ملفات وتقارير

"عربي21" تكشف سرّ الاختراق الأمني لـ"سجن غرز" بدرعا

الجيش الحر يحاصر سجن غرز المدني في درعا - أرشيفية
الجيش الحر يحاصر سجن غرز المدني في درعا - أرشيفية
كشف مدير المكتب الإعلامي في "جيش اليرموك" وليد الرفاعي، عن تفاصيل لم تنشر سابقا عن كيفية اقتحام الجيش الحر في درعا، في آذار/ مارس الماضي، للمربع الأمني في غرز متمثلا في سجن درعا المركزي الشهير بـ"سجن غرز"، بالإضافة إلى صوامع الحبوب، مبينا أنه تواصل مع مدير "سجن غرز".. وقال: "أعطيناه ضمانات أنه في حال انشق وسلّم السجن فسيقدم إلى محاكمة عادلة".

وأضاف الرفاعي في حديث خاص لـ "عربي21": "لقد كنت المسؤول عن الحديث مع مدير السجن وكان يعرفني باسم أبي النور"، متابعا بأنه "تم الاتفاق على خطط مع مدير السجن للتعاون مع جيش اليرموك دون تعرض المساجين والشرطة المتعاونين معنا لأي خطر".

وأوضح قائلا: "حاولنا معرفة القوة الموجودة داخل السجن والمربع الأمني، وأين توجد الأسلحة الثقيلة، بالإضافة لأماكن تواجد كاميرات المراقبة، وذلك في الوقت الذي كان فيه جيش اليرموك بالتعاون مع باقي فصائل الحر يفرض حصارا على المربع الأمني في غرز".

وحول كيفية دخول الرفاعي إلى السجن وخروجه حيا، يروي الرفاعي أن "الخطة كانت أن يدخل لزيارة أحد المساجين على أنه مغترب منذ سنوات عن البلاد، وذلك بعد أن تأكد من خلال مدير السجن من أن الحواجز المجاورة للسجن لا توجد فيها أجهزة حواسيب للكشف عن الهويات الشخصية".

ويتابع قائلا: "دخلت إلى السجن مع أحد المنسقين للزيارة، وهو سجين سابق أفرج عنه قبل شهور بعد انتهاء مده محكوميته، حيث اتصل بدوره بأحد الضباط على حاجز الصوامع الذي تربطه بالسجين علاقة جيدة، ووصف له سيارتنا لكي لا يستهدفونها عند دخولنا، وأعطاهم اسمي، وتم التحرك بمعرفة قلة قليلة من قيادة جيش اليرموك، الذين أعطوني حرية التصرف". 

ولفت إلى أنه "كان هنالك تنسيق في المقابل مع حواجز الجيش الحُرّ بالسماح لنا بالدخول، بحجة استطلاع ورصد قوات النظام عن قرب، دون معرفتهم لأي من تفاصيل الخطة".

وأضاف أنه "عند وصولنا لأول حاجز ويدعى حاجز غرز والمسؤول عنه الرقيب جمال، طلبوا منا التوقف والنزول من السيارة. وبعد تأكدهم من أننا بدون سلاح طلبوا منا الدخول، وقاموا بتفتيشنا والتدقيق بهوياتنا الشخصية، وطلبوا منا التوجه للحاجز الثاني".

وأشار الرفاعي إلى المفارقة التي حصلت معه قائلا: "عند وقوفنا على الحاجز قام الجيش الحر بقصف السجن لعدم معرفته بوجودنا هناك، فاختبأت من ضربات الجيش الحر مع أعدائي قوات النظام، وكان العساكر يطلبون مني الاحتماء بالسواتر من الشظايا".

ويتابع: "بعد دخولي لمنطقة الصوامع بدأت باستدراج أحد العساكر دون أن يشعر وسألته: يا أخي ليش الإرهابيين عم يقصفوا بكثافة؟ وقلت له أيضا: لو تشوف شو عندهم سلاح وعددهم ضخم.. وبدأت بتضخيم قدرات الجيش الحر".

فأجاب العسكري بغرور: "ونحن لدينا أسلحة، وبدأ بعدّ كافة الأسلحة والمستودعات وأماكن انتشارها، حتى موقع الرائد المسؤول عن الصوامع حدد لي مكانه".

ويروي الرفاعي أنه "بعد ذلك طلبوا منا التقدم نحو السجن المركزي، وبسبب ظروف الحصار والموقف الأمني كان الكل بانتظارنا عند مدخل السجن من الداخل.. وهم مدير السجن خليل ومسؤول الأمن السياسي بالسجن المعروف بالمساعد كتان، وهو أخطر شخصيه أمنية في السجن"، مبينا أنه "بعد جلوسي مع مدير السجن عدة دقائق ودون أن يعرف هويتي طلبت زيارة سجناء تم اعتقالهم في مجزرة صيدا، وهم من ننسق معهم عن طريق خطوط أردنية".

لكنّ الرفاعي يلفت إلى أنّ "الصاعقة كانت عندما اكتشفوا هويتي، فقد ظنوا أن الأمر انتهى وأننا حررنا السجن، فقمت بتحذيرهم بطريقة غير مباشرة، وجلسنا معا واتفقنا على عدة سيناريوهات للتحرير، وقلت لهم إننا سندرسها بعد عودتي مع القيادة وسيتم اتخاذ التدابير اللازمة لذلك".

وفي الوقت ذاته، كان العقيد جالسا مع الشخص الذي دخل معي وهو "ب.خ" لتقديم الخطة مباشرة، وعندما علم بأنني موجود بالسجن شعر بالتوتر، وطلب مغادرتي فورا خوفا من أن يكتشف مسؤول الأمن السياسي بالسجن خيوط العملية.

وأكد الرفاعي أنه "تم اكتشاف العملية من قبل الأمن السياسي بعد خروجي من السجن، وجن جنونهم وبدأوا بتخوين بعضهم البعض، وأدت تلك العملية إلى إرباك أمني".

وتابع بأنه "قام بإيصال المعلومات للقيادة وتم العمل بها والاستفادة منها بمعركة التحرير لاحقا، وأنعم الله علينا بالنصر، لكن لم يتم تسليمه سليما بل بعد معركة حامية قدمنا فيها الشهداء، وتم تحرير المساجين وتحرير الصوامع".

وحول الأسباب التي دعت الجيش الحرّ والرفاعي لدخول السجن، تحدث قائلا: "بسبب عدم الرغبة في سفك الدماء بعد ورود إشارات من الداخل بالاستسلام وتسليم السجن طوعا، والمحافظة على أرواح المساجين الذين لا ذنب لهم وخصوصا أنهم من سجناء الثورة".

يشار إلى أن الكتائب وا?لوية المشاركة على جبهة الصوامع والجوية وسجن غرز في درعا أصدرت في  آذار/ مارس الماضي، بيانا أعلنت فيه عن تحرير السجن المركزي في غرز وسَريّة حفظ النظام الواقعة في المحيط الشرقي الجنوبي للسجن بعد معارك طاحنة بين الجيش الحر وقوات النظام، وحصار دام خمسين يوماً.
 
التعليقات (0)