شارك مئات الأردنيين في مدينة "عي" بمحافظة
الكرك (150 كم جنوب عمان)، التي ينتمي إليها الطيار الأردني الأسير لدى
الدولة الإسلامية ،
معاذ الكساسبة، بمسيرة صامتة، للتضامن مع الطيار وأسرته.
وجاب المشاركون شوارع المدينة رافعين صور الطيار ولافتات حملت شعارات منها "عودة معاذ سالماً أولوية وطنية"، "لن تقر أنفسنا إلا بعودتك سالماً يا معاذ".
وقال أيمن الرواشدة، عضو اللجنة التنسيقية للتضامن مع الطيار الكساسبة: "لم تصلنا أي أخبار بخصوص ابننا من أي طرف، ونتلقى المعلومات عنه عبر وسائل الإعلام فقط، ونؤكد أننا راضون بقضاء الله وقدره دوماً وأملنا كبير بإطلاق سراحه".
من جهته، قال عضو مجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان) بسام البطوش: "نقف جميعاً كأردنيين على اختلاف مواقعنا مع الطيار البطل وأسرته، ولدينا أمل كبير بالله أن يفك أسره".
وما زال المئات من أبناء مدينة الكرك وعدد من نواب البرلمان الأردني وشيوخ ووجهاء القبائل الأردنية موجودون بديوان أبناء الكرك بمنطقة "دابوق" غربي العاصمة عمان، للتضامن مع أسرة الطيار، فيما اقتصر حديث والده على الدعاء والمواظبة على الصلاة، وتأكيده بين الحين والآخر أنه مؤمن بقضاء الله وقدره.
وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الأردني العقيد ممدوح العامري أكد صباح الجمعة أن أجهزة الدولة ما زالت تعمل على مدار الساعة لمتابعة قضية الطيار الكساسبة، وفي حال حدوث أي مستجدات سيتم إيصال المعلومة في الوقت المناسب.
وأضاف أن "القوات المسلحة الأردنية، تثمن وعي المواطن، وعدم انسياقه وراء الإشاعات، مع التذكير بضرورة توخي الحذر بتداول أي معلومات من مصادر غير رسمية، وتجنب نشر أية أخبار مضللة أو مغرضة".
ووجه صافي الكساسبة والد الطيار الأردني معاذ المحتجز لدى الدولة الإسلامية في العراق والشام، مساء الخميس، نداء إلى التنظيم، دعاهم فيه إلى "العفو" عنه.
جاء ذلك أمام تجمع أبناء محافظة الكرك، التي ينحدر منها الكساسبة، في ديوان أهالي الكرك، بعد انتهاء المهلة التي منحتها الدولة الإسلامية من أجل إتمام صفقة تبادل بين السجينة ساجدة الريشاوي، مع غروب شمس يوم الخميس في العراق.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أكد أمس أن بلاده تريد ضمانات بأن الطيار في سلاح الجو الملكي الأردني الأسير لدى الدولة الإسلامية معاذ الكساسبة، مازال على قيد الحياة قبل عقد صفقة تبادل مع التنظيم.
وأضاف المومني خلال مؤتمر صحفي عقده بدار رئاسة الوزراء في العاصمة الأردنية عمان عصر الخميس، أن ساجدة الريشاوي مازالت في الأردن.
وعقد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، صباح أمس الخميس، اجتماعاً مغلقاً مع رئيسي غرفتي البرلمان بهدف إطلاعهما على آخر تطورات قضية الطيار معاذ الكساسبة الأسير لدى الدولة الإسلامية منذ أكثر من شهرين.
والريشاوي معتقلة لدى السلطات الأردنية ومحكوم عليها بالإعدام بعد أن فشلت في تفجير نفسها في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005، ضمن سلسلة تفجيرات وقعت بثلاثة فنادق بالعاصمة عمان، خلفت عشرات القتلى والجرحى في الأحداث المعروفة باسم "الأربعاء الأسود".
وأعلنت الدولة الإسلامية في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي اعتقال الكساسبة بعد إسقاط طائرته، قرب مدينة الرقة السورية، ونشر موالون للدولة الإسلامية صوراً له على مواقع التواصل الاجتماعي.