مقابلات

البردويل لـ"عربي21": علاقتنا بمصر في أسوأ حالاتها (فيديو)

البردويل:"فتح" تمزقت تحت هيمنة وديكتاتورية عباس التي أفشلت حكومة الوفاق ـ عربي21
البردويل:"فتح" تمزقت تحت هيمنة وديكتاتورية عباس التي أفشلت حكومة الوفاق ـ عربي21
المقاومة الفلسطينية أمينة على أمن مصر.. وعباس يحرض القاهرة علينا

لا ينجح نظام يدير ظهره للمقاومة.. ونحن مع الوفاق العربي وعباس يحرض علينا 

فتحنا علاقات مع "جماعة دحلان" من منظور إنساني.. ولا شأن له بالسياسة

المصالحة قرار استراتيجي لـ"حماس" والقاعدة الذهبية شركاء في المصير والقرار

"إسرائيل" قصدت أن تضع المقاومة اللبنانية في حرج

"فتح" جعلت من الحركات الفلسطينية ديكورا سياسيا لا أكثر



أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والنائب في المجلس التشريعي الدكتور صلاح البردويل أن "حماس" تضع ملف الأسرى "على رأس أولوياتها"، معتبرا أن "محاولات خطف جنود إسرائيليين"، هي جزء من محاولات الإفراج عن الأسرى، و"صفقة وفاء عنوان الفعل"، وشدد على أن حركته لن تغادر "مربع المصالحة حتى تصل "فتح" وقيادتها لقناعة أن الوطن والقرار شراكة".

واتهم الرئيس محمود عباس بوقف إعادة الإعمار واستمرار الحصار، في محاولة لـ "ابتزاز "حماس" كي ترفع الراية البيضاء وتسلم سلاحها".

وقال "البردويل" في حوار خاص مع "عربي21"، إن "فشل" حكومة الوفاق الوطني في أداء مهامها لأنها "تعيش حالة من الهيمنة السياسية من قبل "فتح" والرئيس عباس"، مؤكدا أن "فتح تمزقت تحت هيمنة وديكتاتورية عباس".

وأوضح القيادي في "حماس"، أن "فتح" "تمارس حالة من الاستعلاء والأنانية والهيمنة على الساحة الفلسطينية"، مؤكدا أن حماس "اتخذت قرارا استراتيجيا بأنه لا مجال لاستمرار المواجهة مع (فتح) ولا بد من إيجاد صيغة للمصالحة على قاعدة شركاء في المصير والقرار".

وأضاف أن: "الإشكالية لا زالت قائمة، و"فتح" ورئيسها لم يصلا بعد لقناعة بأن الوطن لا يمكن أن يكون حكرا على طرف دون طرف"، مؤكدا أن "فتح" لم تعد أغلبية في الشعب الفلسطيني".

وفيما يخص العلاقة مع القيادي الفتحاوي محمد دحلان أكد "البردويل" أنه جرى لقاء بين "حماس ودحلان في الإمارات" منذ أكثر من عامين، موضحا أن هذا التواصل يأتي من باب المصالحة المجتمعية التي "لا يمكن للمصالحة السياسية أن تنجح دونها".

وشدد على أن "حماس"، لا "تتدخل في الخلافات بين عباس ودحلان"، وأضاف: "نحن نريد أن نوحد الشعب الفلسطيني ولا نريد أن نفككه"، موضحا أن قطاع غزة "بات يعيش مأساة الحصار العربي والسلطة والحصار الإسرائيلي والأمريكي".

وقال "البردويل" إن قيام الاحتلال بعملية اغتيال قادة من حزب الله وإيران هو "لعب بمشاعر الجمهور الصهيوني المتعطش للدماء العربية والإسلامية، حيث يقدم الدم العربي والإسلامي عربونا وقربانا بين يدي أي انتخابات إسرائيلية".

واعتبر أن هذه الجريمة بمثابة "اختبار كبير جدا للمقاومة اللبنانية".

