سياسة عربية

منافذ اليمن.. الجو لهادي والبحر والبر للحوثي وصالح والقاعدة

اليمن تمزق بفعل الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح - أرشيفية
اليمن تمزق بفعل الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح - أرشيفية
للأسبوع الثالث على التوالي، تتواصل "عاصفة الحزم" العربية، بقيادة السعودية، على مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي) والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح.

ومع استمرار دوي التفجيرات وتواصل لهيب المعارك، لا يزال المئات من الرعايا الأجانب يتدفقون على المنافذ البرية والبحرية، محاولين الفرار من جحيم الحرب بين تحالف "العاصفة" الداعم للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وبين تحالف الحوثي-صالح.

وكما تسير عمليات الإجلاء بصعوبة بالغة، تواجه عمليات الإغاثة المحدودة، من قبل منظمات دولية، صعوبة كبيرة في الوصول إلى معظم المتضررين. ولا تقل أهمية تلك المنافذ على المستوى العسكري، عن أهميتها على مستوى عمليات الإجلاء والإغاثة.

وفيما يأتي رصد أعدته لمنافذ اليمن الجوية والبحرية والبرية، والقوى المسيطرة عليها، إما عبر وجود فعلي فيها، أو منعها من العمل بتدميرها كليا أو جزئيا أو شل حركتها للحيلولة دون استخدامها في عمليات مضادة:

أولا: المنافذ الجوية 

1 - مطار صنعاء الدولي:

يقع شمالي العاصمة صنعاء، بمحاذاة قاعدة الديلمي الجوية، التي تعرضت مرارا لقصف من طيران التحالف.

ورغم تضرر محلقات المطار بالضربات الجوية، إلا أنه لا يزال قادرا على استقبال الطائرات المدنية، وقد استقبل بعد انطلاق عملية "عاصفة الحزم" العسكرية، فجر 26 آذار/ مارس الماضي، طائرات روسية وهندية أجلت رعايا روس وهنود وهبطت بيمنيين كانوا عالقين خارج البلد العربي.

وسيطر الحوثيون على مطار صنعاء بعد اجتياحهم العاصمة يوم 21 أيلول/ سبتمبر الماضي، وفرضوا تفتيشا دقيقا على الطائرات المغادرة والقادمة، بما فيها حقائب البعثات الدبلوماسية.

2 - مطار صعدة:

يقع في مدينة صعدة (شمالا)، معقل الحوثيين، وبعد استيلائهم على صنعاء بدأوا في عمليات تحديث له حتى يستقبل طائرات مدنية ويكون منفذا جويا مباشرا لهم. لكن طيران التحالف استهدفته في الأيام الأولى لـ"عاصفة الحزم"، وتم تدميره بشكل شبه كامل.

3 - مطار تعز الدولي:

المنفذ الجوي الوحيد لمحافظتي تعز وإب (وسط). لم يتعرض للقصف، لكن قوات موالية للحوثيين سيطرت عليه عقب دخولها مدينة تعز منتصف آذار/ مارس الماضي.

4 - مطار الحُديدة الدولي:

المنفذ الوحيد لمحافظتي الحديدة وريمة (غربا). سيطر عليه الحوثيون مطلع العام الجاري، وتعرض لأضرار كبيرة جراء قصف طال القاعدة الجوية القريبة منه، والتي كان الحوثيون قد استولوا عليها.

5 - مطار الريان:

يقع في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت (شرقا). لم يتعرض لأي قصف، وتسيطر عليه قوات الأمن المركزي الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح.

6 - مطار سيئون:

يقع في مدينة سيئون بحضرموت. متوقف عن العمل جراء حظر الطيران، وتسيطر عليه، وفقا لرصد الأناضول، قوات موالية لصالح.

7 - مطار عدن الدولي: 

المنفذ الجوي الوحيد لخمس محافظات جنوبية (عدن، أبين، لحج، الضالع، وشبوة)، وسيطرت عليه قوات موالية للحوثي أواخر آذار/ مارس الماضي. قصف طيران التحالف التجمعات الحوثية في هذا المطار، وتفيد أنباء بأن الطائرة الرئاسية التي كانت بداخله احترقت. ولم يعد هذا المطار صالحا للاستخدام.

8- مطار سقطرى:

المنفذ الجوي لجزيرة سقطرى. سهل هذا المطار عملية انتقال سكان وسائحين إلى الجزيرة بعد أن كان السفر عبر البحر في مواسم الرياح يستغرق أسابيع. وتسيطر على هذا الميناء قوات من اللواء الأول مشاة بحري الموالية لهادي.

ثانيا: المنافذ البحرية


1 - ميناء عدن:

يقع في مدينة المعلا (جنوبا)، وهو أحد أهم الموانئ البحرية الرئيسة في منطقة خليج عدن، وتم عبره إجلاء مئات الرعايا الأجانب بعد تعذر الرحلات الجوية جراء "عاصفة الحزم". سيطر عليه مسلحون حوثيون، مؤخرا، ونشرت القناة التابعة لهم (المسيرة) مشاهد متلفزة من داخل الميناء تظهر ما يبدو أنهم مسلحون حوثيون.

