كشف مصدر سياسي خاص أن هناك "اتفاقا مبدئيا على هدنة" بين حركة المقاومة الإسلامية "
حماس" والاحتلال
الإسرائيلي، كاشفا أن فتح
معبر رفح بين
غزة ومصر جاء "بأمر" من الاحتلال الإسرائيلي، حسب المصدر.
أوشك الانفجار
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن "الحديث عن
تهدئة من قبل الاحتلال الإسرائيلي؛ ينطلق من أرضية أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية وكذلك الحكومة؛ تؤكد أن الوضع في قطاع غزة على وشك الانفجار، وهذا الانفجار إذا ما وقع سيمس بأمن المنطقة، وهو ما لا تريده إسرائيل ولا أمريكا ولا الدول الإقليمية، وبالتالي لا بد من خطوات عملية من أجل تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة"، وفق تعبير المصدر.
وكشف المصدر أن الاحتلال الإسرائيلي "توجه إلى الأوروبيين وتركيا وطلب منهم التدخل والتوسط من أجل التوصل لتهدئة"، حيث شهد قطاع غزة في الفترة الأخير زيارة الكثير من الوفود الأوروبية والتي كان من أبرزها الوفد الألماني برئاسة وزير الخارجية الألماني فالتر شتاينماير.
وبيّن المصدر أن الأوروبيين قاموا بطرح مبادرة على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، للتهدئة "تتعلق بوقف إطلاق النار لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد، مقابل السماح بإنشاء ممر مائي من غزة إلى مدينة لارنكا القبرصية"، التي تقع على الشاطئ الجنوبي لجزيرة قبرص، ويوجد فيها مطار لارنكا الدولي، وهو المطار الرئيسي في قبرص.
رغبة الاحتلال
وبين أن "إسرائيل" من ناحياتها "أبدت الموافقة على المبادرة"، مؤكدا أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة تدفع في اتجاه إتمام الاتفاق على هذه المبادرة للتوصل لاتفاق تهدئه مع حماس، رغم أن لدى بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية بعض التحفظات على هذه المبادرة".
وكشف أن "قطر وبدعم من تركيا؛ كانت هي المحرك الأساسي للجهود الدبلوماسية من أجل التوصل لهذا الاتفاق، حيث واصل الأوروبيون ضغطهم في اتجاه التوصل لهذا الاتفاق المبدئي".
وذكر المصدر أن رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، محمد العمادي، هو من "قاد هذه الجهود حينما كان يتنقل بين قطاع غزة وإسرائيل". ووصل العمادي إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيريز" في 28 آيار/ مايو الماضي.
ونوه المصدر إلى أن "الاتفاق النهائي على التهدئة بحاجة لبعض التفصيلات"، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي "يريد التخفيف بسرعة من حدة الحصار على قطاع غزة، لذلك قام النظام المصري بفتح معبر رفح".
وأكد أن فتح معبر رفح مع مصر، وإدخال بعض مواد البناء (الإسمنت) "كان بأمر من الاحتلال الإسرائيلي، وليس له أي اعتبار آخر سوى رغبة الاحتلال في منع انفجار غزة".
أفكار مكتوبة
وتوقع المصدر أن تشهد معابر القطاع مع الاحتلال الإسرائيلي "حركة نشطة الأيام القادمة من أجل زحزحة حالة الحصار"، حيث يعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي منذ ثمانية أعوام.
وكانت مصر قد فتحت بشكل مفاجئ معبر رفح البري هذا الأسبوع في كلا الاتجاهين. ويُتوقع، بحسب مدير الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة ماهر أبو صبحة، في منشور له على حسابه على "فيسبوك"، أن يفتح الأسبوع القادم لثلاثة أيام.
وكشف مسؤول ملف العلاقات الدولية في حماس، أسامة حمدان، أن حركته "تسلمت أفكارا مكتوبة تتعلق بالتهدئة"، متوقعا، في حوار مع صحيفة "فلسطين" الصادرة في قطاع غزة الثلاثاء، أن يتم الرد على "الأفكار اليوم".
من جهته، نفى عضو المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، في تصريح صحفي له الثلاث ما أشار إليه حمدان، قائلا: "إن حركته لم تتسلم أية أفكار مكتوبة للتهدئة مع الاحتلال من جهات أوروبية".
وكان القيادي في حركة حماس، صلاح البردويل، قد أكد في تصريح سابق لـ"
عربي21" أن "هناك بعض الجهات الأوروبية (رفض تسميتها) عرضت مقترحا على حركة حماس، بأن تكون هناك تهدئة لمدة ثلاث سنوات مقابل الإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة".
وجاء تعليق البردويل ردا على ما نشره موقع "والا" العبري في 9 شباط/ مارس الماضي، أن حماس أرسلت عبر دبلوماسيين على "علاقة وثيقة بمحادثات التهدئة" مع الاحتلال الإسرائيلي، مقترحا أبدت فيه "الموافقة" على وقف إطلاق النار لمدة تصل خمس سنوات مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة، بحسب زعم الموقع.
وتعقيبا على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المختلفة حول الحديث عن قرب التوصل لاتفاق تهدئه بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح صحفي له، إن "ذلك سيكون مهما، إذا لم يكن على حساب وحدة الأرض والدولة والشعب" حسب تعبيره.
وشدد أبو ردينة على أن أية تهدئة يجب أن تهدف إلى "رفع المعاناة عن شعبنا، وألا يكون ثمنها الخروج عن الإجماع الفلسطيني والقومي".