ملفات وتقارير

أسر سورية تضطر للعودة إلى حلب رغم المصير المجهول

معظم السوريين في غازي عنتاب يعملون في مهن بسيطة - أرشيفية
معظم السوريين في غازي عنتاب يعملون في مهن بسيطة - أرشيفية
لم يستطيع كاظم 37 عاماًً، حبس دموعه عندما ودع زوجته وأطفاله في أثناء عوتهم إلى مدينة حلب، بعد أن كانت قد أمضت العائلة عاماً كاملاً في مدينة عنتاب التركية.

يقول كاظم، بعد أن استقلت عائلته الحافلة التي ستتجه بهم إلى مدينة كيلس الحدودية، في حديث خاص لـ"عربي21": "لابد من عودة عائلتي إلى حلب، فقد بات مستحيلاً  تحمل نفقاتهم هنا، فما أتقاضاه من راتب شهري، لايكفي لدفع الإيجار، وتأمين الطعام للأطفال عدا عن الأقساط المدرسية".

ويتقاضى كاظم 900 ليرة تركية (400 دولار)، كأجر شهري لقاء عمله نادلاً في مطعم تركي، يقدم المأكولات السورية، في وسط المدينة.

يتابع: "منذ حوالي شهرين، خفض صاحب المطعم أجري بحجة نقص المردود الاقتصادي وهنا وقعت المشكلة، فأنا أدفع 600 ليرة شهرياً أجرة للمنزل، ناهيك عن فاتورة الكهرباء والماء والمواصلات، لذلك لم يعد باستطاعتي تغطية النفقات اللازمة لأسرتي"، مضيفاً "القرار الذي اتخذته بعودة عائلتي كان قسرياً، وعائلتي الآن في طريقها إلى أخطر مدينة في العالم، ولكن ليس باليد حيلة".

ويعتزم كاظم السكن في شقة جماعية يتشارك في دفع إيجارها عدة شبان سوريين يعملون في المدينة، على أمل أن يدخر مبلغاً من المال ليرسله إلى عائلته التي ستقيم في المنزل الذي يمتلكه في حي "القاطرجي"، حيث كانوا أرغموا على تركه هرباً من البراميل المتفجرة.

ويعايش النازح السوري المقيم في الأراضي التركية خارج المخيمات أوضاعاً اقتصادية صعبة، بعد ارتفاع أسعار إيجارات المنازل، وانحسار فرص العمل بفعل تدفق العمالة السورية بأعداد كبيرة.

ورصد "عربي21"، حالات عديدة لعودة أسر كانت تقيم على الأراضي التركية، إلى الداخل السوري مؤخراً، فيما يعزوا مراقبون سبب عودة هؤلاء، للهدوء  النسبي الذي تشهده أغلب أحياء حلب الشرقية، بعد تخفيف آلة النظام من وتيرة قصفها واستهدافها لمناطق المدنيين في المدينة.
التعليقات (0)