2 - ميناء الحُديدة:

يقع في منتصف الساحل الغربي لليمن على البحر الأحمر، ويستقبل البضائع. ساهم في الأيام الأخيرة في إجلاء بعض الرعايا الأجانب، ولاسيما البعثة الدبلوماسية الصينية التي أبحرت إلى جيبوتي. وسيطر عليه الحوثيون مطلع العام الجاري، وغيروا إدارته بوضع موالين لهم. واستقبل في الأشهر القليلة الماضية ثلاث طائرات روسية من طراز "سوخوي" (مقاتلة) سحبها الحوثيون إلى معقلهم في صعدة.

3 - ميناء الصليف:

 يقع في الشمال الغربي لمدينة الحُديدة قرب جزيرة كمران، وهو من أقدم الموانئ، ويتميز بعمق كبير يصل إلى 50 قدما، بحيث يستطيع استقبال سفن عملاقة تبلغ حمولتها 55 ألف طن. سيطر عليه مسلحون حوثيون إثر سيطرتهم على الحديدة مطلع العام الجاري، وغيروا إدارته وحراساته بموالين لهم. وبحسب مصادر عسكرية، استقبل الحوثيون عبر هذا الميناء، في شباط/ فبراير الماضي، سفينة إيرانية كانت تحمل ثمانية أطنان من الأسلحة الخاصة لهم. ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية ولا سيما خليجية، وغربية، إيران بدعم الحوثيين بالسلاح، وهو ما تنفيه طهران. وتتصارع إيران الشيعية والسعودية السنية، بحسب مراقبين، على النفوذ في عدة دول عربية، منها اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

4 - ميناء المخا:

ميناء تاريخي على البحر الأحمر قرب مضيق باب المندب في محافظة تعز (وسط البلاد)، واقتصر دوره على استقبال سفن قادمة من دول القرن الأفريقي تحمل مواشي. سيطر عليه الحوثيون مطلع آذار/ مارس الماضي، لقربه من باب المندب والسواحل الإريترية.

5 - ميناء حضرموت:

يقع في مدينة المكلا (شرقا). سيطر عليه مسلحو "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" مطلع نيسان/ إبريل الجاري، عقب إحكام قبضتهم على كافة المواقع البارزة في المكلا، عاصمة حضرموت.

6 - ميناء سقطرى: 

ميناء صغير يستقبل سفنا تجارية تزود الجزيرة بالمواد الغذائية والمشتقات النفطية، وليس بإمكانه استقبال سفن عملاقة. يخضع هذا الميناء، بحسب رصد الأناضول، لحراسة من اللواء الأول مشاة بحري الموالي لهادي.

ثالثا: المنافذ البرية 

1 - منفذ الطوال (حرض):

أحد أهم  المنافذ البرية الحدودية مع السعودية، يقع في محافظة حجة (شمال غرب البلاد)، وكان له دور كبير في إجلاء الرعايا الآسيويين الذين يصلون بعدها إلى مطار جازان. سيطر عليه مسلحون حوثيون أواخر العام الماضي، وطالبوا المسؤولين عنه بتوريد العائدات إليهم. قصفته طائرات تابعة لتحالف "عاصفة الحزم" بعد تجمع مسلحين حوثيين فيه، لكن لا يزال العمل جاريا فيه.

2- منفذ البقع:

يقع في محافظة صعدة (شمالا)، معقل الحوثيين. يسيطر عليه الحوثيون، لكن السلطات السعودية أغلقته من جانبها قبل نحو عام.

3- منفذ صرفيت:

منفذ حدودي مهم مع سلطنة عمان، ويقع في محافظة المهرة (شرقا)، وساهم في الأيام الأخيرة في إجلاء عدد من رعايا الدول الأجنبية. يشاع أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي غادر اليمن عبره، في طريقه إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث حضر اجتماع القمة العربية الأخيرة أواخر  آذار/ مارس الماضي، ثم عاد مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز إلى السعودية.

4- منفذ الوديعة:

يقع في محافظة حضرموت (شرقا) ويساهم بشكل كبير في التبادل التجاري بين اليمن والسعودية. تسيطر عليه قوات من وحدة الأمن المركزي (قوات خاصة) موالية لصالح والحوثيين.

ويكشف الرصد، الذي أجرته الأناضول لمنافذ اليمن، أن تحالف "عاصفة الحزم"، الداعم للرئيس اليمني هادي، يسيطر على الأجواء اليمنية بحكم التفوق الجوي لطائراته، ما حال دون استخدام المسلحين الحوثيين والموالين لصالح للمطارات في عمليات عسكرية.

في حين بدت سيطرة على المنافذ البحرية والبرية، بحكم التواجد الميداني، موزعة بين جماعة الحوثي والموالين لصالح، باستثناء ميناء حضرموت البحري، الذي يسيطر عليه مسلحو القاعدة، وميناء جزيرة سقطرى البحري، الذي توجد به قوة عسكرية موالية لهادي.
التعليقات (0)