صحافة دولية

صحيفة فرنسية: لماذا سيطر تنظيم الدولة على "اليرموك"؟

تنظيم الدولة يفرض سيطرته على مخيم اليرموك ـ تويتر
تنظيم الدولة يفرض سيطرته على مخيم اليرموك ـ تويتر
نشرت صحيفة "لوريون لوجور" الفرنسية حوارا أجرته مع الخبير في شؤون العلاقات الدولية، الأستاذ بجامعة مونريال، سمير صول، حول تطورات الأوضاع في مخيم اليرموك بعد سيطرة عناصر تنظيم الدولة على جزء كبير من المخيم الواقع على مشارف دمشق، وحظوظ اللاجئين الفلسطينيين في طرد هذه العناصر، وتجنب حدوث مواجهة عنيفة داخل مخيمهم بين هذا التنظيم وبين النظام السوري.

وقال صول إن تقدم تنظيم الدولة داخل مخيم اليرموك هو أمر ظرفي، ولكنه يحمل  أبعادا استراتيجية، "فقد تم مؤخرا توقيف عناصر تابعة للتنظيم بعد اغتيالهم قياديا فلسطينيا، وهو الأمر الذي دفعه لشن هجومه على المخيم"، مشيرا إلى أن البُعد الاستراتيجي يتمثل في أن تنظيم الدولة يحاول تحقيق أية مكاسب ميدانية، ولو في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، بهدف التغطية على تراجعه في العراق أمام الجيش العراقي والمليشيات الشيعية، وفي سوريا أمام الأكراد.

وحول العلاقات بين تنظيم الدولة والفلسطينيين؛ قال صول إن الروابط بين الطرفين "شبه منعدمة" بسبب عدم وجود أي نقاط مشتركة بين الهموم الوطنية الفلسطينية، وبين الطموحات التوسعية للتنظيم.

وأضاف أن الفلسطينيين يلاحظون جيدا أن هذا التنظيم لم ينخرط في محاربة "إسرائيل"، "بل إن تنظيمات أخرى مشابهة له على غرار جبهة النصرة؛ تتلقى دعما مباشرا من الدولة العبرية" على حد قوله، مضيفا أن "كل هذا يعني أنه في حال إصرار تنظيم الدولة على السيطرة على الفلسطينيين؛ فإن الفصائل الفلسطينية يمكنها أن تتحالف لمحاربته".

وحول كثافة حضور تنظيم الدولة وجبهة النصرة في محيط دمشق، ووجود تنسيق بينهما؛ قال صول إن "النصرة" حاضرة بشكل أقوى في ضواحي دمشق، وقد شهدت الأيام القليلة الماضية تعاونا هو الأول من نوعه بين الطرفين للسيطرة على الفلسطينيين، و"ستكشف الأيام القادمة ما إذا كان هذا التعاون بينهما مؤقتا، أو بداية لتحالف طويل المدى".

وفي سياق آخر؛ ذكر صول أن الاتهامات المتبادلة بين حركتي فتح وحماس بالعجز عن مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك "عمقت من معاناة هؤلاء اللاجئين"، مضيفا أن القوى الوطنية الفلسطينية مطالبة بالتوحد لمساعدتهم ضد تنظيم الدولة، "فحركة فتح، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة؛ كلهم حاضرون في المخيم، وثلاثتهم يختلفون فكريا وسياسيا مع هذا التنظيم".

وذهب إلى أن خالد مشعل وعناصر حركة حماس الموجودين في اليرموك غيروا مواقفهم بعد أن كانوا ضيوف النظام السوري، وأصبحوا في صف الثورة السورية مع نهاية سنة 2012، "فردّ النظام السوري على ذلك بمحاصرة المخيم، ومن المفارقات أن النظام يقدم نفسه الآن كحام للمخيم من عناصر تنظيم الدولة وجبهة النصرة".

وحول إمكانية إقدام تنظيم الدولة على محاولة للإطاحة برأس النظام السوري؛ قال صول إن كل الحركات المسلحة تريد الدخول إلى دمشق، ولكن هذا الأمر يبقى بعيد المنال في الظروف الحالية، "فقد نجح النظام السوري في إحباط كل الهجمات التي تعرض لها على مشارف العاصمة دمشق".

* (تقرير كارولين حايك - صحيفة لوريون لوجور): هنا
التعليقات (1)
الحوراني
الأربعاء، 08-04-2015 11:17 م
خبير كذاب منافق لا فرق بينه وبين منافقين مايسمى الثورة الفلسطينية وبالمناسبة لم ارى بحياتي ثورة ساقطة كالثورة الفلسطينية ستين عام من الخيانة