صحافة إسرائيلية

فيشمان: أبو مازن يحرض لأنه محبط وغاضب وفاقد للشرعية

عباس يحرض كما يفعل اليمين الإسرائيلي المتطرف - أرشيفية
عباس يحرض كما يفعل اليمين الإسرائيلي المتطرف - أرشيفية
اتخذ المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل قرارات متشددة، لكن جيش الاحتلال يحاول على أرض الواقع أن يخفف حدة الأحداث كي لا يتحول الوضع إلى انفجار كلي. هذا ما يراه المحلل السياسي الإسرائيلي أليكس فيشمان
 
وفيشمان يرى كذلك في مقاله المنشور الجمعة في "يديعوت أحرونوت"، أن الأردن هو معيار الفحص الحساس لما يحدث في الشرق الأوسط، حين يكونون في حالة تخوف من أن الصراع الديني في الحرم القدسي بالضفة الغربية سيمتد إلى الأردن، بموجب موجة إسلامية تقوم بطرد الملك عن عرشه إلى جانب العداء الموجه إلى إسرائيل. 

وفي ردة الفعل على ما يجري من توتر في القدس المحتلة، سحب الأردن الرسمي سفيره من إسرائيل، وقاطع أي احتفال بالذكرى العشرين لاتفاقية السلام، ومنع  وزيران أردنيان من المشاركة في احتفال لـمشاريع مشتركة على ضفاف نهر الأردن.

ويكشف فيشمان أنه تم كذلك، منع لقاءات دورية بين دبلوماسيين وعسكريين سابقين، إسرائيليين وأردنيين، تهدف إلى التعايش "غير الرسمي بين الأطراف"، اللقاء الأخير الذي كان من المفترض أن يعقد في جامعة ناتانيا وتم إلغاؤه.

والأردنيون يحذرون إسرائيل: "أنتم منفصلون عن الواقع، أنتم يعيشون في فيلم سيئ ومقتنعون بأن كل شيء عسل". 

ويؤكد فيشمان أن ورقة الفحص الأردنية أكثر مصداقية من جميع التقديرات والمشاورات الأمنية التي يخلقها رئيس الحكومة.  

ويقول إن قائمة الخطوات التي أعلنها نتنياهو "كرد على موجة الإرهاب الحالية ضبابية إلى حد ما. وزيادة الاعتقالات مثلا بالتأكيد لن تصل إلى المستوى الدراماتيكي الذي لمح له نتنياهو. وكذلك الهدم الشامل لبيوت المخربين". 
 
ويذكر أنه حين اجتمع يوم الثلاثاء، رؤساء الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع نظرائهم الإسرائيليين في لقاء عمل على خلفية التوتر الآخذ بالازدياد في الضفة والقدس، تبادل الطرفان الآراء حول احتمالية الانفجار في الوضع الحالي، واتفقا على أن انفجارا كهذا لن يكون سهلا، ولا أحد يريد الوصول إلى ذلك. 

وكشف أن الفلسطينيين أوضحوا لإسرائيل أنه لم تصلهم من الأعلى أي توجيهات بتغيير مستوى التعاون، وهذا على عكس كلام "أبو مازن".
 
والمفارقة التي يعيشها الجيش والشاباك حول الإجراءات التي يجب اتباعها تنبع قبل كل شيء من حقيقة الوضع الراهن، كما اتضح من برنامج العمليات يوم الثلاثاء الأخير، "حيث سجل رقم قياسي بالإخلال بالنظام". ففي ذلك اليوم احتفل الفلسطينيون بمرور عشر سنوات على وفاة ياسر عرفات،  غير أن "أبو مازن" ظهر بخطاب تحريضي تحدث فيه عن الحرم، وجنازات الإسرائيليين والفلسطينيين.
 
وفي هذا اليوم المتوتر سجلت 35 نقطة احتكاك. ولكن احتكاك المئات من مخلي النظام لا يمكن تسميته انتفاضة، الأمر الذي يستدعي إدخال الدبابات إلى مراكز المدن. 

وأبو مازن يحرض لأنه محبط وغاضب، لأنه يعيش في فراغ سياسي وليس لديه ما يقوله لجمهوره، وهو يفقد الشرعية، لأنه تعهد بأن حكومة التوافق التي أقامها ستكون لمدة ستة أشهر وبعدها الانتخابات، وهنا ينضم لوزراء اليمين الإسرائيلي المتطرف الذين يعملون الشيء نفسه، يشعلون الشارع من أجل حصاد مكاسب سياسية.

 وهذه تضاف إلى المفارقة أمام الجيش الاسرائيلي: هل يجب فرض عقوبات على السكان أو التغاضي عن هذا العمل أو ذاك من أجل تهدئة الأوضاع. 
 
في الوضع الحالي، فإن لكل خطوة عسكرية قد يكون مغزى مصيري ، وبالمقابل السلطة الفلسطينية تمنع المظاهرات التي تنظمها حماس، ليس حباً في إسرائيل وانما لأن حماس ترفض تنسيق هذه المظاهرات مع أجهزة الامن التابعة للسلطة، وقد فشلت في تهدئة بعضها. وفي المفارقة أن إسرائيل طلبت من السلطة أن تساعدها على تهدئة الوضع في قلنديا إلا أن الجواب كان نشاطا خفيف لا جدوى منه.
  
ويخلص فيشمان إلى أنه خير على الرغم من الإعلانات أو التصريحات الانفعالية، فلا يوجد حتى الآن أي نية حقيقية لاتخاذ عقوبات جماعية ضد السكان في المناطق مثل تقييد الحركة أو تقييد عدد القادمين لإسرائيل للعمل.
 
وأعلن نتنياهو عن خطوة ضبابية، تتضمن اعتقالات مانعة للمحرضين وملقي الحجارة والزجاجات الحارقة، والفكرة هي توسيع دائرة الاعتقالات بين الفلسطينيين الذين اشتركوا بأعمال معادية في السابق..

إضافة لذلك فإن الفرضية اليوم لدى الجيش في الميدان هي عدم القيام بأعمال تحمي إمكانية زيادة العنف والقتل. 

ويخلص إلى "أننا نسير على اطراف الاصابع، نحاول أن نعمل أقل قدر من الأخطار، ونصلي أن لا يلقي السياسيين والعناصر المتطرفة بالعبوات على حقل الالغام". 

ويضيف أن الأردنيين ليسوا وحدهم في العالم الذين ينظرون إلى إسرائيل على أنها تنفصل عن الواقع، ففي لقاء تم في الآونة الاخيرة بين ممثلين بارزين للدول العظمى الجالسة مع إيران في محادثات تفكيك السلاح النووي وقف الممثل الألماني ليقول إن "أوروبا تخاف من انهيار الشرق الأوسط، الأمر الذي سيؤثر على العالم ككل، والدول الأوروبية تنظر إلى خمسة دول تعتبرها ما زالت مستقرة، على أمل أن يتم من خلالها خلق استقرار في المنطقة ككل".
  
ويؤكد ما خلص إليه؛ أن حكومة نتنياهو تستمر في العيش في واقع وهمي، فالعالم يبتعد عن إسرائيل وهي مستمرة بما هي عليه: "نحن مركز الكون، الحرم بيدنا. بهذا المستوى سنفقد أوروبا ونفقد الولايات المتحدة".
 
التعليقات (1)
عمران الشريف
الأحد، 16-11-2014 03:44 ص
عباس محبط انا أقول لا غير شرعي أقول نعم يحرض أقول لا

خبر عاجل