قضايا وآراء

مشهد 3 يوليو.. الحاجة والاختراع

محمد عزت الشريف
1300x600
1300x600
قديما.. وحكيما قالوا:

"الحاجةُ أُمُّ الاختراع"..

فماذا إذا ما تمخَّضت الحاجة فولدت حاجةً؟!

يا سادة، هل العراقة سلفية؟

وماذا عن الأصالة؟ وماذا عن التخلف والتقدّم والرجعية؟

ثم، ماذا عن نهضة الأمة المصرية؟!

• هل تأمَّلَ أحدُنا في تراتُب ما ترفعه سلطاتنا الحاكمة من شعارات؟

• هل منطقيٌّ مثلاً أن يكون شعار " تحيا مصر" هو التطور الطبيعي لشعار "النهضة"؟!

• هل من الطبيعي في مراحل تطور الأمم أن تنتقل خير أمة أُخرجت للناس من مرحلة "النهضة" التي من المفترض أنها تقوم بالمجتمع الإنساني كله ـ إلى مرحلة "من فضلك عايز أعيش"؟!

• هل تَرَونَ في ذلك أيَّ منطقٍ  أنْ يُذكَر، أو معنى فَيُتَدَبَّر؟!

مشهد 30 يونيو المهيب ـ حتماً ـ كان يُعَبِّر عن أنَّ ثَمّةَ حاجة للأمة المصرية..

ـ فهل كان مشهد 3 يوليو هو ذلك الاختراع الذي جاء وليد حاجة 30 يونيو؟

ـ أمْ أنّ الحاجةَ حبَلَتْ ولمّا جاء مخاضُها ولَدَت حاجةً أكبرَ منها؟!

ـ أمْ أنّ تلَّ المشاكل المصرية انقشعَ وأسفرَ عن جبل؟!

•  عجباً أرى ..

لكأنما لاذت الأمة المصرية من الذنب بالجحيم !!

نحن هنا لن نناقش اللامنطقِ بلا منطق، كما ولن نناقشه بمنطقٍ عاديٍ تقليديٍ مطروقٍ ومستهلَك؛ فالمَوقفُ لا يحتملُ الدخولَ في دهاليز الجدالات العقيمة، دعُونا ننتقلُ من الضيّق الحرج إلى الواسع الصدر والطويل النفس..

ولتكن بدايتنا من حيث ما انعقدَ عزم رموز 30 يونيو على المطالبة به في ذلك المشهد المليوني الرهيب ـ ألا وهو مطلب قيام السيد الرئيس محمد مرسي بتحديد موعدٍ لانتخاباتٍ رئاسية مبكرة عن موعدها الدستوري المقرّر بثلاث سنوات..

ولنتَّبِع ـ إذن ـ منهجاً غيرَ تقليديٍّ؛ نسميه مثلا "منطق أسوأ الاحتمالات" من وجهة نظر رموز 30 يونيو أنفسهم..

منطق أسوأ الاحتمالات هذا ـ حتماً ـ سيفترض أن الرئيس محمد مرسي سيرفض مطلب هؤلاء بشأن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وعلينا من ثَمَّ أن نعتمد في منهج بحثنا مقارنة المساوئ بين البدائل.

ـ مقارنة المساوئ المحتملة في حالة بقاء الرئيس محمد مرسي في سدة الحكم، بالمساوئ التي أفرزها نظام الحكم الحالي لدولة 3يوليو.

ونتساءل:

• هل كان نظام الدكتور محمد مرسي مُتَوَقَّع منه أن يتسبب في وقوع عدد يتراوح ما بين2000 قتيل وحريق حسب تقدير القاتلين والحارقين، وبين 10000 قتيلٍ و حريقٍ بتقدير المقتولين والمحروقين وأهاليهم وذويهم والمنظمات المعنية بهم ؟!

• هل كانت قوات الجيش ستبقى هكذا طوال الوقت منشغلةً بضبط الأمن الداخلي بتجوال المدرعات والمصفحات والدبابات على مدار الساعة تطارد الشباب والنساء والصبية المعارضين لسلطة "دولة 3 يوليو" بالأزقة والشوارع والحواري؟!

• هل قتلى ومعتقلو المدارس و الجامعات المصرية ..!!

• هل الاقتصاد القائم على التسوُّل والاقتراض ..!!

• هل الانتماء إلى الوطن المضروب في مقتل.. !!

• هل الإرهاب الذي ادّعوه مُحتَمَلاًـ فأضحى الآن مخلوقاً و مختلقاً ..!!

• هل شهداء الشعب والجيش والشرطة ومختلف أعضاء العائلة..

• هل؟ و هل؟ وهل؟ ..

• هل نحن ـ حقاً ـ أُمّةٌ غيرُ صابرة؛ فآثرنا المغامرة على المطاوَلة؟

واستبدلنا الملغوم بالمأمون؛ وقبضنا الثمن ثلاث سنوات لا يحكمها الدكتور مرسي؟!

• هل تلك هي أهم إنجازات دولة 3 يوليو، وأساس ومصدر شرعيتها؟

• هل قامرت سلطة دولة 3 يوليو بتاريخ ومستقبل الأمة المصرية في مقابل ثلاث سنواتٍ مقطوعة من مدة حكم الرئيس مرسي؟!

يا سادة؛ نحن لا ننتظر على أسئلتنا النظرية إجابات نظرية ..

ـ فالماضي أجاب عنه الماضي.

ـ والحاضرُ أنتم ضحاياه ومادته.

ـ والمستقبل أنتم أبطاله، وضريبته؛ إنْ كان لَمّا يزل لكم على هذي الأرض ثَمَّةَ مستقبل؛ كأمة عظيمة، عريقة، شهيدة، وشاهدة على الناس.

أمة كانت ولازالت وستبقى خير أمة..

خير أمة أُخرجت للناس.
التعليقات (0)