وقال: "نحن نبني علاقاتنا مع كل الدول بناء على مدى قربها ودعمها للقضية الفلسطينية وتحديدا للمقاومة".

وأضاف هذه سياسة "حماس"، في بناء علاقتها مع الدول المختلة، وشدد البردويل على أنه "لا ينجح نظام يدير ظهره للمقاومة ولا يسقط نظام يدعم المقاومة".

وأوضح أن العلاقة مع إيران في "بداياتها و لم تصل حد العودة إلى الماضي".

وبين أن علاقة "حماس" بالنظام المصري الحالي هي من "أسوأ العلاقات التي مرت بها القضية الفلسطينية"، مؤكدا أن "مصر الحالية لديها قناعة أن "حماس" مسؤولة عما يحدث في سيناء، وليس لديها دليل واحد".

واتهم "البردويل" رئيس السلطة الفلسطينية بأنه يقوم "بدور كبير جدا في تحريض النظام المصري على "حماس"، وذلك "لحسابات حزبية فتحاوية"، مؤكدا أن "المقاومة الفلسطينية أمينة على أمن مصر ولم ولن تتدخل، وهي دائما حريصة على الوحدة العربية، ولن تكون جزءا من الفرقة العربية".

وفيما يلي نص الحوار:

 
العلاقة مع حركة "فتح"

* كيف هي علاقتكم مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"؟

- الحقيقة أن العلاقة مع حركة "فتح"، علاقة قديمة حديثة، هناك شعور تحول إلى رؤية فكرية وتحول إلى سلوك لدى "فتح"، هذا السلوك بموجبة تمارس حركة "فتح" حالة من الاستعلاء والأنانية والهيمنة على الساحة الفلسطينية، ولا تقبل أن ترى منافسا قويا لها في الساحة، لذلك هي استطاعت من خلال الاستقواء بمنظمة التحرير والنظام العربي أن تطمس كل الحركات الفلسطينية، أو أن تضعها تحت جناحها، وأن تجعل منها ديكورا سياسيا لا أكثر، لكن العقبة التي وقفت في وجهها هي "حماس"، ومنذ أن ظهرت حركة "حماس" وفتح تختلق كل الذرائع والأساليب من أجل أن تحتوي "حماس" أو أن تنفي "حماس" من المشهد، تكرر هذا من الانتفاضة الأولى، ثم مع بداية التسعينات عندما دخلت مشروع مدريد وأوسلو، ثم بعد قدوم السلطة إلى الضفة وغزة، وما تبعه من محاولة لقمع "حماس" قمعا أمنيا كبيرا، ثم تلا ذلك عندما دخلت "حماس" إلى حلبة المشروع السياسي من خلال الانتخابات، ونجحت فقامت "فتح" بانقلاب كبير جدا، حيث ألغت بموجبه الانتخابات، واستقوت بقوى عربية وإقليمية وبـ"إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية، وتلا ذلك سكوت "فتح" عن الجرائم الإسرائيلية بحق "حماس"، بل ساهمت حركة "فتح" في اعتقال نواب وعناصر حماس وبالحرمان والفصل الوظيفي وبكل ما أوتيت من قوة، وساهمت بالحصار في مواجهة حملة تشهير إعلامية تشنها ضد حماس.

وهذا واقع لا يمكن أن نتجاهله، ولا يمكن أن نتغاضى عنه، مع ذلك أمام حركة "حماس" خياران: الأول أن تظل في حالة صراع مع هذه الإرادة التي تمارسها حركة فتح ومن وخلفها، أو أن تفكك هذه الأزمة وتدخل في مصالحة.

