سياسة عربية

أطفال فلسطين ميدان رماية لجنود الاحتلال

أصبحت الحواجز مصيدة وميدان رماية لقتل الفلسطينيين - أرشيفية
أصبحت الحواجز مصيدة وميدان رماية لقتل الفلسطينيين - أرشيفية
لم يكن يعتقد الشاب محمد مراد يحيى، أن نزهته بصحبة أصدقاء له في أراضي "قرية العرقة" بمحافظة جنين شمال الضفة الغربية قرب جدار التوسع والضم العنصري سيكون آخر عهده بالدنيا.

محمد ذو 21 ربيعا، وصل مستشفى "رفيديا" في مدينة نابلس بحسب مصادر "عربي21" بعد أربع ساعات من إصابته بأعلى قدميه في "منطقة الفخذ"، وكانت جراحه خطيرة نتيجة تعرضه لحالة نزيف شديد.

حيث تعرض لإصابتين، إحداهما في رجله اليمنى والأخرى في اليسرى، وهو ما أدى إلى قطع الشريان الرئيسي وإصابته بالنزيف، حيث لم يتم السيطرة على النزيف و توقيفه، وأعلن استشهاده فجر الثلاثاء الماضي.

أقارب محمد، قالوا إنه أصيب برصاص قوات الاحتلال عندما كان يتنزه مع أقارب له في أراضي قرية العرقة، وأن قوات الاحتلال باغتتهم في المكان وأطلقت النيران عليهم من "منطقة الصفر"، دون أن تكون هناك أي مواجهات، وهو ما أدى إلى إصابة الشهيد بجروح حرجة، وإصابة شاب آخر بتهشم ورضوض في مختلف أنحاء جسده بعد فراره من المكان.

وأضافوا، أن قوات الاحتلال لم تسمح لطواقم الإسعاف الفلسطيني بأخذ المصاب مباشرة، واحتجزته لأكثر من ساعة قبل تسليمه.

موقف مشابه حدث مع الفتى علي محمد أبو غنام 17 سنة، حيث استشهد برصاص جيش الاحتلال عند حاجز الزعيم قرب القدس السبت الماضي، وزعم الاحتلال أنه شكل خطرا على جنوده، مع نفي شهود عيان وأهل الفتى لذلك.

واعتبر المختص بالشؤون الإسرائيلية محمد أبو علان في حديثه لـصحيفة "عربي21" "أن عمليات القتل التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليست تصعيدا جديدا بل هي سياسية ثابتة".

وأبرز ذلك من خلال "خفة يد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي على الزناد عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، بالإضافة إلى أن ذلك يأتي استجابة لضغوطات المستوطنين على جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يطالب بالرد بيد من حديد على الفلسطينيين حتى في حالات المقاومة الشعبية، التي يعتبرونها خطرا على حياتهم،  والهدف هو القتل من أجل القتل".

وأضاف أبو علان، أن دولة الاحتلال "لا تقلق من أية عقوبات دولية ما دامت تحظى بالدعم السياسي من الولايات المتحدة في كل المؤسسات الدولية، وتجد من يدافع عن جرائمها ويجد لها المبرر.

وشدد أبو علان بأن "اللجنة الفلسطينية المختصة في إعداد الملفات الخاصة بمحكمة الجنايات الدولية، تعمل على ملف خاص عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي على الحواجز، التي تنفذ جميعها بحجة محاولة طعن جندي".

وطالب بجهد إعلامي فلسطيني وبكل اللغات الممكنة من أجل الحديث عن عمليات القتل بدم بارد للشباب الفلسطيني، مثل عملية القتل في قرية العرقة.

تخوف من انتفاضة جديدة

أما أستاذ العلوم السياسية أيمن يوسف، فقال لصحيفة "عربي21"، إن هدف الاحتلال من استخدام سياسة "التصفية المباشرة"، إيصال رسالة واضحة للفلسطينيين "خاصة حماس والجهاد الإسلامي، أن إسرائيل متيقظة تماما لأية محاولة للمساس بالأمن، لأن هناك محاولات فلسطينية لتحريك الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية".

حيث إن هناك تخوفا إسرائيليا من انفلات الأوضاع خاصة أن إسرائيل من دون حكومة، وفي مرحلة تشكيل حكومة جديدة مما يعني إمكانية التراخي في بعض المناطق هنا وهناك.

وفي هذه رسالة أخرى للرئيس الفلسطيني أن إسرائيل لها خيارات كثيرة، وأنها غير قلقة من قضية تلويح الفلسطينيين بالذهاب إلى المحكمة، وفق تعبير يوسف.

فيما ذهب المحلل السياسي خالد معالي إلى أن الاحتلال يصعد بالضفة الغربية ويسوق حججا كاذبة، حيث صرح لصحيفة "عربي21" أن تصعيد جيش الاحتلال خلال الأيام الماضية من "سياسة القتل بدم بارد في مناطق الضفة الغربية كافة، وتزييف الحقائق حول القتل والتصفية، وتلفيق سيناريو كاذب بوضع سكين أو بلطة بقرب من يقوم بقتله، وتفنن في اختلاق القصص وحبكها، وفبرك أخرى لتبرير جرائمه بحق الشعب الفلسطيني المسالم والأعزل".

وأضاف أن "فاجعة إعدام الأطفال والشبان في القدس المحتلة والخليل، التي كانت آخرها قتل الشاب محمد يحيى من جنين، هزت مشاعر الفلسطينيين، وأبكت القلوب، وعمقت السخط والغضب على جنود جيش الاحتلال الذين يستسهلون بسرعة عملية إطلاق الرصاص الحي، على كل من هو فلسطيني، في ظل غياب رادع".

ولا ينقص الاحتلال اختلاق القصص والأكاذيب بحد وصف معالي، والفبركات لتبرير عملية الإجرام، فـ"وضع سلاح مزيف بجانب الشهيد وتصويره سهل جدا، ولا يحتاج للكثير من الجهد والتفكير، وهو ما لا ينطلي حتى على أصغر طفل فلسطيني عايش صورا عديدة من ظلم الاحتلال، بشكل يومي على الحواجز وطرقات الضفة التي يستبيحها المستوطنون وجيش الاحتلال".

كما باتت سلطات الاحتلال تتخذ كل موقع في الضفة ميدان تدريب وساحة إعدام بحسب معالي؛ وليس فقط الحواجز أو الطرق الالتفافية؛ أو قرب الجدار كما حصل مع الشهيد محمد من قرية العرقة قرب مدينة جنين.

وختم أبو معالي حديثه بالتذكير على أن، "الحواجز هي عبارة عن مصيدة وميدان رماية لقتل الفلسطينيين، وهي تتسبب سنويا في قتل واعتقال وجرح المئات عدا عن الخسائر الاقتصادية وتعطيل أعمال الناس وزيادة الكراهية ومصدر احتكاك وتوتر دائم".
التعليقات (2)
محمد نذير
الأحد، 16-08-2015 06:02 م
الاحتلال الصهيوني كلب حقيقي و ليس له اي ضمير بتاتا
لزهر
الجمعة، 01-05-2015 09:13 م
كل شعب الجزائر مع فلسطين الي الممات