صحافة دولية

لوريون لوجور: "المخاوف الفارسية" تطغى على قمة كامب ديفيد

سعى أوباما في السابق لطمأنة السعودية - أرشيفية
سعى أوباما في السابق لطمأنة السعودية - أرشيفية
نشرت صحيفة لوريون لوجور الناطقة بالفرنسية، تقريرا حول القمة المرتقبة في منتجع كامب ديفيد الرئاسي، بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي، ووصفتها بالتاريخية والهامة لتنسيق مواقف الطرفين في ظل التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط، وأكدت على أن المخاوف الخليجية من النفوذ الإيراني ستكون على رأس أولويات هذه القمة.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21"، أن ولي العهد السعودي، وأمير الكويت، وأمير قطر، ونائب رئيس الوزراء العماني، وولي العهد البحريني وولي عهد الإمارات العربية المتحدة، سيتواجدون يوم الأربعاء المقبل في البيت الأبيض، في إطار اجتماعات تحضيرية للقمة التي ستنعقد يوم الخميس.

وأشارت إلى أن هذه تعد المرة الأولى التي تحضر فيها هذه القيادات في وقت واحد لمقابلة رئيس دولة، وهو الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بعد أن قررت هذه الدول خلال القمة الأخيرة في الرياض توحيد مواقفها، والتحدث بصوت واحد أمام خطورة التحديات التي تواجهها في منطقة الشرق الأوسط.

وذكرت أن فكرة عقد هذه القمة أطلقها منذ أشهر قليلة باراك أوباما، ولكن لم يتم الإعلان عنها إلى غاية الشهر الماضي. وبحسب التقارير والأخبار المسربة من كواليس الإدارة الأمريكية، فإن هذه القمة "لن تسفر عن نتائج فورية وتقلب المعادلة كما يريد الخليجيون"، الذين سيطلبون من الولايات المتحدة تمكينهم من بناء مفاعلات نووية في بلدانهم، قادرة على تخصيب اليورانيوم بنفس الدرجة التي حددها الاتفاق التمهيدي المبرم بين إيران ودول خمسة زائد واحد، سعيا لخلق توازن بينهم وبين خصمهم الإيراني.

ولكن أكدت الصحيفة أن واشنطن المتخوفة من انتشار الأسلحة النووية وخروجها عن السيطرة لن تسمح بذلك، كما أن الصين وروسيا من المستبعد أن تستجيبا لهذا الطلب، لأنهما طرفان في الاتفاق الموقع مع إيران. ولذلك فإن أفضل ما يمكن أن تخرج به الدول الخليجية بعد هذه القمة هو اتفاق يكون في أهميته أقل من المعاهدة وأكثر من مذكرة التفاهم، وسيكون الموضوع الأبرز خلال الجلسات هو: إيران إيران ثم إيران.

وأشارت الصحيفة إلى واشنطن أعلنت خلال الأيام الماضية اعتزامها إنشاء نظام حماية مضاد للصواريخ في دول الخليج، واتفاقات جديدة للدفاع المشترك، وهو ما سيعزز ثقة هذه الدول بقدراتها الدفاعية وسيجعلها تتعامل مع إيران بأكثر ندية. ونقلت عن مصادر مطلعة تأكيدها أن هذه الاتفاقات سيتم توقيعها في نهاية شهر حزيران/ يونيو المقبل.

ونقلت عن مصادر من الإدارة الأمريكية أن "هذه الخطوات لن تمحي بين ليلة وضحاها اهتزاز ثقة دول الخليج في واشنطن، ولكنها تمثل فرصة تاريخية لإعادة الشراكة القائمة منذ عقود بين الطرفين إلى سالف عهدها، بما يخدم المصالح المشتركة لكليهما، فرغم التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم بصفة عامة، فإن الولايات المتحدة ستسعى لمنع انهيار النظام القائم في المنطقة".

كما رأت الصحيفة أن الملفات المتعلقة بسوريا وليبيا والعراق واليمن ستكون أيضا حاضرة على جدول أعمال القمة، وأشارت إلى الامتعاض الكبير لدول الخليج من التصريح الذي أدلى به باراك أوباما مؤخرا لصحيفة النيويورك تايمز، والذي قال فيه إن "الخطر الأكبر الذي يهدد دول الخليج لا يتمثل في الغزو الإيراني، بل يتمثل في التقلبات الداخلية التي قد تشهدها هذه الدول"، وهو ما أثار مخاوف عديدة لدى هذه الدول من أن واشنطن لا تعتزم بذل مجهود للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.

وقالت الصحيفة أن الولايات المتحدة حاولت توضيح موقفها، من خلال إرسال تطمينات بأنها "لن تسلم مفاتيح الخليج العربي لإيران"، كما أكد أوباما أنه سيسعى لعقد ما يشبه "الالتزام" مع إيران دون أن يرتقي لمرتبة المعاهدة، لأن الكونغرس لن يوافق على الأغلب على هذه المعاهدة.

من جهة أخرى، رأت الصحيفة أن الزعماء الخليجيين في منتجع كامب ديفيد لن يستمتعوا بالمسابح، وصالات الألعاب وملاعب التنس، بما أن المحادثات ستكون متوترة ومعقدة وستسعى دول الخليج لاقتلاع أكثر ما يمكن  من الضمانات الأمريكية بشأن الخطر الإيراني، فيما ستسعى والولايات المتحدة لاستعادة ثقة هذه الدول، التي باتت متخوفة جدا من صعود سريع لإيران بعد توقيع الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عنها، وتطبيع العلاقات بين طهران وواشنطن.

وذكرت الصحيفة أن هذا المنتجع الواقع على مسافة 100 كيلومتر من واشنطن، والذي يتميز بالخضرة والهدوء، كان شاهدا على أحداث تاريخية عديدة، كان أهمها اتفاق السلام الموقع بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيغن، بوساطة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في أيلول/ سبتمبر 1978، بالإضافة للمحادثات التي تم إجهاضها في آخر لحظة في سنة 2000، بحضور الرئيس بيل كلنتون، بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، من أجل السلام في الشرق الأوسط.

كما أشارت إلى أن العديد من الشخصيات الهامة زارت هذا المنتجع الرئاسي، حيث كان رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل، أول زعيم أجنبي يزور هذا المكان، الذي يتميز بالانعزال والهدوء، بما يساعد على التحاور في القضايا الحساسة بعيدا عن ضغط المتابعين وعدسات الصحافة. وذكرت أن منتجع كامب ديفيد لا يظهر على خرائط المنطقة، لأسباب تتعلق بالأمن.
التعليقات (0)

خبر عاجل