وقد ارتضت حماس واتخذت قرارا استراتيجيا بأنه لا مجال لاستمرار المواجهة، ولا بد من إيجاد صيغة للمصالحة، ووافقت حماس منذ 2005 على عدة وثائق، منها اتفاق القاهرة 2005، ووثيقة الوفاق 2006، واتفاق مكة 2007، واتفاق القاهرة 2011، واتفاق الشاطئ، ومنها اتفاق القاهرة الأخير 2014، ومن صور هذا التوافق حكومة الوفاق الوطني التي وافقت عليها حماس، التي كانت قد أسست لرئاستها من خلال اتفاق الدوحة، كل هذا على قاعدة واضحة حماس وافقت على قاعدة ذهبية هي قاعدة أننا شركاء في المصير والقرار، قاعدة الشراكة هي الذهبية، ولذلك انطوى اتفاق المصالحة على عدة بنود تقوم على أساس الشراكة وعلى أساس النظام الديمقراطي، الشراكة في منظمة التحرير وإدارة الضفة وقطاع غزة وفي المقاومة ومفهوم الأمن والانتخابات، بمعنى نحن نعيش حالة من الشراكة في تساوي وتعادل وتكافؤ ما بين الإخوة.

 كل هذه القصص والمفاهيم والوثائق جاءت في ظل انغماس "فتح" التي لم تنقطع في مشروعها، وكأنه لا يوجد مشروع آخر هو مشروع الشراكة، التفاوض تقوم به على انفراد، تذهب للأمم المتحدة على انفراد، تتعاون مع الاحتلال من خلال التنسيق الأمني دون الرجوع لأحد، تمارس كل ما تمارسه، ثم تعزز هذا التنكب للمصالحة من قبل "فتح" من خلال استمرار نفس الأوجاع التي يعاني منها الشعب الفلسطيني وتعاني منها "حماس"؛ الحصار لم نجد حركة فتح تتعاون في رفع الحصار بل تزيده، وأنا أقصد من حركة "فتح" هنا جناح عباس نفسه، رئاسة حركة "فتح" ذاتها، لأنه حتى حركة فتح تمزقت تحت هيمنة وديكتاتورية عباس، ولذلك الحصار ومنع الإعمار وتحريض مصر ليل نهار سياسيا وإعلاميا من أجل مزيد من القمع تجاه قطاع غزة، لتجعل "حماس" ترفع الراية البيضاء ومن ثم تعود "فتح" لنفس عقلية الهيمنة على القرار والمستقبل الفلسطيني والشعب الفلسطيني من خلال ما تملكه من مفاتيح وأدوات قمعية عربية ودولية وإسرائيلية، المال والأمن وغيرها من أدوات القمع للشعب الفلسطيني، إلى هذه اللحظة الإشكالية لا زالت قائمة.

 وأعتقد أن هذه الإشكالية هي إشكالية نفسية عقلية إدارية، لم تصل حركة فتح ولا رئيسها حتى اللحظة إلى قناعة بأن الوطن لا يمكن أن يكون حكرا على طرف دون طرف وأن القضية لا يجوز أن تظل تجارة وبضاعة في يد طرف دون طرف، لا بد أن تصل "فتح" لقناعة أن العالم يتغير وأن الظروف تتغير والخرائط السياسية تتغير والشعب الفلسطيني ينزاح عن أي تيار يتنكب للثوابت باتجاه تيار يتمسك بالثوابت، وأن "فتح" لم تعد أغلبية في الشعب الفلسطيني، وأن كل الغطاءات الشرعية التي تمتلكها "فتح" من خارج الشعب الفلسطيني لا ترقى إلى مستوى الشرعية التي يمكن أن تحصل عليها من قلب الشعب الفلسطيني سواء بالطريقة الديمقراطية أو بالطريقة الثورية والدماء التي تسيل من أجل فلسطين.

