سياسة عربية

جبهة النصرة تتقدم حول معسكر وادي الضيف شمال سوريا

"جبهة النصرة" أعلنت عن سيطرتها على ثلاثة حواجز بمحيط وادي الضيف - تويتر
"جبهة النصرة" أعلنت عن سيطرتها على ثلاثة حواجز بمحيط وادي الضيف - تويتر
قتل 12 جنديا من قوات النظام والمليشيات الموالية له الأحد، في معارك خاضتها مع الثوار ومسلحي جبهة النصرة، الذين هاجموا معسكري الحامدية ووادي الضيف، قرب مدينة معرة النعمان في إدلب شمال غرب سوريا. في موازاة ذلك، قتل 21 مسلحا معارضا وتسعة من عناصر النظام السوري ومقاتلي المليشيات الموالين له في معارك دارت الأحد في حندرات شمال مدينة حلب، حاولت بها القوات النظامية إحراز تقدم في المنطقة التي تريد السيطرة عليها بالكامل، لقطع طريق إمداد رئيسي للمعارضة. 

ودارت الأحد في محافظة إدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، "اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من طرف، ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلين آخرين في محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف في الريفين الشرقي والجنوبي لمعرة النعمان"، وذكر المرصد في بريد إلكتروني أن هذه المعارك اندلعت عندما نفذ مقاتلو جبهة النصرة والمقاتلون الموالون لها هجوما جديدا على المعسكرين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن 12 عنصرا من قوات النظام قتلوا في هذه المعارك، ويسيطر مقاتلو المعارضة على معرة النعمان منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2012، ويحاولون منذ ذلك الوقت التقدم في اتجاه معسكري الحامدية ووادي الضيف الاستراتيجيين بين حماة وإدلب، اللذين يمثلان أكبر معاقل النظام العسكرية شمال سوريا. 

بدورها، أعلنت جبهة النصرة في حسابات تابعة لها على تويتر، عن تحرير ثلاثة حواجز وتدمير عدد من الآليات العسكرية في محيط وادي الضيف، في المعركة التي تخوضها "بالتنسيق والتزامن مع حركة أحرار الشام، وفصائل أخرى"، على حد قولها. 

محاولة تقدم للنظام في حندرات

وفي سياق متصل، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنه "قُتِل 21 مسلحا معارضا وتسعة من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها في اشتباكات جديدة في منطقة حندرات إثر هجوم شنته القوات الموالية للنظام السوري"، مضيفا أن قوات النظام والمسلحين الموالين لها "حققت تقدما خلال هذه المعارك"

وأعلنت مصادر في حزب الله اللبناني - الذي يقاتل في سوريا إلى جانب القوات النظامية في تصريحات لصحافيين - أن "عشرات المسلحين" المعارضين قتلوا في هذه الاشتباكات، بالإضافة لتصريحات لوكالة الأنباء الرسمية "سانا" بأن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحكمت سيطرتها بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية على مزارع الملاح بالكامل وعلى منطقة جنوب وغرب حندرات في ريف حلب بعد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين"، على حد قوله. 

يذكر أن المعركة في حندرات، المستمرة منذ أسابيع، حاسمة بالنسبة لمقاتلي المعارضة الذين يسعون لإبقاء سيطرتهم على بعض أرجاء هذه المنطقة الاستراتيجية من أجل المحافظة على خطوط إمدادهم من تركيا، التي تمر عبر طريق رئيسي تسعى القوات النظامية للسيطرة عليه، إذ أوضح عبد الرحمن أنه "في حال سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة فإن ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام"، حيث إنها ستقطع طريق إمدادها الوحيد مع تركيا.

بدورها، قالت الجبهة الإسلامية إن "مقاتلي الجبهة الإسلامية منعوا قوات النظام السوري من محاصرة مدينة حلب، بإيقافهم تقدمها في منطقة "أرض الملح" الواقعة في شمال المدينة".

وأفاد المسؤول الإعلامي للواء التوحيد، التابع للجبهة الإسلامية، صالح عنداني الأحد، أن "المعارك احتدمت بين مقاتلي الجبهة الإسلامية، وقوات الأسد مدعومة بمسلحين شيعة من أفغانستان وإيران، بعد محاولة الأخيرة التسلل إلى منطقة "أرض الملح"، مضيفا أن قوات الجبهة الإسلامية هاجمت قوات الأسد، التي أحرزت تقدماً في المنطقة، بأسلحة خفيفة ورشاشات "الدوشكا"، مبيناً أن قوات المعارضة المسلحة استطاعت إيقاف تقدم قوات النظام في المنطقة المذكورة، وأن ستة من مقاتلي المعارضة لقوا مصرعهم جراء الاشتباكات.

مقتل 10 أشخاص "جوعا" في الغوطة الشرقية

في سياق آخر، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، أن عشرة أشخاص بينهم ثمانية أطفال لقوا حتفهم بسبب الجوع في بلدة عربين التابعة لمحافظة ريف دمشق.

وأفادت الهيئة، وهي من أكبر تنسيقيات المعارضة، أن الأشخاص العشرة ماتوا جوعا خلال شهر كانون أول/ ديسمبر الجاري، في بلدة عربين التابعة للغوطة الشرقية، التي تخضع للحصار منذ أمد طويل من قوات النظام السوري، مضيفة أن القوات التابعة للنظام السوري المتمركزة على مداخل البلدة لا تسمح بدخول المواد الطبية والإنسانية إلى البلدة، لافتة إلى أن البلدة تفتقر للعلاج اللازم للمرضى، وأن أمراضًا ظهرت بسبب الجوع، فيما أكدت أن الأوضاع تزداد سوءًا.

وأشارت الهيئة إلى أن الأطفال هم الأكثر تأثرا بسبب الجوع في الغوطة الشرقية، محذرةً من أن الوضع سيشهد مأساة جديدة، في حال عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن 216 شخصًا بينهم 150 طفلا لقوا حتفهم خلال العامين الماضيين بسبب الجوع في الغوطة الشرقية الخاضعة للحصار، منهم 11 طفلا ماتوا خلال الشهرين الأخيرين، نتيجة الجوع وسوء التغذية.
0
التعليقات (0)