فنون منوعة

"استراحة على متن الريح" تستعرض حياة جبران

صوالحة قال أن النص جاء لتصوير واقع المهاجر العربي - الأناضول
صوالحة قال أن النص جاء لتصوير واقع المهاجر العربي - الأناضول
يتواصل في العاصمة الأردنية عمان العرض المسرحي العالمي "استراحة على متن الريح" عن قصة حياة الأديب اللبناني الراحل جبران خليل جبران.

المسرحية التي ألفها الأديب الأردني، المهاجر في بريطانيا، نديم صوالحة، بدأ عرضها في مسرح المركز الثقافي الملكي الأردني منذ الأول من الشهر الحالي، ويختتم عرضها في العاشر من الشهر ذاته، وتتناول بالأخص رواية جبران "النبي"، وصراعه مع أبناء جيله من المهاجرين في أمريكا أوائل القرن الماضي.

وقال صوالحة، المقيم منذ سنوات في بريطانيا، إن "المسرحية عرضت قبل نحو 3 أعوام لأول مرة في بريطانيا على 3 مسارح، وقام بأداء أدوارها ممثلون إنجليز، ثم بدأ العرض العربي في عمّان وأبو ظبي ودبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وثم في قطر والبحرين، وأدى أدوارها ممثلون أردنيون باستثناء شخصية جبران التي قام بها الفنان اللبناني مارك ناجي"، مضيفا أن "المسرحية تغطي جانبا معينا من شخصية جبران، في استلهام لطفولته وفترة مهجره من لبنان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فصورت المسرحية حياته من سن (30-36) وهي الفترة من أعوام 1917-1923".

وعن الدافع وراء كتابة النص المسرحي عن جبران، وضح صوالحة أن النص جاء لتصوير واقع المهاجر العربي، "كوني مهاجرا كذلك، ولمعالجة حياته، ولأصور كيف يتعامل مع المجتمعات التي هاجر إليها، فوجدت أن حياة جبران كانت مثيرة رغم أنه كان كتوماً، فكان ينادي بالحرية والصلاح الاجتماعي". 

المسرحية صورت علاقات جبران برفقة عدد من أدباء المهجر العربي في الولايات المتحدة الأمريكية، بخاصة ميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي، مسلطة الضوء على مؤلف جبران "النبي" الذي يعد واحداً من أشهر مؤلفاته الفلسفية، كما تعالج قضايا الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية في حياة المهاجر العربي في تلك الفترة، ومعاناته في الانخراط بالمجتمعات الغربية، ليذهب جزء كبير منها إلى حواره مع شقيقته مريانا التي صبرت على الفقر والألم جراء موت والدتها في المهجر واثنين من إخوانها، في حين كان جبران يتلقى تعليمه ويهتم بالأدب والرسم.

وتطرح المسرحية، بحسب صوالحة،" مدى تعلق جبران بمبادئ الشرف والكرامة والمحبة والسلام، وتصور مدى حنينه لوطنه ورفضه التعلق بالمادية الأمريكية وتسارع المواطن الأمريكي للمال على حساب الروح وفلسفتها". مضيفة تصورا عن "علاقته مع مواطنة أمريكية بقيت إلى جانبه وأصرت على إصدار كتابه النبي وهي ماري هاسكل، وعشيقته ميشلن وغيرهما من الشخوص العربية المهاجرة التيقدمت له عروضاً للعمل الاستخباراتي ورفضه لذلك". 

وقام ببطولة المسرحية برفقة مارك ناجي، الفنانون الأردنيون: نادرة عمران، ونها سماره، وغاندي صابر، وسميرة الأسير، ومنذر مصطفى، وناصر أبو باشا. 

يذكر أن جبران واحد من أهم أدباء المهجر العربي، بجمعه بين الأدب والفلسفة والرسم، وهو من مواليد 1883 في قرية بشرى في شمال لبنان، هاجر برقة والدته وإخوته إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1895، ودرس الفن والأدب، إلى أن أصدر مؤلفه الأكثر شهرة "النبي" عام 1923، قبل أن يتوفى إثر مرض السل عام في العاشر من نيسان/ إبريل لعام 1931، وتم نقله جثمانه إلى لبنان كما أوصى ليدفن في مكان مولده، ويعرف اليوم باسم متحف جبران.
0
التعليقات (0)