ملفات وتقارير

صور لقاء صلاح سلطان ونجله بالمحكمة تبكي المصريين

طلب سلطان من المحكمة الإفراج عن ابنه - أ ف ب
طلب سلطان من المحكمة الإفراج عن ابنه - أ ف ب
أبدى غالبية المصريين تعاطفهم مع المعتقل السياسي "محمد سلطان" ووالده القيادي الإخواني الدكتور "صلاح سلطان" الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية -المعتقل أيضا- بعد نشر صور لهما داخل قاعة المحكمة الأربعاء، أسالت دموع الكثيرين.

وعقب انتهاء الجلسة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورا مؤثرة للوالد والابن وهما يلتقيان لأول مرة منذ عام ونصف تقريبا، بينما الابن ممد على سرير المرض ولا يقوى على معانقة أبيه.

وخلال الجلسة، وافق القاضي على إدخال "محمد سلطان" على سرير طبي إلى قاعة المحكمة بناء على طلب الدفاع الذي أصر على حضوره الجلسة، وصفق الحضور طويلا أثناء دخوله على سرير متحرك، وأمر القاضي بفك القيود الحديدية عن "محمد" بعد اعتراض والده ومحاميه.

ودخل "محمد" في إضراب عن الطعام منذ 263 يوما للمطالبة بإطلاق سراحه، مما أدى إلى تدهور شديد في حالته الصحية.

مشهد مبكٍ

كما سمح القاضي "لصلاح سلطان" بالخروج من قفص المتهمين والحديث مباشرة مع هيئة المحكمة أمام المنصة،  فبدأ سلطان حديثه بمناشدة القاضي إخلاء سبيل نجله، نظرا لتردي حالته الصحية، مشددا على أنه يحمل المحكمة مسئولية الحفاظ على حياة "محمد" أمام الله والقانون.

وأكد سلطان أن نجله تعرض للتعذيب في ستة سجون نقل إليها دون أن توجه له أي تهمة، مشيرا إلى أنه فقد نصف وزنه تقريبا جراء ذلك، وسيحتاج إلى ستة أشهر من العلاج حتى يصبح قادرا على السير على قدميه مجددا بعد أن كان بطلا رياضيا.

وأعلن "صلاح سلطان" أمام المحكمة أن الداخلية عرضت على نجله إخلاء سبيله فورا مقابل تنازله عن جنسيته المصرية، وهو ما رفضه رفضا قاطعا.

وخلال الجلسة، استأذن الأب القاضي في الجلوس بجانب سرير ابنه طوال فترة الجلسة وأن يسمح له بتقبيله.

و"محمد سلطان" يبلغ من العمر 26 عاماً ويحمل الجنسية الأمريكية، حصل على بكالوريوس العلوم الاقتصادية من جامعة ولاية أوهايو، وعمل مديرا بشركة بترولية، وعاد إلى مصر خلال ثورة يناير، كما شارك في اعتصام رابعة العدوية وأصيب برصاصة في ذراعه أثناء فض الاعتصام في 14 أغسطس 2013، وتم اعتقاله يوم 25 أغسطس 2013 من منزله، بعد مداهمة الشرطة للمنزل بحثا عن والده.

رفض للظلم

وتحولت عائلة "سلطان" إلى رمز لمقاومة الظلم، وجعل الآلاف من النشطاء - من تيارات مختلفة - صورة سلطان ونجله الصورة الشخصية لحساباتهم على فيس بوك.

ويخوض "محمد سلطان" والآلاف من المعتقلين السياسيين في مصر ما أسموه "معركة الأمعاء الخاوية" إذ يضربون عن الطعام احتجاجا على سجنهم وسوء معاملتهم داخل المعتقلات.

وقالت "عائشة" ابنة القيادي الإخواني "خيرت الشاطر": "هل ابن صلاح سلطان المريض يخيف النظام" إلى هذا الحد؟، كما أعرب الدكتور "أيمن نور" زعيم حزب الغد المعارض عن تضامنه مع "محمد سلطان" ونشر صورته على حسابه على تويتر.

وأعلنت الناشطة الحقوقية "منى سيف"، أيضا تضامنها مع سلطان، ونشرت الهاشتاج الذي يطالب بالحرية "لمحمد سلطان"، كما نشرت الصفحة الرسمية لحركة شباب "6 إبريل" صورة "محمد سلطان" وكتبت عليها تعليقا يقول "الظلم ظلمات".