حكومة الوفاق الفلسطينية

*على ذكر الاتفاقيات المتكررة مع حركة "فتح"، وفشل حكومة الوفاق الوطني في حل مشكلات غزة إلى ماذا سيفضي ذلك؟

- لا بد من التأكيد على أن فشل حكومة الوفاق الوطني له مرجعية عند الرئيس عباس، الحكومة توافقنا على أن تكون حكومة وفاق بعيدة عن تحزب لهذا الطرف أو ذاك الطرف، حكومة مهمات، تقوم بمهمات محددة، من ضمنها الإشراف على الانتخابات القادمة والتحضير لها، وإعادة هيكلة وتنظيم وضع الموظفين ودمجهم بالضفة وقطاع غزة، والمصالحة المجتمعية وعلى رأس كل ذلك إعادة إعمار قطاع غزة.

الحكومة كان يجب ألا تتدخل في الشأن السياسي والخلافات السياسية بين "فتح وحماس"، رأيناها تعيش حالة من الهيمنة السياسية من قبل "فتح" والرئيس عباس؛ ولذلك أراد عباس من خلال هذه الحكومة أن يبتز حركة حماس، فالإعمار لن يتم إلا اذا ركعت حركة حماس، الحصار لن يرفع إلا إذا سلمت حماس سلاحها، الموظفون لن يعودوا إلا إذا استسلموا لرؤية عباس، واضح أن الحكومة خضعت ولم تجرؤ أن تقول هذه ليست مهمتنا، لذلك فشلت فشلا ذريعا، فهل يمكن تصور أن وزير يمكن ألا يتعامل مع موظفيه في غزة؟ هل يمكن لرئيس وزراء أن يدير الضفة الغربية ولا ينظر لغزة؟! 
 
هذا الفشل في النهاية سيفضي إلى أحد أمرين، أن يقوم الشعب الفلسطيني قومة واحدة بإدانة عباس، وإدانة سلوكه الذي يراه الشعب أنه تآمري ضد قطاع غزة وضد "حماس"، ومخالف لروح المصالحة، وبالتالي يسحب كل البساط الذي فرشه لنفسه من خارج فلسطين، أو لا سمح الله أن يستمر الانقسام إلى أن يأتي أمر يشاء الله من خلاله اختلاط الأمور بالضفة الغربية والقدس، وبالتالي تنتهي هذه اللعبة السياسية التي يقوم بها عباس وتنتهي أوراق القوة المرتبطة بالمقاولة الأمنية التي يمتلكها عباس، وعند ذلك سيحسم الشعب الفلسطيني أمره بمواجهة الاحتلال، كل شيء وارد إلا الصدام، نحن لا نقبل الصدام مع حركة "فتح"، وسنظل في مربع الصلح والمصالحة إلى أن تصل "فتح" وقيادتها لقناعة أن الوطن و القرار شراكة ولا يستطيع أحد أن يستفرد بالقضية دون الآخر.

العلاقة مع دحلان

* في ظل حرص "حماس" على هذا التوافق الفلسطيني، هناك أخبار تفيد بتواصل "حماس"، مع القسم الثاني لـ" فتح" المتمثل بالقيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان، ما حقيقة ذلك؟

- أما فيما يتعلق فيما ينشر ويقال عن علاقة جناح دحلان في "فتح وحماس"، ربما أخذ بعدا سياسيا أكبر من حجمه، القضية بدأت عندما حدثت حوارات بين حماس وبين قيادات تابعة لدحلان، خاصة بعدما تعرض دحلان لقرارات صعبة من قبل عباس، مثل طرده من اللجنة المركزية وقطع رواتب الموظفين التابعين له وغيرها، حدثت حوارات وكان جوهرها أن الوضع بهذا الشكل لا يمكن أن يستمر بين فتح الممثلة بتيار دحلان و بين حماس، لا سيما أن أزمة الانقسام والاقتتال بين فتح وحماس كان الجزء الأبرز فيه دحلان وجماعته، والشهداء الذين سقطوا من الطرفين من حماس وفتح، سقطوا في معارك مؤسفة ما بين تيار دحلان وحماس، بالتالي دحلان وجماعته هم أولياء الدم، فكيف تحدث مصالحة اجتماعية دون أن تكون هناك أرضية لها كنوع من تبريد الخصام والعداء بين تيار دحلان وحماس، فبدأت الحوارات كي تتفكك هذه الأزمة الخطيرة، ولابد أن نطوي صفحات سوداء من التاريخ الفلسطيني، وطي هذه الصفحات يجب أن يكون بطريقة التفكيك الجزئي، بدءا بإيجاد قاسم إنساني، خاصة أن قطاع غزة يحتوي على معظم عناصر دحلان ويحتوي على حماس بشكل أساسي.

