثبت أن النظام استخدم الكيماوي ولمرات عديدة ضد المدنيين في سوريا؟ كيف وثقتم ذلك في الشبكة؟

- النظام استخدم الأسلحة الكيماوية بعد قرارين لمجلس الأمن، أول قرار كان برقم 2118 في 27 أيلول/ سبتمبر 2013. ووثقنا عدد المرات التي انتهك النظام هذا القرار، وكانت حوالي 87 مرة. ومن بعدها صدر قرار آخر في 6 آذار/ مارس 2015. وآخر إحصائية في هذا الخصوص تفيد أن الأسلحة الكيميائية التي استخدمتها قوات الأسد بعد قرار مجلس الأمن 2118 تسببت بمقتل 59 شخصا، بينهم 11 طفلا، وست سيدات، إضافة إلى سبعة من أسرى قوات النظام، كما بلغت أعداد المصابين قرابة 1480 شخصا.

إن استخفاف النظام السوري الواضح بقرارات مجلس الأمن يُشكل فضيحة سياسية، وإهانة فظيعة للمجلس الذي لم يحرك ساكنا حتى الآن.

* ما هي الإحصائيات الأخيرة التي وثقتها الشبكة بخصوص المعتقلين لدى النظام؟

- نملك داتا (بيانات) بقرابة 115 ألف (معتقل) مسجلين وموثقين، ولكن تقديراتنا تشير إلى أكثر من 215 ألفا، لأن هناك قرابة 100 ألف معتقل غير مسجلين لدينا، أما الذين ماتوا بسبب التعذيب فتقريبا 11200 شخص، بينهم 94 طفلا و33 امرأة.

* وماذا عن استهداف الكوادر الطبية الناشطة في البلاد؟

- إن قصف القوات الحكومية بشكل مستمر، ومنذ عام 2011، للمنشآت الطبية، واستهداف أطراف النزاع المسلح للكوادر الطبية بعمليات القتل والاعتقال، يدل على سياسة متعمدة تهدف إلى إيقاع المزيد من القتلى وزيادة معاناة الجرحى من المدنيين والمسلحين. وقد وثقنا حتى اليوم الكوادر الطبية الذين قتلوا من قبل القوات الحكومية، وهم 463 شخص.

* كيف وثقتم المجازر التي تحمل أنماطا طائفية وعرقية في سوريا؟ واستهداف دور العبادة؟

- لقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قرابة 56 مجزرة تحمل الصبغة الطائفية في سوريا، 49 مجزرة تتحمل مسؤولياتها قوات الأسد وتسببت بمقتل 3074 شخص ، بينما تتحمل داعش المسؤولية عن ثلاث مجازر، والوحدات الكردية عن ثلاث أخر ، كما تتحمل باقي الفصائل مسؤولية أربع مجازر جرت في البلاد .

وأما عن دور العبادة، فقد أصدرنا دراسة في رمضان 2013، حيث كان هناك 1451 مسجدا تم استهدافهما خلال تلك الفترة، والآن تقديراتنا تشير إلى أكثر من 2300 مسجد تم استهدافها حتى هذه اللحظة.

أما بالنسبة لاستهداف الكنائس، فقد وثقنا 63 استهدافا. يتحمل النظام المسؤولية عن 40 استهدافا، بينما تتحمل داعش المسؤولية عن 6، لتتحمل باقي الفصائل المسؤولية عن باقي الاستهدافات.

* يُتهم تنظيم الدولة بأنه يشاطر النظام في انتهاكه لحقوق المدنيين، فما هي الإحصائيات الجديدة التي لديكم في هذا الخصوص؟

- حسب الإحصائيات الجديدة لدينا، فإن تنظيم داعش قتل من المدنيين 1271 شخصا، بينهم 178 طفلا و119 امراة. بينما قتل داعش من الثوار المقاتلين 3128 شخصا.

وأما بالنسبة للمختفين قسريا عند داعش، فإن تقديراتنا اليوم تشير إلى أنهم قد تجاوز عددهم تقريبا 5150 شخصا، وأغلبهم مختفون قسريا ولا معلومات لدينا عنهم، إلا عن طريق من يخرج من معتقلات داعش ويهرب لمناطق أخرى، فيروي لنا بعض الشهادات، وهؤلاء قليلون جدا. وتنظيم داعش عادة لا يحتفظ كثيرا بالمعتقلين لديه، وأغلب من يعتقلهم فإما أن يطلق سراحهم أو يقوم بتصفيتهم.

* تحدثت بعض المعلومات عن قيام الوحدات الكردية بتهجير العديد من السكان العرب القاطنين في المناطق التي سيطرت عليها بغية تغيير ديمغرافية المنطقة. ما هي المعلومات لديكم؟

- بالنسبة لعمليات التهجير، نعمل على دراسة حول هذا الموضوع. ونقول نعم تمت ببعض القرى في الحسكة عمليات تهجير، وهي ليست عمليات بمعنى تطهير عرقي، لأن كلمة تطهير عرقي هي كلمة كبيرة جدا، ولكن نستطيع القول إن هذه العمليات تحمل نمطا من التطهير العرقي، وليست هي نفسها تطهير عرقي. وقد جرت بعض الحوادث بقرى الحسكة وحدثت بعض المجازر التي تحمل نمط تطهير عرقي.

أما عن عمليات التهجير، فنحن بصدد نشر دراسة قريبا. وأنا أقول توجد حوادث من التهجير حصلت في عدد من قرى الحسكة، أما التهجير في مدينة تل أبيض تحديدا فالدراسة ما زالت قيد الإنجاز بما يخص هذه المدينة بالذات.

* أقر التحالف الدولي بمقتل المدنيين جراء غاراته في سوريا، هل هناك إحصائية لعدد القتلى؟

- بالنسبة للتحالف، فحقيقة لم يقر سوى بقتل اثنين من المدنيين في مدينة حارم بريف إدلب بتاريخ 05 حزيران/ يونيو 2014، وذلك بعد عدة تقارير واجتماعات مطولة تمكنا من الحصول على إقرار من (التحالف الدولي)، ولأول مرة يقتل اثنين من المدنيين، ونعمل على ضرورة أن يكون هناك إقرار بجميع الحوادث التي تم توثيقها، وآخرها مجزرة قرية بير محلي قرب بلدة صرين في ريف حلب الشمالي، مع ضرورة التعهد بعدم تكرار ذلك ومحاسبة الطيارين المتورطين، وأيضا تعويض المتضررين.

طبعا نحن لدينا تواصل مع مكتب حقوق الإنسان بالخارجية الأمريكية وغير ذلك، ونحن نرسل تلك التقارير التي ننشرها حول التحالف. وقد أنجزنا أكثر من دراسة عن الانتهاكات التي ارتكبها طيران التحالف، والحصيلة النهائية للضحايا المدنيين الذين قتلوا جراء قصف التحالف هم 187 شخصا، بينهم 51 طفلا و31 امرأة، وهو ما وثقناه حتى الآن.
التعليقات (0)