ملفات وتقارير

ملك الأردن يسلم راية "الهاشميين" للجيش ويثير تساؤلات

تحمل الراية الهاشمية دلالات دينية واضحة بعكس العلم الأردني - بترا
تحمل الراية الهاشمية دلالات دينية واضحة بعكس العلم الأردني - بترا
  أثار تسليم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الراية الهاشمية، للقوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) الثلاثاء، ردود فعل حول الدلالات السياسية لإبراز الراية ذات العبارات الدينية وإعطائها زخما إعلاميا.

 الكاتب الصحفي ماهر أبو طير، رأى أن رفع راية الهاشميين في توقيت عيد جلوس الملك وتسليمها للجيش ورسم العلم على الطائرات الحربية، له دلالات مهمة تتعلق بالأردن والإقليم.

وذكّر الكاتب على صفحته بموقع "فيسبوك" بخطاب للملك الذي قال فيه، إن "قدر الأردن أن يكون دوما لما هو أعظم"، قائلا إن "الراية ليست جديدة، بل قديمة وفي إشهارها رسالة وعنوان لمرحلة مقبلة، خصوصا في ظل إعادة صياغة المنطقة".

واعتبرها أبو طير "ردا غير مباشر على جهات تخطط شرا للأردن في هذه الفترة بالذات، ورسالة موجهة لكل أولئك الذين يرفعون شعارات دينية هذه الأيام، من تنظيمات تستعمل رايات دينية لتبرير كل أفعالها، وكأنه يقال إن الراية ليست لهم وليست حكرا عليهم".

وسلّم الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الثلاثاء، الراية الهاشمية لمستشار الملك للشؤون العسكرية، رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن خلال مراسم عسكرية في ساحة قصر الحسينية، بحضور الملكة رانيا العبدالله والأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.

ولم يخل بيان الديوان الملكي من تفسيرات لدلالات الراية. وقال البيان إن للشعار (لا إله إلا الله – محمد رسول الله)، الذي يتوسط الراية الهاشمية وأول آيتين من سورة الفاتحة، معاني ودلالات تؤكد التزام القوات المسلحة الأردنية ومنذ تأسيسها بالدفاع عن العروبة والإسلام ومبادئ الإنسانية.

 وبحسب الديوان الملكي، فإنه "يأتي لون الراية، وهو اللون الأحمر الداكن، من لون راية الشريف الحسين بن علي، ما يؤكد تاريخيتها وتوافقها مع مبادئ الثورة العربية الكبرى، إلى جانب ما شكله هذا اللون في تاريخ الشعب الأردني وثقافته وهويته".

 وتستمد الراية الهاشمية ألوانها وشعارها من علم الثورة العربية الكبرى، وحُملت الراية على عربة عسكرية، هي من أوائل العربات المسلحة التي استخدمت في الجيش العربي الأردني.

وأبدى أردنيون إعجابهم على شبكات التواصل الاجتماعي بالراية، مطالبين برفعها كبديل عن العلم الأردني الأمر الذي أثار جدلا بين مؤيد ومعارض.

الناشط السياسي علاء الفزاع، رفض هذه الدعوات على شبكات التواصل الاجتماعي لاستبدال العلم الأردني بالراية الهاشمية، وربط علم المملكة بشخص الملك والهاشميين.
.
أما الصحفي إسلام الصوالحة فرأى أن "الرسالة من رفع الراية الهاشمية بما تتضمنه من شعارات دينية يأتي في سياق الحرب على تنظيم الدولة، لما لها من رمزية تاريخية ودينية وعسكرية، بالإضافة كونها محاولة لنزع الشرعية الدينية عن التنظيم والتأكيد على أن الخلافة تاريخيا ودينيا هي لورثة الثورة العربية، الأمر الذي قد يزعج الجارة السعودية".

 وتتكون الراية الهاشمية من عدة عناصر أولها جملة "لا إله إلا الله محمد رسول الله": الشهادتان، ثم "بسم الله الرحمن الرحيم": البسملة داخل النجمة السباعية التي تشير إلى السبع المثاني، آيات سورة الفاتحة في القرآن الكريم، ثم الآية الثانية من ذات السورة "الحمد لله رب العالمين"، وكلها على خلفية من اللون الأحمر الداكن.

 أما العلم الأردني للدولة فيتكون من مستطيل طوله ضعف عرضه ويوجد فيه أربعة ألوان وقاعدة لمثلث على حامل العلم. وتُفسر الألوان بأن: الأسود هو راية الدولة العباسية، والأبيض راية الدولة الأموية، والأخضر راية الدولة الفاطمية، والأحمر راية الثورة العربية الكبرى.

أما الأشكال في العلم الأردني، فيمثل فيها المثلث الأحمر الذي يجمع الأشرطة، الثلاثة السلالة الهاشمية، والنجمة السباعية تدل على السبع المثاني في القرآن الكريم.

التعليقات (0)