قطاع غزة بات يعيش مأساة الحصار العربي والسلطة والحصار الإسرائيلي والأمريكي، وبالتالي لماذا لا نساعد أهلنا، أهلنا أهلكم، أهلنا أهل "فتح" و"حماس" في غزة، وبدأ من هذه النقطة تشكيل الجمعية الوطنية للتكافل الاجتماعي، وهذه شكلت من عناصر من جماعة دحلان بيدهم رئاسة الجمعية، وأعضاء من نواب حماس في المجلس التشريعي، ومن الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والديمقراطية، شبه تحالف وطني وليس بين حماس وفتح وحدها، وعملت الجمعية على بعد إنساني من خلال مساعدة الطبقات الفقيرة في الأزمات كالمنخفض الجوي والمتضررين والجرحى وأهالي الشهداء وأصحاب البيوت المدمرة، بالتالي هذه البداية إنسانية، وهذه البداية قد ترقى لمستوى أن ترطب الأجواء وتجبر الكسر الاجتماعي تمهيدا للمصالحة المجتمعية، ولا يمكن للمصالحة السياسية أن تنجح دون أن تنجح المصالحة المجتمعية، هذه هي الفكرة، لكن حماس حينما تعاملت مع المصالحة السياسية تعاملت مع العنوان الرئيسي لحركة فتح وهو عباس، رغم كل الملاحظات التي لنا على عباس وسلوكه وتصريحاته وممارساته ورؤيته، إلا أننا نتعامل بشكل رسمي مع الإطار الناظم لـ"فتح" الممثل في رئيسها ولجنتها المركزية وفي السلطة التي يقودها عباس وتقودها حركة "فتح" في الضفة الغربية.

محادثات في الإمارات

*فيما يتعلق بالطرف الآخر من "فتح" وهو دحلان هل وجدتم تجاوبا ؟

- لا شك أننا جلسنا مع دحلان، وهذا لم يقل بالإعلام، واستشعرنا أن هناك جدية في التعامل مع الوضع الإنساني، ونحن ليس لدينا مانع، دحلان هو مدخل لمساعدة الإمارات، ونحن جلسنا معه في الإمارات، التي استعدت على قاعدة المصالحة المجتمعية بين "فتح وحماس" في غزة أن تتقدم بمساعدات إنسانية للقطاع، وهذا هو الذي حدث، وقامت الإمارات بتقديم مساعدات مستشفى ميداني ومساعدة الجرحى وغير ذلك، وهذا طبعا جاء من مشهد المصالحة المجتمعية في قطاع غزة، لذلك نحن نتعامل مع مشهد إنساني. أما المشهد السياسي كما قلت عند مركزية فتح، فتح الرسمية، ولا يوجد تعارض على الإطلاق، ولسنا جزءا من الخلافات بين عباس ودحلان، هذه أمور داخلية لا علاقة لنا بها ولا نستفيد منها، نحن نريد أن نوحد الشعب الفلسطيني، ولا نريد أن نفككه، أما الأوهام حول عمل صفقات سياسية، أنا أعتقد أن عباس هو المعتمد في الدول العربية حتى هذه اللحظة، ومعتمد دوليا ومحليا بالنسبة لحركة "فتح"، أما العلاقة مع مجموعة دحلان فهي ترتبط بالبعد الإنساني المتعلق بقطاع غزة.

