صحافة إسرائيلية

محلل إسرائيلي: كوباني تؤجّج الصراع بين تركيا والغرب

الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب من وراء الحدود ولا يتدخّل - أ ف ب
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب من وراء الحدود ولا يتدخّل - أ ف ب
تركيا والولايات المتحدة وسوريا وروسيا - كلّها دول تحاول أن تؤثر على التحالف الدولي ضد "داعش"، وكما يبدو فإنه قبل أن يتم الاتفاق على شيء في هذا الموضوع سيكون تنظيم الدولة قد احتل بلدة عين العرب (كوباني).

وقال الكاتب الإسرائيلي يونتان توسيه-كوهين في مقاله المنشور في "المصدر" الإلكتروني الجمعة، إنه بعدما أعربت الحكومة الأمريكية عن غضبها الشديد على الأتراك الذين لا يحركون ساكنًا ويسمحون للبلدة الكردية عين العرب (كوباني) الموجودة في سوريا على الحدود مع تركيا بأن تقع في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، يأتي الرد التركي على هذا الغضب.

ونقل عن وزير خارجية تركيا، مولود جاوش أوغلو، قوله إن تركيا لن توافق على محاربة داعش منفردة، وأنها لن تكون مستعدة أن تبعث بالجنود الأتراك لمحاربة تنظيم داعش منفردين دون وجود قوات عسكرية لدول أخرى إلى جانبهم. "تركيا لن تخوض المعركة وحدها" يقول جاوش أوغلو.

وأشار إلى أن أمريكا أعلنت أنها ستُرسل فرقا عسكرية إلى أنقرة في الأسبوع القادم، وذلك لتعزيز النقاشات حول عمليات التحالف العالمي ضد تنظيم داعش، إلا أنه من المحتمل أن يكون ذلك متأخرًا جدًا بالنسبة لبلدة عين العرب.

وفقًا للتقارير الأخيرة، يرى الكاتب أن تنظيم داعش نجح بالسيطرة على مركز القيادة التابع للقوات الكردية وعلى سجن مركزي في المدينة، وصحيح حتى هذه اللحظة، أنه نجح بالسيطرة على ما يزيد عن 40% من أراضيها.

ولفت إلى أن المعارك هناك تدور بين داعش من جهة، وبين قوات كردية وقوات "الجيش السوري الحر" من جهة أخرى، أما الجيش التركي فيراقب الأحداث من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا.

مع ذلك، فيبدو - وفقا للكاتب- أن المواجهات لن تكون سهلة أبدًا، وبخاصة أن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان كان قد أعلن عدة مرات أنه كجزء من اشتراك تركيا في المعارك ضد داعش فهي تطالب بأن يتم الإعلان عن مناطق واسعة في شمال سوريا بأنها مناطق يُمنَع التحليق بالطائرات في سمائها. تأتي هذه المطالبة من أردوغان بسبب عدم رغبته بأن يتمتع جيش الأسد من الهجمات ضد داعش. فتركيا، كما هو معلوم، تتمنى سقوط حكومة الأسد، ولذلك نراها لا تسارع بمهاجمة أعدائه.

ويضيف أنه مع ذلك، فإن الإعلان عن منطقة أنها يُحرَم التحليق في سمائها ليس بالأمر الهين، ومن المحتمل أن يواجه هذا الطلب اعتراضًا من روسيا. وكانت روسيا قد قالت إن هذا الإعلان يجب أن يصادق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. إعلان الكرملين هو عبارة عن تذكير بالتحالف القائم بين حكومة رئيس روسيا، فلاديمير بوتين، وبشار الأسد الذي تزوّده روسيا بالعتاد الحربي والأسلحة الكثيرة.

ويرى أن روسيا، وهي واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تستطيع أن تعرقل كل قرار يتم تمريره في اللجنة بواسطة حق الفيتو، ولذلك أي قرار يخص تنظيم داعش يجب أن يحصل على موافقة روسيا.

ويؤكد أنه على أثر الوضع الدولى المعقّد، فيبدو أن الجيش التركي لن يتدخل في الفترة القريبة في المعارك الضارية في عين العرب، ومن المحتمل أن تقع هذه البلدة تحت سيطرة داعش قبل أن يتم اتخاذ أي قرار من قِبَل دول العالم في هذا الشأن، وهذا ما توقّعه أردوغان من قبل. إن سقوط عين العرب في يد تنظيم داعش سوف يُكمل الحلقة الناقصة في سلسلة المناطق الجغرافية التي قد سيطر داعش عليها إلى الآن في شمال سوريا، وسيحقق التنظيم الدموي إنجازًا استراتيجيًّا كبيرًا بسبب ذلك.
التعليقات (0)