فنون منوعة

فن الخزف في لونوي يحلم بعصر ذهبي جديد

خزفيات في مصنع لونوي - أ ف ب
خزفيات في مصنع لونوي - أ ف ب
كان رائجا جدا أيام تأثير الفن الياباني ومن ثم في مرحلة "آر ديكو" قبل أن يقع في النسيان، إلا أن طلاء لونوي الخزفي وهو تقليد فرنسي يقوم على الأعمال الخزفية اللماعة الفريدة من نوعها، يحاول مجددا الآن جذب اغنياء الدول الناشئة.

في مشغله الضيق يطلي ليونيل لوران مجسم ديكور غير اعتيادي يمثل "أفق" العاصمة القطرية الدوحة في إطار "طلبية خاصة من العائلة المالكة" في هذا البلد الغني.

ويقول مدير مصنع الخزف التاريخي المتخصص بهذا الفن في لونوي (شرق فرنسا) وهو الأهم في المدينة ويشغل نحو 40 موظفا "المشكلة أنه منذ أرسلوا لي هذه الصور نبتت ناطحات سحاب جديدة".

وحال المصنع شبيه بحال لونوي فهو مثلها يعتد بماض مجيد. لكنه كما المدينة يشد الأحزمة في محاولة لرفع رأسه من جديد.

ويعاني مصنع الخزفيات خصوصا من تراجع متاجر فن المائدة في فرنسا وهي الموزع الرئيسي لإنتاجه مما يدفعه إلى فتح نقاط بيع خاصة به كما حصل في باريس قبل فترة قصيرة.

ويقول ارنولد كوستكا رئيس الشركة "في غضون عشر سنوات تراجع عدد المتاجر التي تبيع منتجاتنا بنسبة 80%".

وقد تراجع رقم أعمال هذه الشركة العائلية بالنصف تقريبا خلال الفترة نفسها ليصل إلى 1.7 مليون يورو العام الماضي.

وتشكل المبيعات إلى الخارج راهنا 10% من الإنتاج. ويوضح كوستكا "مبيعاتنا جيدة في البرازيل أما في روسيا فالوضع معقد. وسيكون لدينا تجربة بيع في الصين قريبا".

إلا أنه متفائل بحذر. ويقول محللا إن "الفخامة الداخلية غير رائجة جدا على الدوام في الدول الناشئة التي لديها ميل إلى تفضيل معالم الغنى الخارجية".

ويتابع قائلا "ونحن لا نطابق ما ينتظره الزبائن من المنتجات المصنوعة في فرنسا فنحن غير معروفين جدا إلا أن أسعارنا تقارن بأسعار الماركات الكبرى. ونحن مضطرون دائما إلى تبرير أنفسنا".

فصناعة الطلاء الخزفي تكلف كثيرا، إذ أن التوصل إلى صباغ جديد قد يتطلب 20 تجربة تقريبا في الفرن، وقد يستغرق تزيين إناء واحد أسبوعا من الوقت.

فبعد إخراج الفخار من الفرن وطلائه بحبر أسود مانع للتسرب لتجنب اختلاط الألوان فيما بينها لاحقا، تزين القطع بطلاء خزفي ملون وهو خليط متوازن من بودرة الكريستال وأكسيد الحديد الذي يوضع قطرة بعد أخرى بواسطة عيدان رفيعة أو إبر كهربائية.

وهذه القطع المطلية بالخزف تكون بداية بألوان هادئة غير بارزة لكن النتيجة بعد وضعها على مرحلتين في فرن بحرارة 750 درجة مئوية، تكون مدهشة إذ تتخذ عندها ألوانا نارية.

وتضاف بواسطة ريشة طبقات رفيعة من المعادن الثمينة قبل أن تدخل الفرن للمرة الأخيرة.

وتقول آن لاجوا المتخصصة في الفنون الخزفية في باريس إن فن الطلاء الخزفي "تكييف لتقنية قديمة إلا أن لونوي طورت أسلوبا خاصا جدا بها" اعتبارا من العام 1870 لمواجهة الواردات الكثيرة الآتية من الشرق الأقصى.

وعرف المشغل ذروته في ثلاثينات القرن الماضي في عز تيار "آر ديكو" مع تعاونه مع مشاغل الفن في المتاجر الباريسية الكبرى.

وخزف تلك الفترة يبقى الأكثر رواجا في صفوف الجامعين. ففي العام 2007 بيعت قطعة تعود للعام 1931 بأكثر من 12 ألف يورو خلال مزاد لدار دروو.

وفي العام 2011 وهبت جامعة فرنسية-أميركية نصف مليون دولار لمدينة لونوي من أجل تحديث متحفها البلدي للأعمال الخزفية.
التعليقات (1)
احمد سرحان
الثلاثاء، 10-11-2015 12:14 ص
أعتقد أن الخزف موروث للشعوب ويمكن أن ينقل التاريخ المرير او المجيد كما يستطيع أن ينقل الحاضر من خلال تدريب مواهب جديدة من حضارات مختلفة تستطيع أن تجدد فيه من خلال بيئتها التي أتت منها وما تكسبه من مهارة في البيئة الحاضنة لها لإنتاج هجين فني بين الحضارات

خبر عاجل