مجلس الأمن الدولي

* كيف ترى نية الرئيس عباس التوجه مرة أخرى للأمم المتحدة، كيف يحدث ذلك في ظل عدم التوافق الفلسطيني على تلك الخطوة؟


- الرئيس عباس مشكلته أنه عنيد وهارب من الشعب الفلسطيني؛ يهرب دائما لحضن العدو هروبا فظيعا جدا، فكلما اقتربنا من توافق وطني هرب منا لمشاريع يكتب التاريخ عنها أنها مشاريع تصفية القضية الفلسطينية؛ سواء مشروع أوسلو أم غيره، وحتى مشروع الأمم المتحدة غير المفهوم شكل الفلسطينية التي يريدها، ولا زمن تكونها، أو مشاريعه في بناء أحلاف وعلاقات على حساب الشعب الفلسطيني أو مشروع حصار قطاع غزة، للأسف الشديد هو لا يأخذ رأيا ولا يريد؛ لأنه ينطلق من منطلق الاستعلاء وعدم الاعتراف بالآخر وعدم الرغبة في الشراكة، وهذا هو جوهر الخلاف الذي لن ينتهي إلا عندما يصل هو وقيادة "فتح" لقناعة أنه آن الأوان للاعتراف بالآخر الفلسطيني الذي يجسد الأغلبية في الشعب الفلسطيني.

اغتيال الاحتلال قادة حزب الله

* قبل أيام قليلة قامت "إسرائيل" بتصفية مجموعة من حزب الله اللبناني كيف تقيمون ذلك؟


- قيام العدو الصهيوني بعملية الاغتيال لقادة من حزب الله ولقادة عسكريين إيرانيين في الجولان المحتل، هو نوع من اللعب الصهيوني بأمرين: اللعب بمشاعر الجمهور الصهيوني بضاعة داخلية، يقدم الدم العربي والإسلامي عربونا وقربانا بين يدي أي انتخابات أمام جمهور متطرف عنصري متعطش للدماء العربية والإسلامية، هذه بضاعة محلية، والناحية الثانية هو لعب بالساحة وقراءة دقيقة للثغرات الموجودة في هذه الساحة، "إسرائيل" تعلم علم اليقين أن هناك حالة صراع مؤسفة في المنطقة العربية، سواء سميت مذهبية أو سميت بأسماء أخرى، فهي تلعب على هذه التناقضات، وتدخل من هذه الثغرات، لتوجه ضربات قوية، شعورا منها أن الانشغال في المعارك العربية الداخلية سيمنع المقاومة من الرد، أنا أعتقد أن هذا اختبار كبير جدا للمقاومة اللبنانية، وأن "إسرائيل" قصدت أن تضع المقاومة اللبنانية في هذا الحرج.

المقاومة اللبنانية أعرف بشؤونها

* ما هو المطلوب من المقاومة اللبنانية ؟


- بالتأكيد نحن لا نوجه المقاومة اللبنانية، هي أعرف بشؤونها، وأقدر على تقدير مواقفها، وهي التي تحدد البوصلة جيدا، والدماء ليست رخيصة، وتعودنا على مواقف كثيرة، "إسرائيل"، بهذه الغطرسة والعنجهية تقدمت، ولكنها شعرت في النهاية بالندم.

العلاقة مع إيران

* على ذكر إيران، كانت هناك زيارة لوفد "حماس"، هل استأنفت إيران دعمها لحركة حماس؟

- نحن نبني علاقاتنا مع كل الدول، بناء على قرب ومدى دعم هذه الدول للقضية الفلسطينية، وتحديدا للمقاومة الفلسطينية؛ لأن المقاومة مقدسة بالنسبة لنا، ودعم المقاومة هو دعم للقضية الفلسطينية، ودعم للقدس وحق العودة، والمقاومة بحاجة ماسة إلى اليد التي تمتد، ولا شك أن إيران دعمت المقاومة الفلسطينية دعما كبيرا لسنوات عديدة، ربما تأثر هذا الدعم نتيجة موقف "حماس" الذي رفض الغرق بالدم السوري، ورفضت "حماس" أن تكون عنصر توتير في سوريا أو عنصر انحياز لطرف على حساب طرف، فخرجت من الساحة السورية تماما، لكن للأسف الشديد لاحقتها أصوات وانتقادات، وحاولت أن تجعل منها خصيما لطرف على حساب طرف.