وقال الناشط الحقوقي "هيثم أبو خليل": "الصورة تستحق أن تكون لقطة العام، الأب المعتقل الدكتور "صلاح سلطان" يمسح على جبين ابنه "محمد" المعتقل المضرب عن الطعام، وفي حالة صحية حرجة داخل قاعة المحكمة، نظرات الأب تقول الكثير".

وقال الشاعر "عبد الرحمن يوسف": "أب مكلوم وابن مظلوم وسجّان فاجر سيصفعه الجيل الجديد قريباً". 

وكان "محمد سلطان" محتجز داخل مستشفى المنيل الجامعي، عقب تدهور حالته في 7 أكتوبر وتعرضه لنزيف داخلي.

استغاثة بأوباما

ونشرت عائلة "محمد سلطان" بيان عاجلا الخميس حول وضعه الصحي وما يتعرض له من تعنت داخل السجن.

وقالت العائلة - في البيان الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه - "إن هناك جرائم عدة ترتكب الآن في حق محمد سلطان وهي الإطعام القسري أثناء النوم من خلال محاليل التغذية دون موافقته خلافا للقانون، وقسوة التعامل الأمني وتقييده في السرير من يديه ما تسبب في حدوث نزيف بهما.

وأضافت أنه يجري الآن محاولة رفع الوظائف الحيوية "لمحمد سلطان" قسرا لرفع تقرير مزور للقاضي السبت المقبل، بهدف منع الإفراج الصحي بسبب التدهور الشديد لحالته الصحية.

وحملت عائلة "سلطان" وزارة الداخلية ووزارة الصحة والسفارة الأمريكية مسؤولية حياة "محمد"، وقالت إنها قدمت بلاغا إلى النائب العام بهذه الوقائع ضد وزارتي الداخلية والصحة بتزوير الحقائق والقتل البطيء لنجلهما، كما قدمت بلاغا إلى الهيئات الدولية تتهم فيه الحكومة الأمريكية بالتقصير الجسيم المتعمد في حماية مواطن أمريكي من انتهاك حقوقه ما يعد أحد جرائم التفرقة العنصرية، مطالبة أحرار العالم بالضغط الشعبي لإنقاذ حياة "محمد سـلطان" قبل فوات الأوان.

وكانت المحكمة قد أجلت الأربعاء القضية المعروفة إعلاميا باسم "غرفة عمليات رابعة" المتهم فيها الدكتور صلاح سلطان ونجله محمد، و23 متهما آخرين من بينهم قيادات الإخوان المرشد محمد بديع إلى جلسة 22 أكتوبر الجاري.

ورفضت المحكمة في نفس الجلسة  السماح بالإفراج عن "محمد" بسبب ظروفه الصحية، وقررت نقله إلى مستشفى سجن طرة وضم ملفه الطبي إلى القضية.

وحصل سلطان على اهتمام إعلامي دولي واسع بسبب سوء حالته الصحية جراء إضرابه عن الطعام، إذ طالبت منظمات حقوقية دولية ومحلية النظام الحاكم في مصر بالإفراج.

وأعلن نشطاء عن تنظيم مظاهرة إلكترونية يوميا من الساعة العاشرة مساء بتوقيت القاهرة إلى العاشرة والنصف، على الصفحة الرسمية للرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، وصفحتي وزارتي الخارجية المصرية والأمريكية، للمطالبة بإنقاذ "محمد سلطان". 

وقال النشطاء في الدعوة التي أطلقوها عبر فيس بوك، إن "محمد سلطان" ووالده أصبحا ضحية النظام القضائي المصري مثل الآلاف من المصريين يُوجه له اتهام جديد في قضايا لا وجود لها.
التعليقات (21)
سيد عبد الله
الثلاثاء، 01-12-2015 06:36 ص
حسبى الله ونعمه الوكيل والله اكبر ع الظالم
مصريه
الأحد، 01-02-2015 10:23 م
حسبي يالله ونعم الوكيل في كل ظالم
asmaa.mahmoud
الأحد، 01-02-2015 12:44 ص
اللهما يجبار يمنتقم انتقم من السيسي وكل من عاونه وايده وبرر له اللهما ارنا فيه عجائب قدرتك. ...اللهما فرج عن محمد سلطان وكل من مثله في سجون الظلم في سجون من لا يعرفون الله في سجون من لا يملكون رحمة في قلوبهم ...توكلنا عليك يالله
ازدهار حسناوي
السبت، 18-10-2014 04:33 م
الموت للظالمين يا منتقم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك
سرور الجعفري
السبت، 18-10-2014 03:45 ص
أسال الله عزوجل أن يفك أسره رأسر جميع. المسلمين في سجون مصر وسجون العالم ويشل كل يد ظالم ظلم مسلم