سياسة عربية

نائب مقرب من التحالف الشيعي يفشل بتقديم شهادة الإعدادية

مشعان الجبوري - نائب - العراق
مشعان الجبوري - نائب - العراق
 كشف مصدر في مفوضية الانتخابات العراقية عن فشل عضو البرلمان مشعان الجبوري في تقديم وثيقة تثبت دراسته الإعدادية، بالرغم من مرور ستة أشهر على أدائه اليمين القانوني، فيما بيّن محلل سياسي أن عضوية الجبوري كانت محلّ شكوك منذ البداية، خصوصا وأنه تجاوز وبسهولة الكثير من الموانع القانونية، وبوساطة أطراف نافذة في التحالف الشيعي.
 
وقال المصدر العامل في مجال المصادقة على صحة عضوية النوّاب داخل المفوضية العليا للانتخابات في العراق، إن طلباتهم المتكررة إلى مشعان بشأن تزويدهم بمؤهله الدراسي وصلت إلى طريق مسدود، ما حدا بهم إلى مخاطبة رئيس البرلمان سليم الجبوري بهذا الخصوص.

وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ"عربي21": "أرسلت المفوضية كتاباً رسمياً إلى رئيس البرلمان سليم الجبوري تطالبه بتزويدها بالمستمسكات الرسمية التي تؤيد حصول النائب مشعان الجبوري على شهادة الإعدادية، التي تعد شرطاً أساسياً في خوض انتخابات مجلس النواب العراقي".
 
ولفت إلى أن عضوية الجبوري في مجلس النواب من الممكن أن يتم إبطالها في حالة عدم تقديمه المؤهل الدراسي، لأنه بذلك يخالف الفقرة الرابعة من المادة الثامنة لقانون انتخابات البرلمان، التي تنص على أن يكون المرشح حاصلا على شهادة الإعدادية أو ما يعادلها كحد أدنى.

من جهته، ذكر موظف في رئاسة البرلمان العراقي أنهم حصلوا على مؤهل الدراسي وحيد من النائب مشعان الجبوري، وهو عبارة عن شهادة صادرة من معهد سوري غير معروف، قدمها قبل شهرين، وأن اللجنة المختصة طالبته بتقديم شهادة عراقية موازية للشهادة السورية التي قدمها.

وتابع الموظف في تصريح خاص لـ"عربي21": "الملف الكامل لمشعان الجبوري والمحفوظ في الأرشيف الرسمي للبرلمان العراقي يخلو نهائيا من أي شهادة دراسية، بالرغم من مطالبة الجهات المختصة له في سنة 2004 حين ترشح للجمعية الوطنية، وكذلك الحال في سنة 2005 عندما أعلن ترشحه لمجلس النواب العراقي".

من جهته، رأى المحلل السياسي عدنان الحاج أن عضوية النائب مشعان الجبوري في البرلمان العراقي كانت محل شكوك كبيرة منذ البداية، خصوصا وأنه كان مشمولا بقرارات هيئة المساءلة والعدالة، بالإضافة إلى امتلاكه قيدا جنائيا في وزارة الداخلية، فضلاً عن توجيه الاتهام له في وقت سابق بالإساءة إلى القومية الكردية في العراق.

وأوضح الحاج، في تصريح خاص لـ"عربي21": "تجاوز الجبوري جميع هذه الاتهامات، وأعيد ترشيحه ودعمه بواسطة الائتلاف الشيعي، وتم زجّه كنائب بديل في البرلمان لأحد الأعضاء الذين تم اختيارهم لمنصب وزير الدولة لشؤون المحافظات"، مبينا أن النائب المتهرب عن تقديم شهادتة الدراسية يعتمد على الائتلاف الشيعي في تخليصه من هذه المشكلة.
 
وأضاف الحاج أن الدور المطلوب من مشعان الجبوري هو أن يكون عضوا سنيا مؤيدا لجميع أفعال الائتلاف الشيعي، وهو ما حصل تماما في تأييده الكامل لتحركات ميليشيات الحشد الشعبي، ودفاعه المستمر عن الانتهاكات التي تقوم بها في المناطق السنية، مشيراً إلى أن الجبوري يقوم في الوقت ذاته بمهاجمة وملاحقة جميع النواب والزعامات السنية، وآخرها مطالبته باستجواب نائب رئيس الوزراء صالح المطلك.
 
وأثار مشعان الجبوري جدلا كبيرا بسبب التبدل السريع الحاصل في مواقفه طيلة الفترة التي تلت الاحتلال الأمريكي للعراق 2003، حيث ظهر مؤيداً بقوة للمقاومة العراقية، وبعدها أعلن نصرته لتظيم القاعدة في العراق، ثم انتقل إلى سوريا بعدما بات ملاحقا من قبل القضاء العراقي، وافتتح قناة تلفزيونية مناهضة للأمريكيين والحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي.

لكن بعد انطلاق الثورة السورية وتحسن العلاقات بين المالكي والنظام السوري قرر مغادرة سوريا والعودة للعراق، حيث عاد وقدم نفسه مناصرا للتحالف الشيعي في الانتخابات الأخيرة.

ومؤخرا طلب قبوله في ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، التي تشكلت بأمر من المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، فيما دعا في وقت سابق إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع إيران، وطالبها بتقديم المساعدة العسكرية اللازمة لتحرير محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم الدولة.
التعليقات (1)
الطيور وأشكالها
الخميس، 26-03-2015 03:57 ص
الطيور على أشكالها تقع. هذا الرجل وقع على أشكاله من جهلة قادة الميليشيات التي يحاول الإلتصاق بها هذه الأيام لمنفعة شخصية. أتوقع أن هذه المشكلة منتشرة بين أعضاء البرلمان العراقي، خصوصا قادة الميليشيات التي تكونت وتدربت وعاشت في إيران. حتى لو كان مع هؤلاء شهادات، فهي مجمدة بمعية عقولهم، التي باعت تفكيرها وإستقلاليتها الى ملالي الخرافة لتجعلها تقاتل أبناء بلدها بناء على خرافات الثأر والإنتقام لصالح بناء إمبراطورية فارسية يكونون فيها أتباعا من الدرجة الثانية.