ونحن قلنا بشكل واضح: نحن لا نريد أن نتدخل بالشأن الداخلي، ولا نريد لسوريا إلا أن تخرج من هذه الدوامة من الدماء، وأن تتركز كل الجهود لدعم المقاومة، وسوريا خلال فترة تواجدنا ما شعرنا فيها إلا بكل خير ودعم، ويعز علينا أن نغادر هذا المربع، لكن لا ينبغي أن تتفكك العلاقات مع الجهات المقاومة الداعمة، لذلك "حماس" مدت يدها لعودة العلاقات، وإيران أبدت مرونة في ذلك، ونتمنى أن تعود العلاقات قوية لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والقدس التي هي مشروع كل المسلمين، وواجب على كل المسلمين دعم تحريرها، ولصالح المقاومة التي تستطيع أن تقوم بكل ذلك، لكن حتى هذه اللحظة الأمور في بداياتها، ولم تصل إلى حد العودة إلى الماضي.

التقارب القطري المصري

* كيف تنظرون للتقارب القطري المصري، وما هو انعكاسه على حركة حماس؟

- أولا حركة "حماس" مرتبطة بالقضية الفلسطينية، وهي من أقدس القضايا العربية على الإطلاق، ولا يوجد نظام عربي يستطيع أن يدخل إلى ميدان الشرف والتأييد الشعبي إلا من خلال دعمه للقضية الفلسطينية، ومخطئ من ظن يوما أن القضية والشعب والمقاومة الفلسطينية هي وحدها بحاجة للأمة العربية، بل إن الأمة العربية يجب أن تتشرف بدعمها للمقاومة، ولا ينجح نظام يدير ظهره أو يخون المقاومة، ولا يسقط نظام يدعم المقاومة أبدا، بالتالي "حماس" ليست مضطرة أن تدخل على محاور عربية، محور مصر أو محور قطر، وهذه ليست من سياساتها، نحن لسنا مضطرين أن ندخل في محاور.

 نحن نعتبر أنفسنا بقعة الضوء المضيئة في الوطن العربي كله، وفي الأمة العربية والإسلامية، والطائفة المنصورة التي يجب أن يلتف حولها ويدعمها الجميع، لا يجوز للمقاومة أو الشعب الفلسطيني أن يكون جزءا من محور سياسي هنا أو هناك، وإنما يجب أن يكون هو محور بحد ذاته، محور تجميع للأمة العربية والإسلامية، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية العربية، وإنما كل ما ندعو إليه هو وحدة الصف العربي على دعم القضية الفلسطينية، ونشعر بالسعادة البالغة عندما تتوافق رؤى الدول، ويسعدنا أن نرى قطر موحدة مع السعودية ومصر والخليج وإيران وتركيا، ونشعر بالأمان عندما تتحد الأمة العربية على دعم القضية الفلسطينية، ولذلك تصغير الأمر بالقول أن "حماس" تأثرت بالخلاف أو التوافق المصري القطري إيجابا أو سلبا، هذا غير وارد في قاموسنا السياسي، وإنما نحن دائما مع الوفاق العربي.

