كتاب عربي 21

حرب طويلة وخرائط جديدة للمنطقة.. فماذا نحن فاعلون؟

قاسم قصير
1300x600
1300x600
تقول مصادر مطلعة على الأجواء الأميركية: إن حرب التحالف الدولي على تنظيم داعش ستكون طويلة جدا وقد تستغرق أكثر من عشر سنين وإن القوات الأميركية والتحالف الدولي ستعود إلى العراق وتنتشر في العديد من دول المنطقة تحت عنوان مكافحة الإرهاب، وأن هذه العودة ستأخذ طابعا قانونيا ودوليا من خلال إعادة توقيع الاتفاقية الأمنية والعسكرية بين العراق وأميركا وبمشاركة دول أخرى من التحالف، وأن الأميركيين لن يكتفون بالغارات الجوية وإرسال المستشارين، بل سيعمدون لإقامة قواعد عسكرية جديدة في العراق ودول أخرى بموافقة حكومات المنطقة وخصوصا العراق، وأن ما تم رفضه سابقا سيتم القبول به اليوم.

وتضيف المصادر: أن هناك عشرات الخرائط الجديدة موجودة على طاولات أصحاب القرار الدوليين وخصوصا الإدارات والمؤسسات الأميركية والبريطانية، وأنه حتى الآن لم تحسم أشكال الخرائط التي ستعتمد وكيف سيتم تقسيم المنطقة وهل سنكون أمام سايكس –بيكو جديدة أو أمام إعادة دمج الدول والمناطق مع بعضها البعض سواء على أساس مذهبي أو عرقي أو اثني، وأن كل دول المنطقة تحت المجهر ولا توجد خيمة فوق رأس أي دولة كبيرة أو صغيرة، سواء كانت خليجية أو إقليمية أو في شمال إفريقيا.

وتتابع المصادر: أن الصراعات الدائرة في المنطقة ستشتد ولن تنجح الدول الأساسية في التوصل إلى اتفاقات ثنائية أو ثلاثية أو جماعية لإنهاء الأزمات المختلفة وخصوصا في سوريا والعراق واليمن والبحرين وليبيا، وقد تمتد المشاكل كما يحصل الآن إلى تركيا وإيران والسعودية ودول أخرى، وأن الحرب على داعش ليست حقيقية وهي مجرد غطاء من أجل إخضاع كل دول المنطقة للسيطرة الأميركية-الغربية مجددا.

وسواء صحت هذه المعطيات أو كانت مجرد تسريبات بهدف تهيئة الأجواء للقبول بعودة الوجود العسكري الأميركي والغربي إلى بلادنا، فان ما يجري من أحداث وتطورات في سوريا والعراق واليمن وليبيا وبدء انتقال الصراعات إلى تركيا وإيران والسعودية يكشف عن خطورة ما يجري، في ظل استمرار القوى الأساسية وخصوصا التيارات الإسلامية على اختلاف توجهاتها في الانخراط في الصراع الدائر واستنزاف كل الطاقات في هذا الصراع، وارتكاز كل مجموعة أو تيار إلى قوى إقليمية أو دولية تدعمه، كما أنه حتى الآن ليس هناك حلول أو مبادرات جدية من أجل التوافق، وكل الاتصالات والمبادرات والحوارات التي جرت حتى الآن لم تؤد إلى أي نتيجة، بل لاحظنا عودة السجالات والتهديدات بين الدول الأساسية في المنطقة وخصوصا إيران وتركيا والسعودية، مع انخراط كل القوى في الصراع الدموي بكافة الأشكال وبكل الأسلحة والإمكانيات.

والمشكلة الأخرى التي نواجهها أن القوى الحية في الأمة وخصوصا التيارات الإسلامية والقومية ترفض إجراء أي مراجعة لأدائها والجلوس إلى طاولة الحوار فيما بينها، وكل فريق يعتبر أنه معه حق وأن ما يقوم به هو دفاع عن الوجود وأن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وبمؤازرة ذلك يستمر العدو الصهيوني في حربه للصراع على المسجد الأقصى ولا تنفع المعارك والمواجهات التي تخوضها قوى المقاومة لإعادة الأولوية إلى الصراع مع العدو الصهيوني وهو المستفيد الأكبر ومن خلفه أميركا من كل ما يجري.

طبعا لا تنفع الأمنيات والكلمات الجميلة والدعوات الطيبة لوقف حالة الانهيار في الأمة، وحجم الصراع والدمار والدماء التي تنزف أكبر من كل شيء، لكن مع ذلك ينبغي البحث عن حلول ومعالجات وتلك مهمة صعبة وليست سهلة.

لكن من يمكن أن يتولى تلك المهمة ومن هم الرجال أصحاب الهمم أو من هي الجهات التي يمكن أن تبادر لوقف النزيف ذلك هو السؤال الصعب.
التعليقات (0)