ملفات وتقارير

بعد التجويع القاتل.. أزمة مياه تعصف بمخيم اليرموك

أزمة مياه تجتاح مخيم اليرموك بعد القتل بالتجويع - عربي21
أزمة مياه تجتاح مخيم اليرموك بعد القتل بالتجويع - عربي21
تجاوزت معاناة أهالي مخيم اليرموك، أكبر مخيم للفلسطينيين في سوريا جنوب العاصمة دمشق، الجوع الذي أودى مؤخرا بحياة العديد منهم بسبب الحصار الذي فرضه النظام على المنطقة، إلى أزمة مياه خانقة بعدما قطعها النظام عنهم لليوم التاسع على التوالي.

وقال الناشط الإعلامي من داخل مخيم اليرموك رامي السيد في حديث لـ"عربي 21"، إن قطع المياه عن المخيم جاء بعد شهرين من قطع المياه عن الحجر الأسود وأجزاء من حي التضامن، ما فاقم من سوء الوضع الإنساني أكثر مما كان سيئا بالأصل.

وتعاني مناطق جنوب دمشق وعلى رأسها مخيم اليرموك، من حصار منذ عامين، من قبل جيش النظام والجبهة الشعبية في القيادة العامة، وسط انعدام الماء والكهرباء وغياب الرعاية الصحية والخدمات، بالإضافة إلى انعدام المواد الغذائية إلا من المساعدات الشحيحة التي تقدم للمدنيين عبر الأمم المتحدة.

ويجبر انقطاع المياه الأهالي على المسير إلى مسافات طويلة للحصول على بعضه للشرب والاستخدام المنزلي، والتي في غالبها تكون مياه آبار غير صالحة للشرب، ما يهدد حياة العشرات من النساء والأطفال، فضلاً عن الإصابة  بأمراض معوية والتيفوئيد وحالات التسمم، كنتيجة طبيعية لاستخدام المياه غير الصالحة للشرب، بعد انقطاع المياه عن 90% من مناطق المخيم.

ومع غياب كل مقومات الحياة عن المخيم، يناشد من تبقى من المدنيين المعنيين في الشؤون الإنسانية وعلى رأسهم "أونروا" التدخل لإنقاذ حياتهم، حيث قال السيد، إنه "بعد أن تكررت مأساة الموت جوعا  سيحل بديلا عنها اليوم الموت عطشا"، حيث  كان ما يزيد على 150 لاجئا فلسطينيا خلال فترة الحصار قد لاقوا حتفهم جراء الجوع والإصابة بالجفاف.

بدوره، أوضح الناشط الإعلامي من مخيم اليرموك ضياء محمد، عن تفاصيل المعاناة اليومية، قائلا: "بما أن ضغط الماء لا يمكن أن يصل إلى الطوابق العليا من أبنية المخيم حيث لا يتجاوز هذا الضغط 50 سم عن خط الماء الرئيسي، يعيش هؤلاء الأهالي في معاناة حقيقية لتوفير القليل من المياه التي وإن توفرت قد تكون ملوثة".

وحاول المجلس المحلي وبعض الجهات الخيرية تقديم المياه للمدنيين كمياه الآبار عبر صهاريج، ولكنها لا تستطيع تغطية المخيم بشكل كامل، وذلك بكونه يضم كثافة سكانية هائلة، ويشكو كثير من الأهالي من سياسة الوساطات والمحسوبيات لدى هذه الجهات.

في أثناء ذلك، لا تستطيع الجهات المساعدة بتوفير المياه إلا لجزء يسير من الأهالي في المخيم، نتيجة قلة الموارد من جهة، ونتيجة عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل الآليات والآبار، فضلا عن تفضيل المعارف والمقربين، بحسب ناشطين.

وأكدت الهيئات العاملة على توفير المياه، أن هذا المشروع مهدد بالتوقف عن العمل في أي لحظة عند نفاد مادة المازوت، محذرين من خطورة استمرار أزمة المياه، التي قد تنتهي بحالات الموت جراء العطش والإصابة بالأمراض، نتيجة المياه الملوثة التي يجبر الأهالي على استعمالها.

ويبذل أهالي المخيم مجهودا مضنيا في الحصول على المياه واستجرارها عبر غالونات حملا على الأكتاف والرؤوس، أو جرها بعربات عبر مسافات بعيدة، وقد ينتج عن قطع المياه وقلتها مع الصعوبة في الحصول عليها انعدام النظافة، ما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة.

وترجح مصادر مطلعة من داخل المخيم، أن سبب انقطاع المياه هو لزيادة الضغط على القوى العسكرية داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، للقبول بتنازلات لصالح نظام بشار الأسد، بعدما تهرب من اتفاق المصالحة الأخير.

يشار إلى أنه أكثر من مرة انهار اتفاق هدنة في مخيم اليرموك جنوب دمشق الذي يخضع لحصار شديد، وكانت آخر مسودة اتفاق قد نصت على قيام مقاتلي المعارضة وقوات النظام و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بزعامة أحمد جبريل الموالية بالموافقة على 11 بندا، بينها "تشكيل لجنة عسكرية مشتركة وتشكيل قوة أمنية لحفظ الأمن" يتوقع أن يكون عددها في حدود 400 عنصر.

ونص الاتفاق كذلك على منع دخول أي شخص متهم بالقتل و"ضمان عدم وجود أي سلاح ثقيل داخل المخيم "مقابل" عدم تعرض المخيم لأي عمل عسكري"، إضافة إلى "تسوية أوضاع المعتقلين ووقف إطلاق النار فوراً".
 
التعليقات (0)