صحافة دولية

كيف يوظف نظام الأسد المساعدات الإنسانية سياسيًا؟

ناشط فرنسي: النظام صادر حافظات الأطفال خوفًا من استعمالها كقطن لإسعاف الجرحى - أرشيفية
ناشط فرنسي: النظام صادر حافظات الأطفال خوفًا من استعمالها كقطن لإسعاف الجرحى - أرشيفية
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرًا حول تعاطي النظام السوري مع المساعدات الإنسانية الدولية الموجهة للشعب الذي يعاني للسنة الخامسة من الأزمة المتفجرة بالبلاد، والتي أودت بحياة 220 ألف شخص، وأنهكت جهود منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة.

وذكر التقرير أن النظام السوري قد أعطى الضوء الأخضر لـ50 تدخلاً إنسانيًا فقط، من أصل 115 طلبًا للتدخل، في عملية ليّ ذراع للغرب الذي يجد نفسه مجبرًا على تجديد العلاقات مع نظام الأسد، أمام توسع تنظيم الدولة في المنطقة، رغم منح مجلس الأمن تفويضًا للمنظمات الإنسانية باستقبال اللاجئين على المناطق الحدودية، مع الاكتفاء بإعلام المؤسسات النظامية وإجبارها على السماح لهيئات الإغاثة بالتدخل على الجبهة.

وأشار إلى أنه رغم هذا التفويض؛ فلم يتمكن الصليب الأحمر ولا منظمة الأمم المتحدة من تنفيذ قرار مجلس الأمن، بسبب تهديد الأسد باعتقال وطرد كل من يتمرد على قرارات نظامه. وفي هذا السياق، صرح أحد الناشطين في المجال الإنساني بأن "بعض الدول شرفٌ لك أن تُطرد منها".

وأضاف التقرير نقلاً عن تنسيقية الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، أن عدد الأشخاص الموجودين بمناطق يصعب الوصول إليها، تضاعف بين سنتي 2013 و2015 من 2.5 إلى 4.8 مليون نسمة.

وفي ما يتعلق بالتدخل على الجبهة؛ أورد التقرير أن القرار لم يغير شيئًا، بل إنه على العكس، منذ 2014 لم تتمكن الأمم المتحدة من تنفيذ أي تدخل على الجبهة، باستثناء بعض المناطق الشيعية في حلب التي يسيطر عليها الثوار.

وأشار التقرير إلى تعطل منح الضوء الأخضر للعمليات بسبب تعدد الإجراءات، وأحيانا استحالتها، كطلب السلطات قائمات اسمية للأشخاص الممكنة مساعدتهم، وهو ما يتناقض مع قوانين المنظمة، حيث وصف نديم خوري من "هيومن رايتس ووتش" النظام السوري بأنه "بارع في كسب الوقت، حيث إنه لا يجيب بـ لا أو بـ نعم".

وبحسب التقري؛ فإن سياسة التسويف التي اعتمدها النظام نجحت، حيث ذكرت الأمم المتحدة أنها عزمت على تقديم المساعدات في ست مناطق سورية، أربعة في الغوطة واثنتان في حمص. وفي ما يخص الغوطة، فلم يقدم النظام أي إجابة. أما بالنسبة لحمص فقد تم قبول الطلبين، لكن ألغي الأول في الدقيقة الأخيرة، بينما تم السماح للثاني بالدخول دون معدات طبية، ما دفع ناشطًا إنسانيًا فرنسيا إلى القول: "إنه واقع لم يعد يصدم أحدًا، ففيما مضى كانوا يصادرون حتى حافظات الأطفال خوفًا من استعمالها كقطن لإسعاف الجرحى".

وختم التقرير بالتأكيد على أن أخطر ما يواجه سوريا هو "توظيف العمل الإنساني في العمل السياسي".

* بنيامين بارت: مراسل صحيفة لوموند الفرنسية في الشرق الأوسط... الرابط:
 https://abonnes.lemonde.fr/proche-orient/article/2015/03/13/comment-assad-instrumentalise-l-aide-de-l-onu-aux-syriens_4592953_3218.html
التعليقات (0)