تحت مانشيت كبير بعنوان "فضيحة في جامعة الأزهر.. ابن
ممدوح شاهين رسب في امتحان الدكتوراه فقرر نائب رئيس الجامعة إلغاء النتيجة ولجنة الامتحان"، كشفت صحيفة "الفجر" الداعمة للانقلاب، في عددها الأسبوعي الصادر الخميس، عن واقعة محاباة لنجل اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في امتحان الدكتوراه بجامعة الأزهر، بعد رسوبه فيه، إذ إن نائب رئيس الجامعة قام بإلغاء النتيجة، واصفا عمل اللجنة بالعوار، مشكلا لجنة أخرى من خارج الجامعة، لتمرير الدرجة للشاب.
واللواء ممدوح شاهين هو المستشار القانوني للرئيس عبدالفتاح السيسي، ونجم وقائع التسريبات الأخيرة، وبالأخص نقل الرئيس محمد مرسي من القاعدة العسكرية التي وضعه الجيش فيها عقب الانقلاب إلى سجن مدني (وهمي) تمت إقامته خصيصا له لخداع النيابة، واستكمال أوراق قضية التخابر.
وأوضحت "الفجر" أنه بقرار من عميد كلية طب بنين الأزهر الدكتور إسماعيل شبايك، فقد تم تعيين محمد ممدوح شاهين ابن اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، معيدا في الكلية.
وأضافت الصحيفة أن ذلك حدث بعد ثورة يناير، في وقت كان الجيش يحكم فيه البلاد، ما فجر شعورا بعدم الاطمئنان للقرار.
واستطردت "الفجر"، بأن ذلك الشعور قد تضاعف بعدما نجح محمد ممدوح شاهين بتفوق في الماجستير، وجاء الأول على دفعته، فتحول الشعور بعدم الاطمئنان، إلى شعور بالشك، والقلق.
وتابعت "الفجر": في ذلك الوقت حاول الدكتور إسماعيل شبايك مساعدة ومساندة الدكتور توفيق نور الدين في انتخابات العمادة، لكنه لم يحصل سوى على صوتين في الانتخابات، وهنا تدخل شبايك طالبا تعيين توفيق نور الدين نائبا لرئيس الجامعة، مكافأة على فشله في الانتخايات، وليكون صاحب سلطة أعلى من سلطة العميد!
وفي تزامن مثير للريبة، عُين توفيق نور الدين نائبا لرئيس الجامعة، وعُين محمد ممدوح شاهين مدرسا مساعدا في قسم الأشعة بالكلية، ونزلت له درجة وظيفية برغم صعوبتها. وتساءلت الصحيفة: هل هناك علاقة بين القرارين كما يُشاع في أوساط الجامعة؟
واستطردت: "جاءت الطامة الكبرى لدى امتحان الدكتوراه.. ففي الطب من المستحيل أن ينجح الطالب في امتحان الدكتوراه من أول مرة، لكن الأمر كان مختلفا مع إبن ممدوح شاهين.. فخلال الامتحان التحريري لاحظ الطلاب وجود الدكتور توفيق نور الدين بينهم، ولم يكن من الصعب معرفة السبب، فبينهم ابن شخصية مؤثرة في البلاد، ويصعب عليه تجاهل وجوده..".
وظهرت النتيجة، ونجح محمد ممدوح شاهين في التحريري بنسبة وصلت إلى 71%، وسط دهشة بقية الطلاب.. فلا أحد منهم مهما كان مستواه حصل على أكثر من 65%، لكن لم يجرؤ أحد على أن يتكلم، أو يشكك في النتيجة أو يتساءل: هل حدث أمر ما في الكونترول؟
وتابعت الصحيفة: لكن الدكتور الشاب الذي حقق المعجزة في التحريري لم يستطع أن يصل إلى النتيجة نفسها في الشفهي، فلم يحصل سوى على 41%.. مما يعني أن اللجنة رأت أن مستواه لا يرقى للحصول على الدكتوراه.
وقامت الدنيا، ولم تقعد -بحسب "الفجر"- في ملامح الدكتور توفيق نور الدين وانضم إليه الدكتور أحمد عوف رئيس قسم الأشعة في الكلية، واتفقا على أن يكتب محمد ممدوح شاهين تظلما من اللجنة في سابقة لم تحدث من قبل!
إلا أن لجنة الشفهي رفضت كل الضغوط التي مُورست عليها، ولم تستحب لاقتراح أن ينجح كل الطلاب الذين امتحنتهم من أجل خاطر محمد ممدوح شاهين.
وسمعت اللجنة اقتراحا آخر أشد غرابة، هو أن محمد شاهين لن يبقى في الكلية، لو نجح في الدكتوراه، بل إنه سيسافر إلى الولايات المتحدة، ومن جديد.. رُفض الاقتراح.. فالحصول على الدكتوراه ينفصل عن استخدامها.
ولم يجد الدكتور توفيق نور الدين مفرا أمامه للنجاة من هذه المأساة سوى بإصدار قرار اعتبر فيه أن لجنة الامتحان شابها العوار، وهنا طرح السؤل: هل العوار الذي شاب اللجنة يمتد إلى نتيجة باقي الطلاب الذين نجحوا، وعددهم 14؟ وما مصير الطلاب الذين رسبوا؟ هل تعاد النتيجة بالنسبة إليهم جميعا؟ أليس العوار يمتد إلى الجميع؟
وتابعت الصحيفة: في الوقت نفسه قرر نائب رئيس الجامعة تشكيل لجنة امتحان أخرى مكونة من أساتذة جاءوا من خارج جامعة الأزهر، من طب قصر العيني وعين شمس ومعهد الأورام، وتقرر أن تعيد اللجنة امتحان ابن ممدوح شاهين يومي 7 و8 من شهر شباط/ فبراير الجاري.
واختتمت الصحيفة تقريرها المثير بالقول: "نحن على ثقة أن كلا من رجل قانون منضبط مثل ممدوح شاهين، وفضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، لن يقبلا بكل هذا العبث الذي يعني استمراره أن لا شيء قي
مصر تغير"، وفق الصحيفة المعروفة بدعمها للانقلاب، والمجلس العسكري.