سياسة عربية

الأردن يتفاوض بصمت مع "الدولة" لإطلاق سراح طياره

خلاف داخل "الدولة" حول خيار التفاوض أو قتل الطيار معاذ
خلاف داخل "الدولة" حول خيار التفاوض أو قتل الطيار معاذ
ما زال الغموض والتكهنات يسيطران على المفاوضات بين الحكومة الأردنية الدولة الإسلامية التي تجري بصمت مطبق، عبر واسطة عراقية مقربة من "الدولة"، للإفراج عن الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حسب معلومات رشحت لموقع "عربي21"، من ناشطين في مدينة الرقة السورية التي تخضع لسيطرة داعش.
 
وكان الطيار الأردني وقع في أسر الدولة الإسلامية، بعد سقوط طيارته الحربية التابعة للتحالف الدولي، التي كان يقودها صباح الأربعاء الماضي فوق محافظة الرقة شمالي سوريا.
 
وأكد مصدر مقرب من الدولة الإسلامية في الرقة، لـ"عربي21"، صحة ما تداولته وسائل الإعلام، عن وجود خلاف في صفوف "الدولة" حول مصير الطيار الأردني، إذ تميل القيادات العربية في التنظيم لمبادلة الطيار الأردني بمعتقلين في الأردن بالإضافة لمطالب سياسية تتعلق بانسحاب المملكة من التحالف الدولي، بينما يطالب أعضاء التنظيم المهاجرين من الخارج بقتل الرهينة، وتجنب الإحراج وشق صفوف التنظيم وخصوصاً بين الأعضاء".
 
ويرجح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن يتم حسم الخلاف لصالح خيار المفاوضات بسب "قوة صوت الطرف العراقي في التنظيم الذي يفاوض الأردن".
 
ويقول المصدر إنه أبلغ الجهات الأمنية الأردنية، بإمكانية التفاوض أيضاً عن طريق أعضاء سوريين في "الدولة"، إذ تقوم الحكومة الأردنية بالتفاوض الآن عن طريق العراقيين، على حد قوله.
 
وأكد أن "آخر معلومة وصلت له حول الطيار الأردني معاذ الكساسبة كانت الساعة الرابعة صباحاً من يوم الجمعة، ومفادها أن الطيار بخير وبصحة جيدة ومازال داخل مدينة الرقة".
 
الصمت حول المفاوضات المفترضة بين الأردن والدولة الإسلامية، كسرها تسريبات القيادي في التيار السلفي الجهادي الأردني محمد شلبي، الملقب بأبي سياف، الذي قال فيها إن "تنظيم الدولة يفاوض على مبادلة الطيار الأردني معاذ الكساسبة بالسجينة ساجدة الريشاوي والمعتقل زياد الكربولي المنتميان للتنظيم".
 
والريشاوي عراقية الجنسية ألقي القبض عليها في عمان عام 2005 بعد  فشلها بتفجير نفسها برفقة زوجها في ثلاثة فنادق بالعاصمة عمان، التي راح ضحيتها عشرات المواطنين والأجانب.
 
وكان قد تم الحكم عليها بالإعدام عام 2006 في محكمة أمن الدولة عن تهمتي المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية وحيازة مواد مفرقعة دون ترخيص قانوني، بقصد استخدامها على وجه غير مشروع، إلا أنها لم تعدم بسبب تجميد الأردن العمل بعقوبة الاعدام، ليعيد تفعيلها مؤخراً.
 
أما زياد الكربولي (عراقي الجنسية) متورط بـ "قتل سائق شاحنة أردني في العراق وسرق شاحنات أردنية واستهداف مصالح أردنية واعتداءات أخرى. واعتقلته الأجهزة الأمنية الأردنية في العام 2006 من داخل الاراضي العراقية بتهمة 'القيام بأعمال إرهابية أفضت إلى موت إنسان".
 
تجارب سابقة
 
وخاض الأردن تجربة سابقة في التفاوض مع "تنظيمات إرهابية"، بحسب وصف النظام، بعد أن أفرج عن سفيره الذي اختطف في ليبيا قبل أشهر على يد تنظيم القاعده، مبادلاً إياه بالسجين الليبي في الأردن محمد الدرسي، المتهم بالتخطيط لتفجير مطار الملكة عليا الدولي عام 2007.
 
إلا أن المحامي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية موسى العبداللات، يؤكد لـ"عربي21" أن قضية الطيار الأردني أكثر صعوبة وتعقيداً من قضية السفير العيطان لطبيعة الدولة الإسلامية.
 
الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية يرى أن لا بروتكول أو تقليد معين لدى الدولة الإسلامية في التعامل مع الرهائن، فقد تفاوض في السابق وأطلق سراح رهائن فرنسيين وإيطاليين وإسبان، بينما قام بقتل رهائن أمريكيين وبريطانيين، فليس هناك نمط محدد، كما تتنوع مطالب التنظيم من الحصول على فدية مالية، أو الافراج عن بعض المعتقلين أو السيناريو الأسوأ وهو قتل الرهينة".
 
 
ويقول أبو هنية لـ"عربي21"، إن "تنظيم الدولة الإسلامية يسعى لإرسال رسالة تخويف وترهيب لأعدائه، من خلال نشر مقاطع لقطع رؤوس، ويهدف منها إرسال رسالة للجهات المشاركة في حرب التنظيم أو المنخرطة في التحالف".
 
رسمياً يؤكد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، النائب عاطف قعوار أن الدولة الأردنية تتابع وبشكل مكثف بإشراف مباشر من الملك عبد الله الثاني الترتيبات اللازمة لإطلاق سراح الطيار معاذ الكساسبة".
 
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أعلن في تصريحات صحفية أن جهود الأردن مستمرة وعلى مدار الساعة لمتابعة قضية الطيار الكساسبة.
 
وشدد المومني على وسائل الإعلام بـ"ضرورة توخي الدقة من الجميع في هذه المرحلة بالتعامل مع الأنباء في هذه القضية، والحرص على أخذ المعلومات من مصادرها الدقيقة، والابتعاد عن التحليلات الارتجالية، واحترام حساسية الأمر ومشاعر عائلة الطيار ".
 
كما أعلنت السفيرة الأمريكية في الأردن "أليس ويلزان"، أن حكومة بلادها تعمل مع الحكومة الأردنية لضمان عودة سالمة للطيار الأردني معاذ الكساسبة.


وقالت "إن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والسفارة الأمريكية في عمان، تعملان عن كثب مع الحكومة الأردنية لضمان عودة الكساسبة سالماً"، دون أن تشير إلى طبيعة ذلك العمل.
التعليقات (0)