"حماس" .. والنظام المصري

* وماذا عن علاقاتكم بالنظام المصري؟


- علاقتنا بالنظام المصري الحالي هي من أسوأ العلاقات التي مرت بها القضية الفلسطينية؛ كمقاومة فلسطينية، حتى في عهد حسني مبارك كانت علاقتنا أقوى وأفضل بكثير من الوضع الحالي، ولم نكن نحن السبب، إذا كان النظام المصري الجديد يعتقد أن السبب هو الأنفاق، فإن الأنفاق كانت أضعاف مضاعفة في عهد حسني مبارك، لم يكن هناك وقت أسوأ على المقاومة والقضية الفلسطينية من الوقت الذي نعيشه الآن مع النظام الحالي، وليس لنا أي علاقة بهذا الظرف المصري القائم، وإنما هي حسابات داخلية مصرية ضدنا وضد المقاومة الفلسطينية.

النظام المصري الحالي لديه قناعة بشكل جنوني بأن "حماس" مسؤولة عما يحدث بسيناء، وليس لديه دليل واحد على ذلك، ولن يجد دليلا واحدا، ولسنا على الإطلاق جزءا من أي عملية في سيناء أو في أمن مصر، قلنا هذا ألف مرة، ولكن يبدو أن هناك قرارا بحمل هذه الفزاعة والدوران بها في كل مكان إعلاميا وسياسيا؛ من أجل ترويع الشعب المصري من الشعب الفلسطيني والمقاومة، وكسب آراء غربية وإسرائيلية تحقد على المقاومة الفلسطينية، حسابات سياسية داخلية مصرية لسنا طرفا فيها على الإطلاق، ويزج بنا فيها، ويعاقب الشعب الفلسطيني عليها، وهنا أقول لك بصراحة: السلطة بقيادة عباس لها دور كبير جدا في تحريض النظام المصري، طبعا هذا له علاقة بحسابات حزبية فتحاوية ضد "حماس"، وبالتالي الشعب الفلسطيني في غزة يعاني معاناة شديدة جدا نظرا لحسابات سياسية مصرية ولتحريض سياسي من قبل أطراف إسرائيلية وفلسطينية ضد غزة وشعب غزة وضد المقاومة الفلسطينية، ولذلك نحن حريصون على تصحيح هذه الصورة في ذهنية القيادة المصرية، وأن نقول لهم أن القضية والمقاومة الفلسطينية أمينة على أمن مصر، ولم ولن تتدخل، وهي دائما حريصة على الوحدة العربية، ولن تكون جزءًا من الفرقة العربية.

أمهات الأسرى

* في حديثك مع إحدى أمهات الأسرى تحدثت وهي تبكي، وقالت أنا لي خمسة أبناء معتقلون لدى الاحتلال، ولم أجلس معهم منذ ما يزيد عن 20 عاما، ما هي رسالتكم في "حماس" لهذه الأم؟

- نحن حركة "حماس" نضع على رأس أولويات الحركة قضية الأسرى، وملف الأسرى مركزي في قيادة حركة "حماس"، ومعنى أن يكون ملفا مركزيا أن قضيتهم تناقش على مدار اللحظة، والجميع رأى كيف أن "حماس" منذ عهد الشيخ أحمد ياسين وضعت الأسرى في مقدمة أولوياتها، وقامت بعمليات نوعية ومتقدمة جدا من أجل الإفراج عن الأسرى، ونجحت في بعضها، ولم تنجح في أخرى، وأعتقد أن صفقة وفاء الأحرار في تبادل الجندي شاليط مع أكثر من ألف وخمسين أسيرا من المحكوم عليهم بعشرات المؤبدات هي عنوان الفعل، والمحاولات المتعددة لخطف جنود إسرائيليين في المعارك هي جزء من هذ العملية، وكشفت المعركة الأخيرة عن نجاحات هنا وهناك.

"حماس" تقول لأمهات الأسرى لسنا غافلين عن المعاناة، ولن نتأخر لحظة واحدة في تحقيق أمل هؤلاء الأمهات، ولن نترككم كثيرا في هذا الجزع والحزن بإذن الله تعالى.

المقابلة بالفيديو  - الجزء الأول



الجزء الثاني


الجزء الثالث


التعليقات (0)